لا يحدثك مثل خبير " فما بالك إذا كان أحمد قذاف الدم كاتم أسرار العقيد معمر القذافي ورجل المهام الخاصة ومبعوثه الخاص إلى العديد من قادة العالم والذي أشرف على أهم ملفات ليبيا.
العلاقة مع مصر هو من يستطيع التحدث عنها في ذكرى مرور خمس سنوات على الثورة الليبية فهو صاحب موقف مبدئي أيد مطالب الجماهير الليبية التي خرجت في بنغازي في بداية الأحداث ، رغم أنه ابن بار للنظام ولكنه كواجب أخلاقي وموقف وطني سعى إلى نزع فتيل الأزمة ، علاقاته المتشعبة أتاحت له القدرة على استشراف المستقبل المظلم لبلاده بعد حلقة جديدة من تأمر الغرب عليها منذ عدة حقب وآخرها أزمة لوكيربي والأسلحة الكيماوية .. حاول ولكن الموج كان عاتية هذه المرة في ظل الفوضى في المنطقة وسقوط أنظمة وتهديدات الدول التي ساعدت على نجاحها هذه المرة وتعاون بعض قطاعات من الليبيين مع قوات الناتو التي تدخلت بكل قدراتها العسكرية بحجة حماية المدنيين الليبيين.

في حواره مع " الأخبار " يكشف حقيقة ما جرى في ليبيا منذ خمس سنوات.. يعترف بأخطاء نظام القذافي ، ويقول أنه ليس نبيا ولكنه يرفض خيانة الوطن والتعاون مع الأعداء .. يطالب بتحقيق دولي عن ما جرى لليبيا على الصعيد السياسي والاقتصادي والإنساني.. يطرح رؤى للخروج من المأزق الحالي ويدعو إلى حوار ليبيي ليبي بدون إقصاء لا أحد يجمع بين أنصار ثورة ١٧ فبراير وإتباع ثوره الفاتح من سبتمبر لأن الصراع لم يعد على سلطة زائلة كما يقول بل على وطن معرض للزوال يشكك في صدق نوايا الغرب في مواجهة داعش في ليبيا والعراق وسوريا.. يعتبر مصر بعد ٣٠ يونيو عمود الخيمة العربي ولديها مسئولية إيقاف نزيف الدم في المنطقة بعد أن نجحت في تجاوز المؤامرة ضد شعبها وجيشها .

وهذا نص الحوار :

إلى أين وصلت ليبيا بعد خمس سنوات من ثورة 17 فبراير ؟

لقد وصلنا إلى هذا اليوم بعد خمس سنوات من فبراير إلى جسر من الآلام والدموع والتشرد والنهب والسرقة والإهانة للشعب الليبي، وأصبح العار التاريخي يلحق بنا بالعمالة والخيانة للوطن، ورغم ذلك نحن لم نفقد العزيمة ولا الصبر والثقة بالنفس، ولن نترك الوطن يذهب في مهب الريح بل سيعود عزيزا قويا من جديد .


