حرص وزير الإعلام البحريني، علي بن محمد الرميحي، على أن تكون دار «أخبار اليوم» في مقدمة نشاطاته في القاهرة بمناسبة زيارة الملك حمد بن عيسي ملك البحرين لمصر والتي بدأت الثلاثاء 26 أبريل.

الوزير أحد شباب البحرين الواعد فهو يتميز بالكثير من المهارات القيادية والمهنية في مجالات عديدة أهمها التخطيط الاستراتيجي خاصة بعد حصوله على العديد من الدراسات العلمية والأكاديمية المتميزة في بريطانيا ما أهله ليكون رئيسا لمجلس أمناء البحرين للتنمية السياسية.

ونجاحه واضح ولمساته بارزة في كل المهام التي تولاها خاصة في المجال الإعلامي فانفتح الطريق أمامه ليكون وزيرا للإعلام منذ أشهر قليلة خاصة بعد أن عمل رئيسا لهيئة الإعلام ومستشارًا للتخطيط الاستراتيجي بها.

الحوار مع الوزير تناول العديد من القضايا السياسية ومنها العلاقات مع مصر وتجربة البحرين في مواجهة الإرهاب ومواجهة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية خاصة البحرين التي تمثل نتيجة للجغرافيا خط الدفاع العربي الأول ضد مخططات الهيمنة وبسط النفوذ كما طرحنا في الحوار قضايا إعلامية تتعلق بالفوضى الحاصلة في الفضائيات العربية وآليات التوصل إلى عمل إعلامي موحد ولا يفرق يسعى إلى تعظيم شأن القضايا التي نستطيع من خلالها مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه العالم العربي.

إلى نص الحوار:

كيف ترى زيارة الملك حمد بن عيسي للقاهرة وهي الخامسة منذ عام 2013، ولكنها الزيارة الرسمية الأولى؟

الزيارة تأتي تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في توقيت مهم بسبب ظروف المنطقة المشتعلة، والوفد الرسمي المرافق للملك حمد بن عيسي خلال زيارته يؤكد علي مدي اهتمام البحرين علي توطيد علاقاتها بمصر وهناك وفد إعلامي يضم ممثلي الصحف ووفدا اقتصاديا يضم أكثر من 40 رجل أعمال وهذا مؤشر علي أن الزيارة مهمة جدا وتتعدي فكرة توقيع مذكرات التفاهم بين البلدين، كما أنها تعكس مستوي العلاقة التاريخية بين البلدين وتؤكد أن مصر والبحرين بلد واحد ومواقفهما التاريخية واحدة.. ومصر دائما كانت بجوار العرب ووقفت بجوار التحالف العربي الإسلامي والفترة الماضية عكست حرص دول مجلس التعاون علي دعم القاهرة وهو ما تمثل في زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد فالكل حريص علي دعم مصر لقيادة المنطقة العربية وضمان نجاحها سياسيا واقتصاديا.

هل الزيارة الثالثة لزعيم عربي خليجي للقاهرة خلال أسبوع، والقمة الخليجية - المغربية التي عقدت مؤخرا جزء من إعادة ترتيب البيت العربي؟

بالتأكيد، التساؤل دائما عند وسائل الإعلام يبني علي أساس تحليل سياسي، وخلال الأسبوع الماضي الملك سلمان حضر القاهرة وعقد قمة ثنائية مع الرئيس السيسي أيضا الشيخ محمد بن زايد تلاه في الزيارة واليوم ملك البحرين حمد بن خليفة، وهذه كلها دلالات ومؤشرات وخطوات علي تأكيد التوافق التام فيما يتعلق بكافة القضايا التي تمر بها المنطقة، وترسل العديد من الرسائل للأطراف الخارجية علي المستويين الإقليمي والدولي بأن هذه الدول مصيرها واحد مهما اشتدت الأزمات مهما أحيط بنا من مخاطر وإننا نسعى لتقريب وجهات النظر والتوحد وكل محاولات شق الصف العربي لن تفيد.

هل العرب أثبتوا قدرتهم علي التعامل مع التحديات في المنطقة رغم تخوف البعض من الانسحاب الأمريكي من اغلب أزماتها؟

نحن ملتزمون باتفاقيات دولية وتحالفاتنا ولكن اليوم نحن نتحدث باسم منظومة مجلس التعاون الخليجي ولا نستغى عن المظلة العربية الأكبر جامعة الدول العربية، كل فعند الحديث خلال الفترة الماضية للترويج لفكرة فشل التعامل العربي باءت بالفشل وهناك خطوات عملية، فالحديث عن العلاقات المصرية الخليجية لن نتحدث عن بيانات أو تصريحات ولكن نتحدث عن اتفاقيات وتعاون ملموس علي أرض الواقع، فمن يتحدث عن اختلاف في وجهات النظر لم ينجح وبالتالي فإن المسئولية أصبحت علي القطاع الإعلامي العربي للوصول للهدف الذي يتمناه المواطن البسيط وإيصال الصورة بالشكل الأفضل بأن العرب اليوم في مركب واحد والخطر الذي نواجهه جميعنا يجب مواجهته.

