بين رائحة البارود ووابل من الصواريخ والرصاص وفيضانات الدماء وأصوات الثكالى ومآسي الحرب والفقر والجوع، يعيش أطفال العالم في أوطان الخوف دون يد تمتد أو صوت يصرخ بالحقيقة لينتزع فتات قرار هنا أو هناك والذيلا يثمن ولا يغني من جوع، حتى التغيرات المناخية صارت هي الأخرى وحش ينهش في لحم الأطفال يأكل في جسدهم دون رحمة أو تأنيب ضمير، وكأن العالم أجمع يتكالب على البراءة مُقسما أن يتركها جثة هامدة على قارعة الطريق.
اقرأ أيضا| الأطفال الذين شاخوا
اقرأ أيضا| حوار| مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة: أطفال غزة يتعرضون للقتل والتعذيب والتجويع
أرقام مرعبة
نحو بليون طفل - نصف أطفال العالم تقريبا - يعيشون في بلدان تعاني ضعفا حادا في قدرتها على الصمود أمام آثار التغير المناخي، حيث يشكل تغير المناخ تهديدا مباشرا لقدرة الطفل على البقاء والنماء والازدهار، في ظل أن الظواهر الجوية القصوى أخذت تتزايد في تواترها وشدتها، ما يهدد حياة الأطفال ويدمر الهياكل الأساسية الحيوية لعافيتهم، كما تتسبب الفيضانات بإضعاف مرافق المياه والصرف الصحي، ويؤدي الجفاف والتغيّر العالمي في نسق سقوط الأمطار إلى فشل المحاصيل وزيادة أسعار الأغذية، مما يعني انعدام الأمن الغذائي والحرمان من الأغذية للفقراء، وهذا قد يؤدي إلى تأثيرات تمتد مدى الحياة، إضافة إلى تدمير سبل العيش، وزيادة الهجرة والنزاعات، وكبح الفرص للأطفال واليافعين.
كل هذا يأتي إلى جانب أن الأطفال هم الأكثر عرضة للأمراض التي تزداد انتشارا نتيجة تغير المناخ، ويتحمل الأطفال دون سن الخامسة قرابة 90 % من عبء الأمراض التي يمكن عزوها إلى تغير المناخ، كما أن يعيش نحو مليوني طفل في مناطق تتجاوز فيها مستويات تلوث الهواء المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، مما يجبرهم على تنفس هواء سام يعرض صحتهم وتطور أدمغتهم للخطر، بخلاف أن قرابة 785 مليون شخص يفتقرون إلى خدمات المياه الأساسية، وبحلول عام 2040، من المتوقع أن يعيش 600 مليون طفل في مناطق يتجاوز الطلب على المياه فيها كمية الموارد المتوفرة.
الكوارث والمناخ
وبالتأكيد دون القيام بإجراءت ناجعة سيؤدي تغير المناخ إلى تفاقم انعدام المساواة التي يواجهها الأطفال أصلا، وستعاني أجيال المستقبل لعقود من الزمن، وفي هذا يقول السفير/ مصطفي الشربيني عضو الفريق العامل الثالث المعني بالتخفيف من آثار تغير المناخ WG3 بمنظمة الصحة العالمية وعضو لجنة بناء القدرات ومراقب باتفاقية باريس لتغير المناخ بالأمم المتحدة، في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم»، إن المخاطر المناخية، بما في ذلك الحرارة الشديدة، ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بمضاعفات تؤدي إلى نتائج سلبية على الأم والطفل أثناء الولادة، وقد تشمل هذه المخاطر أسبابا متعددة للإصابة بالأمراض والوفيات بين الأمهات والمواليد الجدد مثل سكري الحمل واضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل والولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة وولادة جنين ميت، بالإضافة إلى المخاطر الصحية المتعلقة بسوء التغذية والمياه والنظافة والصرف الصحي، فإن آثار التعرض للمخاطر المناخية وعواقبها أثناء الحمل وبعده يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية وتساهم في الصدمات بين الأجيال، وقد تزيد من التوتر والقلق والاكتئاب، وهي عوامل خطر معروفة للنتائج السلبية أثناء الولادة، وتأثير تغير المناخ على صحة الأم والوليد والطفل يستدعي اتخاذ إجراءات، فبالإضافة إلى مجموعة واسعة من المخاطر الصحية المباشرة، يهدد تغير المناخ بالتسبب في العديد من العواقب طويلة الأمد التي تؤثر على صحة ورفاهية المرأة والمواليد الجدد والأطفال طوال حياتهم.
