لن تعود السفينة إلى الوراء ومصر ستمضي على طريق التنمية والاستقرار الذي رسمه السيسي، وبدأنا نجنى ثماره وسنحتفل يوم 25 يناير بعيد شرطتنا الوطنية وذكرى ثورة جميلة.

ضرب ميدان التحرير أروع الصور في الحب والتلاحم بين أبناء الوطن حتى قيل عنه أنه المدينة الفاضلة هذا هو رأي الصديقين الشيخ علوي والقمص بولس أحد نماذج ثورة 25 يناير المضيئة داخل ميدان التحرير، واللذان كانا يدعوان المتظاهرين إلى البعد عن العنف والحفاظ على الأرواح والمنشآت، وعلى وحدة النسيج الوطني لمصر.

التقت "بوابة أخبار اليوم" بالشيخ علوي والقمص بولس، وقد التقت بهما معا وقت الثورة وتعيد اللقاء معهما لاسترجاع الذكريات الجميلة.

يكشف القمص بولس عويضة الملقب بـ"سرجيوس الثورة " عن أسرار جديدة فيقول إنه كان يحمل عل كتفه جراكن المياه من كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية حمولة 20 لتر لاستخدامها في الوضوء لإخوته المسلمين في الميدان وكذلك لاستخدامها في الشرب ونتيجة ذلك انه أصيب بانزلاق غضروفي في الفقرتين الرابعة والخامسة ودخل على إثرها لإجراء عملية جراحية في المركز الطب العالمي من يوم 22 إلى 29 أغسطس 2011.

وتابع:"عندما حاولت دفع الحساب أخبروني أن المشير حسين طنطاوي أمر بدفعه، وعندما سألت المشير قال إن الذي دفع الحساب هو "أمك مصر يا بطل"، وتقرر لي معاش 1000 جنيه شهريا ومكافأة 100 ألف جنيه لكنى رفضتهما لأن الوطنية لا تتجزأ.
وقال إن تواجده مع رفيقه الشيخ علوي أمين الذي يعتبره الأخ الذي لم تلده أمه لكي يدعو المتظاهرين إلى السلمية وعدم استخدام العنف والحفاظ على بعضهم البعض أيد واحدة.

واستكمل القمص بولس حديثه قائلاً :"مصر هي البيت الكبير الذي يجمعنا حيث كان يعمل بيننا مخابرات 11 دوله لا تريد الخير لنا وفعلا سارت الأمور بشكل صحي خلال الأيام الأولى وكانت شعاراتنا "سلمية..وعيش حرية..وعدالة اجتماعية"، و"الشعب والجيش أيد واحدة"، ومن يرانا وقتها لا يستطيع أبدًا أن يفرق بين أحد منا بسبب الجنس أو الدين واللون فقد كنا في بوتقه واحدة".

وعن الطرائف التي حدثت في الميدان كان عندما لم يجد المصلون ماء للوضوء قلت لهم من لم يجد ماء فليتيمم وعندما سألوا الشيخ علوي قال هي فتوى سليمة تماما يوافق عليها فضيلة شيخ الأزهر.

واستطرد قائلاً :" كنت أقوم بصب المياه لإخوتي المسلمين أثناء الوضوء ونحرسهم أثناء الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، وكانوا يحرسوننا أثناء صلاة عشية وأثناء ترانيم فريق قصر الدوبارة وكان الشيخ علوي يحضر السندوتشات من بيته للمعتصمين في الأيام الأولى للثورة لقرب منزلة من الميدان".

وأضاف أستاذ الشريعة والقانون بجامعه الأزهر د.علوي أمين، قائلا إن ثورة ٢٥ يناير بدأت بداية لم يكن يتخيلها أحد وتوافق الشعب المصري كله على شيء واحد هو درء الفساد وإعادة الدولة للطريق الصحيح بعيدا عن كل ما يحدث وكان الذي ينظر إلى هذا اليوم يشعر أن مصر كانت على قلب رجل واحد لكن للآسف الشديد هذه الثورة سرقت بطريقه منظمة من أتباع جماعه الإخوان واستطاع الشعب العظيم بعد فترة صمود ٣ أعوام أن يخرج في ٣٠ يونيو ليعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، وإذا كان قد خرج في ٢٥ يناير ٢ مليون فإن الذي خرج في ٣٠ يونيو ٣٠ مليون مصري يرفضون التبعية والاستعمار.

وقال الشيخ علوي إن العلاقة في ٢٥ يناير كانت اغرب مما تتخيل فكان المسيحي يحرص على إحضار الماء للمسلم لاستخدامه في الوضوء ويقف ليحرسنا وقت الصلاة وقد تحمل صديقي الرجل المسن القمص بولس عويضه ما لم يتحمله شاب صغير فأصيب بانزلاق غضروفي من حمل جراكن المياه الثقيلة على كتفه.


وأشار د.علوي إلى أن الكنائس قبل وأثناء ٢٥ يناير كان يحرسها المصريون المسلم قبل المسيحي في ظل غياب الشرطة ولم يحدث أي اعتداء على كنيسة، وكان التوافق في الميدان مفرحًا أو كما يجب أن يكون وهو مصر ولا شيء غير مصر.