هل تعتقد انه كان من الممكن تفادي ما حدث في ليبيا؟

لم يكن ممكنا .. لأنها مؤامرة على الأمة بدأت بالعراق واليمن وسوريا ومصر وتونس والمنطقة العربية بأكملها ، وهذا مخطط نعرفه جيدا ولكن المؤلم فيه أنه ينفذ بأموالنا وسلاحنا ودماء أبنائنا ودفعنا في هذا الربيع الأسود بحسب إحصائية المركز البحثي لاستطلاع المستقبل بدبي بعيدا عن الأرواح التي أزهقت والآلاف من الجرحى والدمار المعنوي للمنطقة خسائر في البنية التحتية وصلت لـ461 مليار دولار وخسائر في الناتج المحلي الإجمالي 289 مليار دولار وأسواق الأسهم والاستثمارات 35 مليار دولار وتكلفة اللاجئين وصلت لـ 48.7 مليار دولار بإجمالي 883.7 مليار دولار .. وفيما يتعلق بمجال السياحة فقدت المنطقة العربية 103.4 مليون سائح وتشرد العرب في مختلف دول العالم ووصلوا لـ 14.389 مليون لاجئ ودمرت 4 جيوش بالمنطقة وأصبحنا غجر العصر ، فإذا كان هذا ربيعا فما هو الخريف ؟! .. لذلك لم يكن هناك إمكانية لتفادي الوضع خاصة ليبيا التي حاول الغرب إسقاطها في أكثر من مناسبة منذ أزمة " لوكيربي" ..أبلغت السيد عمرو موسى وكاترين أشتون ممثل الاتحاد الأوربي بأن تدخل الناتو لن يفيد ليبيا وسيحولها إلى دولة فاشلة ولكن الغرب كان يسعى لإسقاط القذافي بأي شكل ولم يكن ينوى الاستماع لأحد وما أن قتل القذافي سحب الغرب أساطيله وجيوشه وترك ليبيا تعانى ويلات الدمار الذي زرعه لأن المهمة المحددة انتهت وقتل رئيس ليبيا .

وماذا عن خسائر ليبيا من الربيع العربي ؟

طالبت الأمم المتحدة بتحقيق فيما جرى بليبيا على الصعيد السياسي والعسكري والإنساني لأنه سياسيا عندما اشتعلت الأوضاع أصدرت الجامعة العربية قرارا بطرد ليبيا من مجلسها وهو يؤكد النية المبيتة من بعض الدول لإسقاط ليبيا ولم يحدث في تاريخ الجامعة العربية أن تتخذ قرارا دون لجان تقصي حقائق أو استعلام عن الحالة مثل باقي الأزمات بل نحن بالبطاقة الحمراء منذ اللحظة الأولى طردنا من الجامعة بينما لم تطرد العراق عند غزوها للكويت ودمر الغرب ليبيا ، ولكن هل يجرؤ أحد على إجراء تحقيق دولي شفاف .. 30 ألف غارة قام بها الناتو ..لو كل غارة قتل فيها شخص أصبح هناك 30 ألف قتيل ليبي ، غير 4 أساطيل قصفت المدن الليبية ، حتى الغواصات ضربت ليبيا بحجة حماية المدنيين ، وضربت لنا مطارات وقواعد عسكرية في أقصى الشمال ليس لها علاقة بالمدنيين ، وشارك الناتو في أكبر حملة بعد الحرب العالمية الثانية ولكن عندما تسقط الأقنعة سيعرف الجميع من المسئول عن تلك المأساة، والآن تأكد للجميع أن ما حدث في ليبيا مؤامرة ... بالتأكيد كان لدينا أخطاء مثل باقي الدول العربية وخرج لدينا جيل يبحث عن رؤى غير رؤانا ولكنه استهدف من قبل وسائل الأعلام الغربي ، وهذا حقه أن يطالب ويغير ولكن من يتأمر مع الغرب فتلك ليست ثورة .

وماذا تحتاج المنطقة طالما الربيع العربي لم يحقق غايته ؟

الأمة العربية تحتاج لمائة ثورة حتى تخرج من حالة الغبن التي تعيشها وتحتاج لثورة علمية وهو الفريضة الغائبة عنها والمسئولة عن الفقر والضياع الذي نعيشه ، الغرب وصل للمريخ ونحن لم نستطع رفع القمامة من الشوارع ، منذ أربعين عاما كنا نبحث عن وحدة مصر وسوريا والسودان وكان الغرب يعيش في جزر معزولة عن بعضها البعض ولكن الآن أصبحنا نبحث عن وحدة ليبيا ووحدة العراق وسوريا وكل دولة تبحث عن وحدتها أما الغرب الآن أصبح دولة واحدة وعملة واحدة لا حدود بينهما مهاب وله كرامة على الرغم من اختلاف ثقافته وعاداته ونحن نزداد بؤسا بينما الغرب يزداد تطورا وتقدما .