وأكد الشربيني، أن ٩٥ % من الكوارث الطبيعية تحدث بسبب تغير المناخ ونجد أن الأطفال وخاصة الصغار منهم، أكثر عرضة للإصابة والوفاة أثناء الكوارث الطبيعية، وتؤثر موجات الحر على الأطفال بشكل غير متناسب، حيث تتكيف أجسامهم بمعدل أبطأ وقد يعانون من طفح جلدي ناتج عن الحر، وتشنجات مرتبطة بالحرارة، وإرهاق، وأمراض الكلى، وأمراض الجهاز التنفسي، والسكتة الدماغية والوفاة، كما يمكن للكوارث الطبيعية أن تعطل الوصول إلى الخدمات الأساسية وأنظمة حماية الطفل، وعلى نحو مماثل، فإن الضرر الذي يلحق بالبنية الأساسية الصحية وإمدادات الأدوية الأساسية يمكن أن يجعل التدخلات الطارئة أقل فعالية، ويمكن للفيضانات والانهيارات الأرضية وارتفاع مستوى سطح البحر والعواصف أن تدمر وحدات الإسكان والبنية الأساسية للصرف الصحي، مما يؤدي إلى تدهور الظروف المعيشية، وخاصة بالنسبة للأطفال في المستوطنات غير الرسمية.
وأوضح أن تلوث الهواء الداخلي والخارجي مجتمعين ارتبط بوفاة 543 ألف طفل دون سن الخامسة في العام وفقا لبيانات الأمم المتحدة، والأطفال، بسبب معدل تنفسهم المرتفع، أكثر عرضة لمشاكل الجهاز التنفسي والالتهابات، ويؤثر ارتفاع خطر حرائق الغابات المرتبط بموجات الحر على جودة الهواء وأنظمة الجهاز التنفسي للأطفال، كما ترتبط درجات الحرارة الأكثر دفئًا بإطلاق المواد المسببة للحساسية المحمولة جوًا والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الربو وأمراض الجهاز التنفسي التحسسية، وترتبط الغالبية العظمى من الوفيات المرتبطة بالتلوث بجزيئات دقيقة يقل حجمها عن 2.5 مليون جزء من المتر "المعروفة باسم PM2.5"، وتتصرف هذه الجزيئات مثل الغازات، ومثل الهواء الذي نحتاج إلى تنفسه، وتدخل منازلنا حتى عندما تكون جميع الأبواب والنوافذ مغلقة، وإذا تم استنشاق جسيمات PM2.5، فإنها يمكن أن تخترق أعمق تجاويف الرئتين، وتنتقل إلى مجرى الدم وتنقل السموم إلى كل عضو في الجسم.
