شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وروسيا على مدار الفترة الماضية، خطوات مكثفة على كافة المستويات، حيث تم وضع أسس قوية للعلاقات بين البلدين لا تتأثر بأحداث هنا أو هناك.

والهدف كان واحدا هو تحقيق طفرات للمرة الأولى منذ سنوات طويلة كان التركيز خلالها على الغرب.

وعلى صعيد التعاون المصري الروسي والذي سيكلل بتوقيع اتفاق تجارة حرة مع "الاتحاد الأوراسي" والذي يضم إلى جانب روسيا كازاخستان وبيلاروس.

الممثل التجاري الروسي بالقاهرة "فيدور لوكاشين" أكد على استمرار الخطوات المبذولة سواء على مستوى قيادتي البلدين أو الوزراء والخبراء ورجال الأعمال للوصول بالعلاقات الثنائية إلى ما يستحقه شعبي مصر وروسيا.

- وسألناه في البداية عن الاجتماع المقبل للجنة المشتركة "المصرية الروسية" وما الذي ستضيفه للتعاون المصري الروسي؟

قال.. الدورة العاشرة للجنة الروسية المصرية المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي والعلمي التقني، ستعقد في ديسمبر المقبل في القاهرة وعلى مستوى وزاري، وستناقش مصر وروسيا خلالها سبل تطوير العلاقات المشتركة في مجالات الزراعة والطب والسياحة والعلوم والتعليم ..فهذه اللجنة تؤكد وجود رغبة مشتركة ومتنامية لتعزيز التعاون الثنائي المصري الروسي وسوف تشهد توقيع مجموعة من الاتفاقيات في مجالات متنوعة.

- ماذا عن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا؟

الفترة الحالية شهدت نشاطا مكثفا لم يسبق له مثيل على مدى العقود الأخيرة في العلاقات بين روسيا ومصر، حيث تضاعف حجم التبادل التجاري وفقا لنتائج عام 2014 ليصل إلى 5.5 مليار دولار أمريكي.

- دور الممثلية التجارية الروسية بمصر توفير المعلومات عن الفرص المتاحة للتعاون المشترك ..فما مدى الاستجابة من الشركات الروسية لهذه الفرص التي تقدمونها؟

هناك اهتماما متزايدا لدى الشركات التجارية والمؤسسات الصناعية في البلدين علي حد سواء وذلك لتوسيع التعاون بينهم.

كما أن هناك تزايدا مستمرا في أعداد الطلبات المقدمة للممثلية التجارية الروسية في مصر من الشركات الروسية والمصرية الراغبة في إيجاد شركاء.

فقد بلغ عدد تلك الطلبات في عام 2013 - 900 طلب وفي عام 2014 – 1500 طلب وخلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2015 بلغ العدد 1600 طلب.

- هل هذا الاهتمام قاصر فقط علي مجال التجارة ؟

الاهتمام يزداد ليس فقط في مجال التجارة بل ويمتد ليشمل التعاون الصناعي أيضا.

- شهدت الفترة الماضية زيارات مهمة من الجانب الروسي لمصر ..فهل هناك متابعة لتنفيذ ما اتفق عليه خلالها ؟

بكل تأكيد ففي شهر مايو الماضي فقط تم تنظيم أضخم منتدى وبعثة أعمال لكبرى الشركات الروسية بقيادة وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف، وبمشاركة 250 رجل أعمال روسي يمثلون 120 شركة.

ويجري حاليا متابعه تنفيذ أهم نتيجة لهذه الزيارة ،حيث يلقي مشروع إنشاء منطقة صناعية دعما كبيرا من الحكومتين الروسية والمصرية، كما حصل المشروع في الوقت الحالي على موافقة رئيسي كلا البلدين ويتم العمل عليه تحت رعايتهما.

وتعمل الممثلية التجارية الروسية في مصر بكل نشاط هذا العام بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة الروسية وبدعم من الهيئة العامة للتنمية الصناعية التابعة لوزارة الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة المصرية على دراسة الخيارات المتاحة لتنفيذ هذا المشروع.

وأيضا زار عدد من وفود الخبراء الروس المواقع المقترحة من الجانب المصري لإقامة المشروع في محافظات السويس والفيوم وبورسعيد والإسكندرية، وأجروا محادثات مع رؤساء المحافظات والمدن للتعرف على تفاصيل وشروط إقامة المنطقة الصناعية في كل من تلك المدن.

ويعمل الخبراء الروس في هذه المرحلة على دراسة وتحليل البيانات لتحديد موقع إقامة المنطقة الصناعية.

وسيتم في المستقبل القريب تشكيل مجموعة عمل مشتركة بشأن تنفيذ هذا المشروع.

وسيترأس الجانب الروسي في مجموعة العمل نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي.

ومن المخطط أن يعقد اجتماع مجموعة العمل في نوفمبر الحالي في القاهرة أو موسكو.

واتفق الجانبان المصري والروسي على تنظيم زيارة للخبراء الروس إلى المناطق الاقتصادية الحرة في الإسكندرية، السويس، وقفط والتي تدار من قبل الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة التابعة لوزارة الاستثمار المصرية.

- هناك مشروعات مهمة أقامتها روسيا بمصر وخاصة في فترة الستينات.. هل سيكون هناك تطوير تكنولوجي لها ؟

الممثلية التجارية تعمل في ذات الوقت على الترويج للتكنولوجيات الروسية المتطورة في مصر.

- شاركت روسيا بوفد مهم في المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ ..فهل نتوقع تعاون استثماري أكبر خلال الفترة القادمة؟

بالفعل هذا مطروح بالنسبة للشركات الروسية، على وجه الخصوص، وذلك للمشاركة في المشاريع الاستثمارية في قطاعات مثل الطاقة والتعدين، والبناء، والمرافق والنقل والخدمات اللوجستية.

وتحقيقا لهذا الهدف، فقد التقيت في أكتوبر الماضي مع نائب وزير الاستثمار شريف عطيفة، وبحثت معه آفاق التعاون الاستثماري بين الشركات في البلدين في المشروعات التي أعلنت عنها القيادة المصرية في المؤتمر الدولي الأول لدعم الاقتصاد المصري .

- هل هناك تعاون بالنسبة لتحديث السكك الحديدية بمصر؟

نعم وتم مناقشه ذلك في أكتوبر الماضي خلال زيارة سيرجو كوربانوف نائب رئيس الشركة القابضة المساهمة "ترانس ماش هولدينج" والتي التقي فيها مع وزير النقل د. سعد الجيوشي، وفيه قام ممثل الشركة الروسية باستعراض معلومات عن الشركة القابضة التي تتألف من 13 شركة صناعية ومعهد علمي بحثي للقاطرات الكهربية، ويبلغ العدد الإجمالي للموظفين - 49 ألف شخص.

والشركة القابضة قادرة على توفير حلول وإمدادات متكاملة في مجال السكك الحديدية وتقنياتها - من جرارات الديزل وحتى مركبات السكك الحديدية الكبيرة.
وفي الفترة من يناير إلى ديسمبر 2014 أنتجت الشركة القابضة 2300 عربة نقل بضائع و 390 عربة نقل ركاب و663 جرارا كهربيا و 350 جرار ديزل و 365 عربة مترو الأنفاق.

وبعد الاستماع إلى العرض أشاد وزير النقل د. سعد الجيوشي بإمكانات " ترانس ماش هولدينج"، ودعا الجانب الروسي للمشاركة في البرنامج لتحديث نظام السكك الحديدية في مصر، وتم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل مشتركة من الخبراء لدراسة مشروعات التعاون.