في عالم مليء بالضغوط والمنافسة، يعاني العديد من الأشخاص من حالة تُعرف بـ"القلق الوظيفي العالي"، هذه الحالة ترتبط بمشاعر التوتر المستمر والرغبة الجامحة في تحقيق الكمال، مما يؤدي إلى استنزاف الطاقة والتأثير على الصحة النفسية والجسدية،تعرف على أبرز علامات هذا القلق وكيفية التعامل معه للحفاظ على التوازن في حياتك المهنية والشخصية،بحسب ما جاء من ديلي ميل.
ما هو القلق الوظيفي العالي؟
يشير "القلق الوظيفي العالي" إلى شعور دائم بالقلق والتوتر يصيب الأشخاص الذين يسعون لتحقيق الكمال في العمل والحياة، وعلى الرغم من أنه ليس تشخيصًا رسميًا، إلا أنه يشبه اضطراب القلق العام، حيث يتميز بالخوف من الفشل والشعور بالشك الذاتي، حتى بين الأشخاص الناجحين والبارزين في وظائفهم.
اقرا أيضأ|وزير العمل: جهود مُكثفة للدولة المصرية في برامج الحماية الاجتماعية للعمال
وفقًا للدكتورة نيهة تشودري، الطبيبة النفسية في مستشفى ماساتشوستس العام، فإن الأشخاص الذين يعانون من هذا القلق قد يظهرون أداءً مميزًا في العمل ويقيمون علاقات اجتماعية قوية، لكنهم يعانون داخليًا من الأرق، والتعب، والتوتر المستمر.
العلامات الشائعة للقلق الوظيفي العالي
الإرهاق النفسي والجسدي: الشعور الدائم بالتعب نتيجة الإجهاد المفرط.
صعوبة تفويض المهام: الإصرار على القيام بكل شيء شخصيًا بسبب فقدان الثقة في الآخرين.
مشاكل النوم: عدم القدرة على الاسترخاء بسبب الأفكار المقلقة.
الأعراض الجسدية: مثل التعرق المفرط، توتر العضلات، الدوار، وتسارع ضربات القلب.
السلوك السلبي مع الذات: لوم النفس باستمرار والتفكير السلبي المفرط.
تأثير القلق الوظيفي على الصحة
القلق الوظيفي لا يقتصر على التأثير النفسي؛ فهو يترك بصماته على الجسم أيضًا،من التوتر العضلي إلى اضطرابات الجهاز العصبي، يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى مشاكل طويلة الأمد إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. ومن الجدير بالذكر أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من القلق بمعدل ضعف الرجال.
كيفية التعامل مع القلق الوظيفي العالي
للتغلب على القلق الوظيفي العالي، هناك استراتيجيات فعالة تشمل:
1.أخذ فترات راحة منتظمة: من المهم إدراك أن العمل لا يمكن إنجازه كله دفعة واحدة.
2.التنفس العميق: ممارسة التنفس المنتظم يمكن أن يساعد في تقليل التوتر.
3.تحسين النظام الغذائي: تناول أطعمة غنية بالأوميجا 3، وفيتامين D، والمغنيسيوم لتعزيز الحالة المزاجية.
4.ممارسة الأنشطة المريحة: مثل المشي، الاستماع إلى الموسيقى، أو الدردشة مع الأصدقاء لمدة 30 دقيقة يوميًا.
5.تعلم التفويض والقول “لا”: تخصيص وقت لرعاية الذات بدلاً من التحميل الزائد.
6.العلاج بالكلام: يمكن أن يساعد العلاج النفسي في إعادة صياغة الأفكار السلبية وتخفيف القلق.
القلق الوظيفي العالي يمكن أن يؤثر على جودة الحياة والصحة إذا لم يُعالج بشكل صحيح،من خلال تبني استراتيجيات الاسترخاء والرعاية الذاتية، يمكن التغلب على هذا القلق وتحقيق التوازن بين النجاح المهني والصحة النفسية، تذكّر أن الاعتناء بنفسك لا يقل أهمية عن إنجازاتك في العمل.