ولكن هل هناك أسباب داخلية ساهمت في تمرير المؤامرة ؟

طالما حذرنا في الثمانينيات جميع الدول العربية من المغرب إلى البحرين من تلك المؤامرات، ولا نلوم الغرب الذي يدافع عن مصالحه بل نلوم أنفسنا عندما كنا " نايمين في العسل" ولم نكن نقيم لهذه التهديدات وزنا، إلى أن فاجأنا هذا الطوفان الذي دمر جيوشنا وتاريخنا ولم يفرق بين رئيس دولة أو ملك أو أخر والجميع استخدم في هذا الدمار والأخوان المسلمون استخدموا لتمرير المخطط ظنا منهم أنهم سيمكنون، والشباب الذي ألتحق بداعش ظنا منه بأنه يقيم دولة الإسلام ، وعلينا أن نتوقف عن هذا الضياع لإيجاد مخرج لازمات اليمن وسوريا والعراق وليبيا خاصة ونفس المعطيات في أغلب الدول العربية مشابهة وأحذر منها حتى الآن .


من سياق حديثك أنت تعتبر القذافي نبيا بلا أخطاء ؟

القذافي لم يكن نبيا وله أخطاء ومن حق الليبيين أن يثوروا عليه ولسنا على خلاف بهذه النقطة ولكن الخلاف على التعامل مع العدو والخيانة الوطنية ، لم يكن هناك توريث في ليبيا والحكم كان للشعب عن طريق اللجان الشعبية والمؤتمرات الشعبية بكل مدينة عن طريق الجماهير في طبرق على سبيل المثال لم يختر القذافي محافظا لها بل يختاره الناس وبكل الوزارات أيضا يختار الناس من يمثلهم وكل مدينة وقرية لها برلمان يقرر ما يريد وبالتالي لا مكان للتوريث .

وماذا عن صورة القذافي عاشق السيدات وصاحب "التوكتوك" الذى لم يهتم بشعبه ؟

القذافي عاش حياته في الخيمة ونام على الأرض وركب التوكتوك كباقي أفراد شعبه، أما النساء اللاتي اغتصبهن في الروايات الفرنسية تأتي فقط في إطار شن الحرب النفسية على القذافي وفتح المجال الإعلامي الأجنبي والمحلي لمهاجمة القذافى شخصيا وتصويره على أنه شخص غير طبيعي لإسقاطه ، الشباب العربي الذي يقطع داعش يده الآن ضحية لهذه الحرب وخيرة شباب الأمة الذين انضموا لداعش بحجة نصرة الإسلام هم أيضا ضحايا لهذه الحرب .. يجب أن نقف أمام أنفسنا لنسأل ماذا جنينا بعد خمس سنوات من 17 فبراير ، دمرت ليبيا ، لماذا فقدت اغلب الدول العربية المحيطة بفلسطين جيشها ؟ ، لأن هذا هو المخطط .معمر القذافى لو كان فارغا او تافها لما كان استهدفه الغرب، القذافى كان ينتمى للفكر القومى فكر الرئيس المصرى عبد الناصر المناصر للأمة كان أنسانا بسيطا مثل رئيسنا المصرى عبد الناصر يعمل على وحدة القارة ويعمل على دولها ، واقترح حكومة افريقية ووزير رى مصرى لأنه كان يدرك ان ضرب القارة سيكون عن طريق التآمر على مصر مستقبلا وهو ما يحدث الآن كما اقترح ان تكون هناك شبكة مائية لربط القارة ببعضها البعض بدلا من تصريف هذا المياه فى المحيط للاستفادة منها كل ذلك مسجل بالمستندات بمحاضر جلسات الأتحاد الأفريقى، هل هذه تفاهة يفرق معها ركوب القذافى للتوكتوك . وإذا كان البعض قد ثار عليه لأنه طاغية وقتل .أذن لماذا كل هذه الدماء الليبية التى تسيل يوميا ، أنا أشفق على الجميع حتى خصومنا لأنهم اعتقدوا انهم ينتصرون لقضية ولكنهم يساقون بالريموت كنترول .