كيف ترى الخطاب العربي الإعلامي في الوقت الحالي؟

الشهر المقبل من المقرر أن يجتمع وزراء الإعلام العرب وأبرز ما سنطالب به الوزراء العرب وترك البيروقراطية في التعامل مع القضايا العربية وتسريع وتيرة العمل العربي خاصة أن المجتمع الدولي لن ينتظرنا بالوسائل التقليدية التي نتبعها في التعامل الأزمات.. الخطر واحد والهدف واحد ويجب أن تترجم العلاقات العربية لتحقيق هذه الهدف وحتى العلاقات الثنائية يجب أن تستغل في تحقيق تلك الأهداف وتوحيد الخطاب الإعلامي.

كيف يمكن تبادل الخبرات بين القاهرة والبحرين فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب خاصة أن المنامة لها تجربة في مواجهة الإرهاب؟

الإرهاب تفشي في المنطقة بسبب الاستخدام السيئ لوسائل الإعلام التي أصبحت في متناول يد الجميع وعن طريقها أصبحت عملية الوصول للشباب واستغلال أوضاعهم الاجتماعية والسياسية وتجنيدها لصالح جماعات إرهابية لتقويض بلادهم وسلخهم من ثقافتهم وعادتهم بسبب غياب الوعي الإعلامي، وبالتالي فيجب التركيز علي المرجعية السليمة التي يرجع إليها الشباب لتصحيح اتجاهاتهم ونزع الأفكار الهدامة التي يحاول البعض زرعها فيهم وزرع الولاء لديهم ويجب تعزيز الهوية العربية والانتماء للوطن، وتجربة الخمس سنوات التي شهدتها الدول العربية خلال الفترة الماضية نتيجة التدخلات الخارجية والإيرانية بشكل خاص في الشئون العربية، واعتقد أننا استطعنا تجاوز الخطر في المرحلة الحالية وإن كانت التدخلات مازالت مستمرة.. الإرهاب ليس شخصا تحاربه ولكنه فكرة يجب مواجهتها.

كيف يمكن البحث عن رؤية متكاملة لعلاقة سوية بين المنطقة العربية وإيران؟

عندما نتحدث عن علاقة سوية بين طرفين يجب أن نري حسن نوايا منهما في البداية، والبحرين تحترم الجار وترفض التدخل في سياسات الدول الأخرى في المقابل نري إيران تتدخل بشكل مستمر وهناك العديد من الأدلة التي تثبت علي تدخلها في الشأن البحريني، وعندما قررنا اعتبار منظمة «حزب الله» منظمة إرهابية في 2013 كانت بسبب مواقف إيران واليوم نري وزراء الداخلية العرب ودول مجلس التعاون الخليجي يقررون اعتباره أيضا منظمة إرهابية وبالتالي فإن هناك قناعة بأن التدخلات الإيرانية مستمرة ويجب أن تتوقف.

السعودية أعلنت رؤيتها 2030، والبحرين أطلقت رؤيتها أيضا 2030 مبكرا، كيف تتعامل البحرين مع ظاهرة قلة الموارد مقارنة بدول الجوار وفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية؟

البحرين تسعى لمرحلة ما بعد النفط لأن الاعتماد عليه في الفترة الماضية أثبت مدي خطورته ولدينا كثير من الدراسات والرؤية الواضحة للعمل علي الاعتماد على موارد أخرى ولدينا مجلس التنمية الاقتصادية يعمل على خلق مصادر جديدة للدخل.

