تعتبر  فلور مونتانارو منسقة الجائزة العالمية للرواية العربية، والمعروفة بالبوكر العربية، هي الأقرب من كواليس العمل للوصول إلى اسم الفائز بالجائزة الأدبية الأكثر شهرة في العالم العربي، مرت مونتانارو ببلدان عديدة قبل أن تصل إلى أبو ظبي حيث ستنتهي رحلة البوكر مثل كل عام. ولدت فلور في جزيرة مالطا ونشأت بين  مالطا ونيجيريا ولندن، وحصلت على ماجستير الأدب الإنكليزي من جامعة أكسفورد عام 1991 ، وعام 2004 حصلت على بكالوريوس اللغة العربية من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية ودبلوم الترجمة  من معهد المترجمين وهي عضوة منتسبة للمعهد. اشتغلت لمدّة سنة مترجمة حرّة قبل بداية عملها الحالي كمنسّقة البوكر العربية. توجهنا إليها بعدد من الأسئلة التي شغلت الوسط الثقافي في مصر منذ إعلان القائمة القصيرة للجائزة، ونحن على بعد يومين فقط من إعلان الفائز بها. - يشاع أن هناك توزيعًا جغرافيا مقصودًا في اختيارات جائزة البوكر العالمية مما أثار نوعًا من الجدل حول خروج كل الأدباء المصريين من القائمة القصيرة للبوكر، وكذلك فيما يتعلق بتواجد دور نشر محددة دائمًا في قوائم البوكر.. كيف ترين ذلك؟ لا صحة لهذه الإشاعات إطلاقا. إن لجنة التحكيم تقيّم روايات وليس روائيين والجائزة تُمنح للنصوص وليس للكتّاب. لا يعني أعضاء اللجنة سوى قيمة العمل الفنية، وفي هذا السياق أؤكد أنني، خلال ساعات النقاش الطويلة في كل اجتماعات لجان التحكيم المختلفة، لم أسمع مرة واحدة مثل هذه الأمور تُطرح. ترشحت 180 رواية للجائزة في دورة هذا العام 2015 وهو رقم قياسي في تاريخ الجائزة، وصلت منها ثلاث روايات لكتاب مصريين إلى القائمة الأولية المكونة من 16 رواية، وهذا في حد ذاته إنجاز يجب ألا نقلل من أهميته، يدل على تقدير اللجنة لتلك الأعمال وما حققته من جودة فنية عالية.  - هناك ملاحظات موجهة لاختيارات جائزة البوكر بشكل عام خاصة فيما يتعلق بوجود ذائقة واحدة "كلاسيكية" في الاختيار رغم تغير لجان التحكيم مما يعكس وجود خطوط معينة تؤثر على اختيارات اللجان المتعاقبة؟ أرى أن لجان تحكيم الجائزة تبحث عن روايات متميزة، تكون إضافات إلى المنجز العربي الحديث سواء أكانت "كلاسيكية" أم "تجريبية". يتم تعيين لجنة جديدة كل عام يأتي أفرادها من خلفيات أدبية مختلفة ويتفقون على معايير عامة للتحكيم بدون تدخل الإدارة العامة. ومن الطبيعي ألا يوافق الكل على اختياراتهم وينتقدونها أو يمدحونها.     - يرى البعض أن الجوائز، سواء أكانت عربية أم عالمية، مثلها مثل الترجمة، تتعامل مع الأدب العربي بنظرة "استشراقية" وتبحث فيه عما يكشف طبيعة المجتمع وينقل صورة عنه للقارىء الغربي، لذلك فالبحث دائما عن الموضوع بصرف النظر عن مستوى السرد والتقنيات والتجريب وما يضيفه النص لخريطة الأدب على مستوى العالم؟ تتكون لجان تحكيم الجائزة من خمسة أعضاء، أربعة منهم من أبرز الكتاب والنقاد العرب والمحكم الخامس أجنبي قد يكون من تركيا أم اليابان وليس بالضرورة من الغرب. مهمة اللجنة إيجاد روايات عربية متميزة وناجحة على كافة المستويات. وكما قال ريئس لجنة العام 2015 الأستاذ مريد البرغوثي في تصريحه بمناسبة الإعلان عن القائمة القصيرة: "بقراءتنا للمائة والثمانين رواية المرشحة للجائزة هذا العام لاحظت لجنة التحكيم تشابه الشواغل الموضوعية في هذه الروايات. كان هدفنا أن نتقصى قدرة المؤلفين على إيجاد حلول فنية خلاقة وزوايا مبتكرة لتناول تلك الشواغل. وترى اللجنة أن هذا الحرص الفني ينعكس في الروايات الست التي تضمنتها القائمة القصيرة لهذا العام." - تدخل الجائزة العالمية للرواية العربية هذا العام في منافسة مع جائزة "كتارا"، فهل هناك تفكير في  تغيير شكل الجائزة أو زيادة قيمتها المادية وإضافة فروع أخرى لها على غرار جائزة كتارا؟ لا تعتبر الجائزة أنها في منافسة مع جائزة كتارا، إنما ترحب بكل المبادرات الأدبية التي تعزز مكانة الرواية العربية وتدعم الكتاب العرب. أما الجائزة العالمية للرواية العربية فنرى أن أهميتها لا تكمن في قيمتها المادية بقدر ما تتعلق بقدرتها على توسيع دائرة القراء للروايات الفائزة بها والتي تجتاز الحدود الجغرافية وتُقرأ في أنحاء العالم العربي وخارجها.