إذن من الذى خرج على القذافى فى ثورة 17 فبراير ؟

الليبيون خرجوا مثل ما حدث فى مصر وتونس وعندما قاموا بالحملة كان هناك عملاء للغرب فى ليبيا وعندما بدأوا فى اعتصام بنى غازى كان من الممكن التفاوض معها وكنا نتفق مع مطالبهم التى كانت مقبولة لدى الجميع ولكننا فوجئنا بالطائرات العربية للأسف تنقل السلاح والعصابات من افغانستان ويقولون ان النظام يقتل فى شعبه وبدأت قناة " الجزيرة" تنقل مظاهرات اليمن والعراق وتقول انها من ليبيا وانتشرت الصور المركبة بهدف إسقاط الدولة ، أحد رؤساء الوزراء السابقين خرج وسط الأزمة وقال أن 8 آلاف ليبى قتلهم القذافى وبعد سقوط طرابلس وقتل القذافى كشفت الأحصائيات أن 4 آلاف شخص قتلوا بسبب الاعمال المسلحة منذ إشتعالها بعد 8 شهور من تصريحه .. الحملة الأعلامية ضد القذافى مستمرة حتى الآن لأن الجميع يعلم انه فى حالة إجراء انتخابات حاليا سيفوز بها أنصار القذافى لأنهم الأغلبية.

كيف يمكن تفسير أعتبار أنصار القذافى أغلبية ويتم تهميشهم واستبعادهم من اي حوار سعت اليه جهات عديده ؟

عندما لا يرفعون السلاح ولا يناصرون الغرب او الدول التى دمرت ليبيا يكون ذلك منطقيا أن تقصى الأقلية الأغلبية، وذلك سبب النكسة التى تعيشها ليبيا .

وكيف تفسر خروج الجماعات الليبية المسلحة التى ساهمت في إسقاط النظام ؟

لم تكن جماعات ليبية وكانوا مدفوعين واذا كانت المعركة بين ليبيين و ليبيين لكان الامر مختلفا.. لماذا لم يتدخل الناتو فى تونس او دول الربيع العربى ذلك لأنه كان هناك حراك حقيقى شعبى ومطالب حقيقية ولم تخرج الناس رافعة السلاح فى مواجهة الدولة ولم تستعن بقوة أجنبية .، عملاء ليبيا تعاونوا مع مخابرات الكرة الأرضية بأكملها لإسقاط بلادهم ، والآن الحقائق تظهر فقد قال اوباما " أخطأنا فى إسقاط القذافى ".. ما علاقة اوباما بليبيا او إيطاليا التى تخرج ليل نهار لتؤكد مسؤوليتها عن الوضع المستقبلى فى ليبيا .

كيف تقيم التعامل الإقليمى مع ليبيا خاصةأنه فى عام 2011 كان هناك توافق على تدخل الناتو بينما العام الحالى مطالبات الحل السياسى هى المتصدرة للمشهد ؟