كيف استطاعت البحرين في ظل تركيبتها السكانية أن تخلق لنفسها مناعة سياسية أو « اللحمة الوطنية»؟

للأسف الشديد التدخلات الخارجية كانت تحاول أن تسوق مصطلحات تهدف من خلالها اختراق تلك الوحدة من خلال تسمية المواطن بديانته أو مذهبه ونحن رفضنا ذلك واستطعنا أن نؤكد للمواطن أن الجميع واحد وله حقوق وواجبات دون النظر لديانة أو مذهب، وحتى وسائل الأعلام الأجنبية تحاول حتى الآن تسويق فكرة أن المواطنين شركاء وبحكمة القيادة تحملنا الكثير من الهجمات علي البحرين والخليج والوطن العربي، ونحن نعمل علي تعزيز الهوية البحرينية وتعزيز ربط المواطن البحريني بإخوانه في دول مجلس التعاون الخليجي وإخوانه في الدول العربية تحت مظلة واحدة، فلدينا من التاريخ ومن الحضارة التي يجب أن نفخر بها ومحاولة تكفير المواطن العربي بعروبته وحضارته وتاريخه باءت بالفشل ويجب علي الجميع أن يسعي لحماية هذا المواطن لنضمن ولاءه ويعمل بجد لحماية وخدمة بلده، وليس لخدمة أجندات خارجية.

هل تعتقد أن العالم العربي ضحية لفكرة التمييز الطائفي التي لم نستشعرها قبل 79 منذ قيام ثورة الخميني في إيران؟

الصورة واضحة لا تحتاج لتحليل سياسي فقبل هذا التاريخ لم نعرف هذه المصطلحات ولم نسمع بها ،ولكن محاولات تفتيت المنطقة من خلال هذه المصطلحات نري نتائجها اليوم في لبنان وسوريا والعراق وكانت محاولات لاختطاف اليمن وباءت بالفشل بفضل عاصفة الحزم، وهذه المحاولات كانت مستمرة حتى تصل لجميع الدول ،لكن لله الحمد بالهدوء والحكمة والصبر تجاوزنا ،هل يعني أن الآخر توقف لا يوجد مؤشر علي أنه توقف التصريحات مستمرة الهجمة الإعلامية مستمرة القنوات الفضائية ،هناك قنوات فضائية اليوم غير ربحية، لا نعلم من وراءها ما هي أجنداتها؟، ماذا تريد ماذا تستهدف مصادر تمويلها، كلها علامات استفهام، اليوم محاولاتنا لإيقاف بث بعض القنوات الطائفية كانت منذ سنوات منذ2011 تقدمنا لإيقاف مجموعة من القنوات، واليوم إدارة النايل سات أوقفت عددًا من القنوات التي تبث السموم في الشأن العربي، وفي أوروبا عندما يري الغرب في قناة أنها غير متوافقة مع سياساته تقوم بغلقها بينما الدول العربية عندما نتحدث في هذا الموضع نتهم بقمع الحريات.

هل تؤمن بأن المشروع الإيراني ينحصر في المنطقة؟

ما نراه اليوم أنهم لم يتوقفوا عن التدخل في الشئون الداخلية العربية، والحصار المفروض عليهم ما في شك أن كل الخطوات العربية التي اتخذت مثل عاصفة الحزم وغيرها تؤكد أن المنطقة في يد أمينة خاصة في ظل تقارب الشعوب مع حكامها والإجماع علي رفض التدخلات الخارجية وإفشال كل محاولات تسويق الأفكار الهدامة.

هل تتفق على ضرورة تغيير الآلية العربية للتعامل مع الملف الإيراني؟

اعتقد أن قرارات حاسمة اتخذت منها قطع العلاقات وهناك ردود حاسمة ضد كل هذه التدخلات بداية من عاصفة الحزم ونحن نحترم الجوار ونرفض اي تدخل، الاتفاق الأمريكي الإيراني تري فيه الإدارة الأمريكية أنها تحتوي إيران وهي وجهة نظر تحترم، ولا ننتظر ان تتوقف التدخلات اليوم أو غدا ولكننا لدينا القدرة علي حماية وطنا بأيدينا ونتمنى من الجميع أن يعي حجم المخاطر التي نواجهها جميعا.

لماذا تكون العلاقات الثنائية العربية قوية، بينما الصورة العربية والعمل الجماعي غير واضحة بالنسبة للموطن العربي؟

اعتقد أن الإعلان عن القوة العربية الأخير مؤشر علي أن هناك نواة لتوحيد القوي العربية المشتركة، بالنسبة للعلاقات الثنائية دائما نري نتائجها بشكل أكبر ونحن داعمون للجامعة العربية على الرغم من محاولات البعض تكفير المواطن البسيط بدورها في الفترة الماضية ولكننا نرى أن المسؤولية بدأت الآن توضح بصورة أكبر، خاصة أن المخاطر لم تكن تصل للمواطن العربي البسيط بينما الآن وسائل التواصل والإعلام قربت المواطن من كافة المشاكل التي تواجهها المنطقة ونحن مؤمنون أن الجامعة العربية هي المظلة التي نعمل من خلالها الفترة المقبلة، والعلاقات الثنائية تؤسس لهذا العلاقة العربية المكتملة.