وأضاف أن مرض التهاب الرئة من الأمراض المعدية الرئيسية المسببة للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة وهو أحد التحديات الرئيسية التي تتفاقم جراء تغير المناخ، ويمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي عن طريق التحصين والتغذية المناسبة ومعالجة العوامل البيئية، فالالتهاب الرئوي هو السبب المعدي الأكبر للوفاة بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتسبب الالتهاب الرئوي في وفاة 740 ألف و180 طفلاً دون سن الخامسة في عام 2019، وهو ما يمثل 14 % من جميع وفيات الأطفال دون سن الخامسة ولكن 22% من جميع وفيات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 إلى 5 سنوات، ويؤثر الالتهاب الرئوي على الأطفال والأسر في كل مكان، ولكن الوفيات أعلى في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مشيرا إلى أنه يمكن حماية الأطفال من الالتهاب الرئوي، ويمكن الوقاية منه بتدخلات بسيطة، ويمكن علاجه بأدوية ورعاية منخفضة التكلفة ومنخفضة التقنية، وأن التغذية الكافية تشكل مفتاحا لتحسين الدفاعات الطبيعية لدى الأطفال، بدءا من الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة، وبالإضافة إلى فعاليتها في الوقاية من الالتهاب الرئوي، فإنها تساعد أيضا في تقليص مدة المرض إذا أصيب الطفل بالمرض، كما أن معالجة العوامل البيئية مثل تلوث الهواء الداخلي وتشجيع النظافة الجيدة في المنازل المزدحمة يقلل أيضاً من عدد الأطفال الذين يصابون بالالتهاب الرئوي، محذرا من أنه قد يؤدي تغير المناخ إلى توسيع النطاق الموسمي والجغرافي للأمراض المنقولة بالنواقل مثل الملاريا بخلاف زيادة خطر انتقال الأمراض المعدية الجديدة والناشئة مثل كوفيد-19، حيث أنه في عام 2015 توفي 300 ألف طفل دون سن الخامسة بسبب الملاريا.
الأطفال في خطر
ولفت إلى أنه على مستوى العالم، تم تحديد ما يقرب من 160 مليون طفل على أنهم يعيشون في مناطق معرضة لخطر الجفاف الشديد، ونصف مليار طفل يعيشون في مناطق معرضة لخطر الفيضانات الشديد، و115 مليون طفل يعيشون في مناطق معرضة لخطر الأعاصير المدارية، مضيفا أن الأحداث المناخية المتطرفة المتكررة، ونقص الغذاء والمياه، وزيادة انتقال الأمراض الناجمة عن تغير المناخ تؤدي إلى تفاقم التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية القائمة وتهدد بعكس التقدم نحو تحسين رفاهة الأطفال، وقد يكون لتغير المناخ أيضًا آثار بعيدة المدى على الصحة العقلية طويلة المدى وجودة حياة الأطفال بشكل عام، وسوف يعاني الأطفال الصغار، بسبب ضعف نمو وظائفهم الفسيولوجية وأجهزتهم المناعية، من آثار الضغوط المرتبطة بتغير المناخ بشكل مكثف.
وشدد على أن هناك حاجة ماسة إلى نهج قائم على حقوق الطفل في العمل المناخي لضمان العدالة المناخية وحماية الأجيال القادمة من الآثار السلبية لتغير المناخ، التي تتمثل أولا - في الصحة العقلية، حيث أن الأطفال الذين يعانون من مواقف تهدد حياتهم، أو فقدان أحد الوالدين أو التوترات الأسرية المتزايدة بسبب فقدان الدخل المرتبط بتغير المناخ، لديهم فرصة أكبر لتجربة مشاكل الصحة العقلية، كما يمكن للكوارث أن تؤثر على القدرة المعرفية للأطفال مع التأثيرات المقابلة على رفاهتهم العاطفية، وفي حالات النزوح، يمكن أن يكون للانفصال عن الأراضي التقليدية والمجتمعات المحلية تأثيرات على تعليم الأطفال وهويتهم الثقافية وقدرتهم على الوصول إلى أنظمة الدعم الاجتماعي. ثانيا - العوامل المركبة: وسوف يؤثر تغير المناخ بشكل غير متناسب على الأطفال في المواقف الضعيفة بما في ذلك الأطفال الفقراء والأطفال من السكان الأصليين والأقليات والمهاجرين، على سبيل المثال، قد يؤدي عدم مراعاة الاعتبارات المتعلقة بإمكانية الوصول في عمليات الإخلاء والاستجابة والإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية إلى جعل الأطفال ذوي الإعاقة أكثر عرضة للإصابة في حين يعرضهم التمييز لمخاطر الإساءة والإهمال والتخلي في حالة الصدمات المناخية، وقد تواجه الفتيات مخاطر متزايدة من عمالة الأطفال والعنف الجنسي والاتجار بسبب تغير المناخ، بالإضافة إلى ذلك، سوف يشعر الأطفال الذين يعيشون في مناطق جغرافية معرضة للخطر، مثل المناطق النهرية والساحلية المنخفضة والمناطق القاحلة والجبال العالية والمناطق القطبية وغيرها من النظم البيئية الحساسة، بتأثيرات غير متناسبة.
