قريباً من السياسة

وعى الأمة حصنها

محمد الشماع
محمد الشماع


مصر على طول تاريخها لم تتعرض للشائعات المغرضة والأفكار والمعلومات الهدامة بهذا الحجم الخطير الذى يهدف إلى شق الصف وتغييب وعى الأمة وإفقادها الثقة بنفسها، بل وبكل شيء وإفقادها وعيها.

هناك حاجة شديدة وملحة للناس لمن يهتم ويشرح لهم معانى كثيرة وأفكارا جديدة يتم توظيفها توظيفا يضر بالمواطن والوطن، فالناس فى أشد الحاجة إلى التنوير الذى يعنى العقلانية، والعقلانية تعنى استخدام العقل فى فهم التراث بل وفى كل شيء.

نحن نحتاج إلى غربلة يومية لما ينشر من المعلومات الكاذبة والأفكار الهدامة وتحتاج إلى جهد عقلى لتطوير وعى الأمة، وهذا الجهد لا يحتاج إلى تفكير جماعة ولا يحتاج إلى إعلانات وخطب.

المنهج العقلى هو جهد مشكور بدأ مبكرا وقاده أساتذة ومفكرون كبار على رأسهم الإمام محمد عبده وبمراجعة أفكار الإمام سوف نجد فيها انحيازا واضحا للعلم مع التأكيد على أنه لو تصادم العلم مع النصوص القرآنية فعليك القبول بالعلم وتأويل النص.

وهذا كلام صريح فى الانحياز إلى المنهج العقلى، فلسنا بحاجة إلى تأكيد الدور الحاسم الذى قام به د.طه حسين وعباس العقاد وسلامة موسى وأحمد أمين وغيرهم وأخرجونا من سيطرة الأسطورة ومن ظلام العصور الوسطى، وهذا جهد مشكور ولكنه عملية مستمرة.

انتشار الأخبار الكاذبة والمغلوطة والموجهة على وسائل التواصل الاجتماعى والفضائيات التى تبثها جماعات مضللة وهيئات ثبت انحيازها وعدم حيادها الواجب توافره فى أداء عملها، بل إن هذا التضليل الإعلامى ومحاولات تغييب الوعى لأبناء الأمة تمارسه دول كبرى تستغل الآلة الإعلامية الدولية فى بث سمومها وأكاذيبها بهدف تحقيق أغراضها فى محاولات هدم الدولة الوطنية.

لكن مصر وقيادتها تلتزم بالمبادئ واحترام وعى الشعب ولا تخفى شيئا يجب أن يعلمه الشعب ولا تمارس ألاعيب الإعلام المضلل. كما أنها لا تخشى الحق وتعلن الحقائق الكاملة التى يجب أن يعلمها الشعب باعتباره صاحب المصلحة الحقيقية فى حاضره ومستقبله.