نحن نعيش مرحلة " اللامعقول " نتحدث عن الشرعية أحيانا وفى أوقات أخرى نتحدث عن دعم القوى الخارجية ضدها مثل ما يحدث فى سوريا ، الموقف العربى بالأخص متناقض وللأسف تائه ويواجه صدمة عنيفة فى نفسه ويحتاج لبناء ثقته بنفسه من جديد وهذا الدور تتحمله مصر والرئيس السيسى والمملكة العربية السعودية بالدرجة الأولى لأن مصر ما زالت تستطيع لملمة جراح الأمة ووقف النزيف المستمر بالمنطقة .. الأمة العظيمة التى ننتمى لها يمكنها ان تحل مشاكلها داخليا دون تدخل خارجى ، الأزمة السورية يمكن حلها بالتفاوض مع النظام والمعارضة والضغط على الطرفين بدلا من التهديد بالصواريخ وفرض الوصاية الدولية ،الأن يوجد جسر يمكن التفاوض معه وهو بشار الأسد بينما إسقاطه يعنى إنتحار المنطقة العربية ، اليمن لدينا ما يكفى من عادات وتقاليد وثقافة قبلية كفيلة بإنهاء أزمتها بينما الغرب ومبعوثوه الدوليون لن يفيدونا فى شئ فمثلا يتعامل مع ليبيا على انها السويد .

بعد خمس سنوات من ثورة فبرير كيف يمكن الخروج بليبيا إلى منطقة الأمان ؟

هناك ثلاثة سيناريوهات للخروج من الازمة بحسب رأيى، هذه الحكومة التى نصبت من الخارج دون التطرق إلى أسماء يجب ان تكون حكومة محايدة ليست حكومة توافق بين جماعات فبراير - فبراير التى تزعم قيامها بالثورة سواء هؤلاء الذين في الشرق في طبرق او في الغرب في طرابلس بينما يجب دعوة كافة الليبيين للمشاركة فى الحكومة لتكون بين جماعة فبراير وأنصار ثورة سبتمبر والقذافى لتشمل جميع أطياف الليبيين ونحن نقبل ان نشارك الجميع فى بناء الوطن .

اما السيناريو الثانى فهو استدعاء دولى أجنبى على الأراضى الليبية ولن يكون بمقدوره إلا فرض حكومة أمر واقع بحماية دولية يتم تخصيص منطقة خضراء لها لممارسة مهامها ووقتها ستشهد ليبيا مزيدا من القتال وتتحول إلى الصومال .

اما السيناريو الثالث الحوار الليبى - الليبى وترك سبتمر وفبراير ، وهذه قمة الإنصاف ونقدم تنازلات جميعا للوطن ونرفع رايته ونرفع راية بيضاء للسلام تحت مظلة الامم المتحدة ونشكل حكومة محايدة ليست توافقية نتفق عليها جميعا ونطالب بعودة بناء القوات المسلحة ونستدعى خيرة شبابنا من خارج الوطن المستعدين للإلتحاق بالجيش وبناء جهاز الشرطة من جديد ونطهر ليبيا خلال 4 أسابيع ونخرج من هذا الوضع لأن الحوار جزء من الحرب ولكن دون سلاح او دماء ونبدأ العمل من خلال ذلك السيناريو على ثلاثة محاور عسكريا وسياسيا واجتماعيا .


هل وجدت داعش ليبيا أرضا خصبة للتمدد خاصة درنة وسرت ؟

داعش وصلت ليبيا تحت غطاء الناتو وهو يضرب مقدرات الشعب الليبى وهم يهللون ويكبرون ، وانا لا أصدق ان الغرب يحارب داعش الذى أغدق عليه بالسلاح والبشر وهو ما وضح من خلال حربه على داعش بسوريا والعراق وكانت النتيجة ان التنظيم يتمدد بشكل أكبر ويسيطر على مزيد من المدن ، تأتى طائرات التحالف لقصف عنصر من عناصر التنظيم ليخرج المجتمع الدولى ويقول انه تم قصف قائد لداعش فى مدينة " كذا " الليبية .. ماذا يعنى هذا الواحد ؟ .. المجتمع الدولى يهين الشعب الليبى ويستعرض عضلاته بشكل مهين وهو فيروس زرعه الغرب للقضاء على شمال المنطقة الأفريقية فى إطار محاربته للأسلام وهذا حقهم لا نلومهم ولكن نلوم انفسنا لأننا نصر على ان نسير فى هذا الظلام .