تدابير للحماية
وأشار إلى أنه يمكن حماية الأطفال من تأثير تغير المناخ والتدهور البيئي من خلال اتخاذ تدابير تخفيفية أكثر طموحا للتقليل من التأثيرات السلبية المستقبلية لتغير المناخ على الأطفال، وضمان حصول الأطفال على سبل الانصاف:دمج الحق في بيئة صحية وحقوق الأجيال القادمة في الدساتير والتشريعات الوطنية، والتصديق على البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل، الذي ينشئ إجراءات للشكاوى بشأن انتهاكات حقوق الطفل، ضمان السلوك المسؤول والمساءلة للشركات بما في ذلك من خلال استخدام الولاية القضائية خارج الإقليم حسب الاقتضاء، وينبغي للدول الأطراف أن تدمج اعتبارات حقوق الإنسان في أنشطتها المتعلقة بالمناخ والحد من مخاطر الكوارث والتنمية، على سبيل المثال من خلال دمج اعتبارات حقوق الطفل في تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أو من خلال استخدام آلية الاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الإنسان لتعزيز المساءلة عن التزامات المناخ وحقوق الإنسان، وتمكين الأطفال من المشاركة في صنع السياسات المناخية، وينبغي للدول أن تسهل المشاركة في العمليات المتعلقة باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وأن تنظر في إنشاء لجان استشارية دائمة وآليات أخرى تشمل وجهات نظر الأطفال، وينبغي للمناهج التعليمية أن تنقل المعرفة والمهارات التي من شأنها أن تزود الأطفال بالقدرة على مواجهة التحديات المتعلقة بالمناخ. وينبغي تبادل المعلومات الحديثة والمعقولة والمناسبة للعمر حول أسباب تغير المناخ وتأثيراته والاستجابات التكيفية له، وتحسين فهم العلاقة بين تغير المناخ وحقوق الطفل، ويمكن القيام بذلك من خلال جمع البيانات المفصلة، وتقييمات الأثر فيما يتعلق بحقوق الأطفال، وتحسين الإبلاغ عن حقوق الأطفال وتغير المناخ إلى هيئات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وحقوق الإنسان ذات الصلة.
وعن الآليات التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك، أوضح الشربيني، أنه يجب حشد أقصى قدر من الموارد المتاحة من أجل تحقيق التقدم في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأطفال، مشيرا إلى أن الاستثمارات في التعليم هي وسيلة قائمة على الحقوق وفعالة من حيث التكلفة ومستدامة لتمكين الأطفال، وتدريب المعلمين والآباء والأطفال والمدارس القادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ أمر أساسي، كما أن الصحة والمياه والصرف الصحي والبنية الأساسية للإسكان والخدمات ذات الصلة أمر بالغ الأهمية، وبعد الكوارث، ينبغي تخصيص الموارد وأن تكون مكرسة لضمان الوصول إلى الخدمات الصحية وإعادة توحيد الأطفال مع عائلاتهم، وبالإضافة إلى الدعم المادي، مثل الغذاء والمياه النظيفة، ينبغي للموارد أيضاً أن تدعم الرعاية النفسية الاجتماعية وأن تأخذ في الاعتبار احتياجات الأطفال المتميزة للعب والسلامة.
الجميع سيتأثر
د. بدوي رهبان، مستشار الأمم المتحدة لآثار تغير المناخ والكوارث الطبيعية ومدير الحد من الكوارث الطبيعية بمنظمة اليونسكو سابقًا، قال في تصريحات عبر الهاتف من باريس لـ «بوابة أخبار اليوم»، إنه ليس هناك منطقة جغرافية أو بلد في العالم اليوم بمنأى عن تبعات التغيرات المناخية، مؤكدا أن آثارها تطال الجميع دون استثناء، وسوف تطال السكان أينما وجدوا، مشيرا إلى أن البلدان النامية والفقيرة هي بالتأكيد التي تعاني الآن وسوف تعاني أكثر فأكثر، مضيفا أن الضعفاء والمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة هم الذين يعانون أكثر من غيرهم من تبعات تغير المناخ، ولنا أن نتخيل كيف سيكون تأثر الأطفال الذين هم الحلقة الأضعف في كل هؤلاء، حيث سيكون الضرر عليهم أكثر كارثية في ظل أنهم لا يملكون القدرة الكافية لمواجهة التغيرات المناخية سواء الجسدية أو المعنوية، فهم لا يملكون المناعة الصحية الكافية لمواجهة التقلبات الناتجة عن تغير المناخ، وجسد الطفل وعقله ودماغه هم عرضه بشكل خاص لتغير المناخ وتلوث الهواء وتفشي الأوبئة والأمراض التي تنتج عن العوامل البيئية والمناخية المتطرفة.
وأوضح أن الأطفال معنيون بشكل مباشر بالعناصر الأساسية المتعلقة بتغير المناخ، مثل شح ونقص مياه الشرب والرعاية الصحية والأمن الغذائي والتنوع البيولوجي والذي هو ضروري لمعيشة الإنسان ونموه، بالإضافة إلى العوامل المناخية المتطرفة التي يشهدها العالم أجمع وتتزايد يوم عن أخر مثل السيول والفيضانات والعواصف وموجات الحر والجفاف وغيرها من مظاهر التطرف المناخي والتي تهدد حياة الإنسان بشكل يومي وفي القلب منهم الأطفال الذين في حاجة دائمة للماء والعناية الصحية والغذاء، كما أنهم يحتاجون حماية خاصة عن غيرهم من الراشدين والبالغين في التقلبات المناخية المتطرفة.
ولفت إلى أن التغيرات المناخية أثرت على ارتفاع سطح البحر، ما يهدد المناطق الساحلية بالغرق ما سيضطر السكان إلى النزوح إلى مناطق مرتفعة، وهذا النزوح أكثر من سيتأثر به الأطفال الذي سيخلق لديهم حالة من عدم الاستقرار الدائمة.
أما فيما يخص تلوث الهواء وتأثيراته على الطفل، أكد أن وتيرة تنفس الطفل تكون بصورة أكبر من البالغين، لذلك يكون الطفل عرضةأكثر للنقص في الهواء النظيف والهواء النقي، لافتا إلى أنه بشكل عام فإن تأثير تغير المناخ وتلوث الهواء يشكلان تحدي هائل لمجتمعاتنا ويشكلان تحدي لرفاهية الطفل ولعيشه ولنموه ولمستقبله أيضا، إذ أن حماية الأطفال من تبعات تغير المناخ يجب أن تكون أولوية على أجندة الحكومات و على أجندة الفعاليات المهتمة بتغير المناخ، وحماية الأطفال تتطلب الإسراع في معالجة أسباب تغير المناخ وتلوث الهواء.
وأرجع أسباب تغير المناخ والتلوث الهواء بشكل أساسي إلى انبعاثات الغازات الدفيئة والمواد الملوسة في الجو والفضاء الناتجة عن وسائل النقل والمحطات الصناعية ووسائل ومواد العمران وتطور البنية التحتية وطرق الزراعة التي لا تراعي التقليل من انبعاثات الكربون، مؤكدا أنه لابد أن نعالج أسباب تغير المناخ جنبا إلى جنب مع ذلك يجب أن نضاعف الجهود للتكيف مع آثار التغيرات المناخية، وحماية الأطفال أيضا بنوع خاص من التكيف للتعامل مع العوامل المناخية المتطرفة ويجب مضاعفة المجهودات على عدة محاور من أهمها وضع نظام إنزار مبكر للعوامل المناخية المتطرفة في كل الدول، وأيضا إنشاء بنى تحتية للحماية من أي طارئ مناخي قد يحدث.