كيف ترى الدور الدولى من خلال جهود اكثر من مبعوث للأمم المتحده للازمه الليبيه ؟

هذا يدخل فى إطار مسلسسل الكذب الذى يقوده الغرب لان المبعوث يجب ان يكون محايدا مثل الحكومة، هل سمعنا ان مبعوثا دوليا جلس واستمع لأعضاء الجالية الليبية فى مصر وعددها مليون او جلس مع الجالية فى تونس أو قابل قبائل ليبية ذات صلة بالأزمة وأستمع اليهم .. ليبيا لديها 2 مليون ونصف خارج الديار بدول الجوار ومليون ليبى داخليا رافض ما يجرى ، إذن هناك أكثر من نصف الشعب الليبى مهمش من الحوار الوطنى كيف يمكن تشكيل حكومة دون موافقة شعبه .



إذن هل قذاف الدم متحفظ على حكومة فائز السراج ؟
لا أحد يمكنه التحفظ عليها لان " الطليان" والانجليز ووزير خارجية أمريكا قال "أى أحد يعارض هذه الحكومة سيذهب للجنائية الدولية وأنا حقيقة قضيت فى السجن 9 شهور ولست مشتاقا اليه"، وهذه قمة الديموقراطية أن نضع فيتو لإجبار شعب على حكومة تفرض عليه، إذا كانت حكومة وطنية تعمل لصالح ليبيا لماذا نرفضها ؟! .. انا لست ضد الأشخاص لكن ضد التعامل وتناول الدولة الليبية بهذا الشكل لأن هذا ليس منصفا حتى المبعوث الدولى يتعامل بلغة تهين ليبيا وغير مقبول ،ولكن البرلمان سيوافق على الحكومة طوعا او كرها .


وماذا تقول حول محاوله اختصار الأزمة الليبية فى الخلاف على وضع الجيش فى الحكومة ودور الفريق خليفه حفتر بشكل خاص ؟

لن تكن هناك مشكلة طالما هناك نية صافية بين الأطراف ونحن نتحدث عن دولة يجب ان يكون لديها جيش وشرطة ولأن كل العمل مشبوه فإن الجميع يشك فى الآخر بينما لو كل شئ نظيف ستحل كل العقد، وما يحدث هو أسلوب دعائى "أسلوب بيع " محاولة للترويج أن هناك ديموقراطية ومناقشات حول الأشخاص والوزراء .. فى الوقت الذى صرح فيه اعضاء المجلس الرئاسى بأن هناك قائمة مجهزة من قبل الغرب عرضت عليهم للموافقة عليها مباشرا ، نحن نتمى ان تكون هناك حكومة موجودة متفق عليها دون النظر للأشخاص .


كيف ترى الدور المصرى فيما يجرى فى ليبيا ؟

مصر مستهدفة، واستطاع الشعب ان يستيقظ قبل فوات الاوان وخرج فى 30 يونيو لانقاذ بلده ولولا تلك الثورة ودور الجيش المصرى والرئيس السيسى لخرجت الأمور عن نصابها وكان وضعها أسوأ ألف مرة مما جرى فى سوريا وليبيا ، ونحن نثمن الموقف المصرى خاصة انها عمود الخيمة فى المنطقة العربية وهى ما زالت مستهدفة من ليبيا ومن تركيا ومن بعض الدول الأخرى وللأسف العربية ، حتى فيما يتعلق بأزمة سد النهضة هناك دول عربية ضالعة فى الأزمة ، وبالتالى فأن مصر عليها مسئوليات كبيرة وهذا قدرها وتستطيع ان تلعب دورا فى استقرار ليبيا لأن مصير الدولتين مرتبط ببعضهما .. التدريب والتسليح يأتى من ليبيا لزعزعة الاستقرار فى مصر وعلى النخب المصرية ان تعى هذا ولا اعتقد ان مصريا حرا حتى لو مختلفا مع النظام يدمر مقدرات بلده .