تنتشر روايات نجيب محفوظ على الأرصفة بطبعات مختلفة، رغم أن دار الشروق هى الناشر لكل أعماله منذ وقعت عقدها مع صاحب نوبل عام ٢٠٠٥ إلا أن مكتبةمصر مازالت تطرح رواياته بطبعتها القديمة حتى الآن، باعتبارها لم تنته بعد، وهى نفس الطبعات المنتشرة على سور الأزبكية وسور السيدة زينب للكتب القديمة، بأسعارها الرخيصة، والتي تتراوح بين سبعة وخمسة جنيهات لنفس الروايات التي تباع في طبعات الشروق الجديدة بين الأربعين والستين جنيها، إلا أن سوق الكتب المزورة تتيح رواياته بطبعات الشروق أحيانا، وبأسعار لا تتجاوز ثلاثين جنيها قابلة للفصال بالطبع، ليصل سعرها أحيانا إلى خمسة عشر جنيها، بل تصل مجلدات أعماله الكاملة على الأرصفة إلى ثلاثمائة جنيه من إصدار مكتبة مصر وهى نفس الأعمال التي تطبعها الشروق بما يزيد عن تسعمائة جنيه.

يؤكد محمد نعمان، صاحب مكتبة شهيرة ببيع الروايات القديمة في سور السيدةزينب، أن مبيعات روايات نجيب محفوظ لم تكن كبيرة في حياته حتى بعد حصوله على نوبل، وكان رواد المكتبات القديمة يفضلون روايات إحسان عبد القدوس إلا أن هذه الأيام إزداد الطلب عليها ويبرر ذلك بانها تدرس في كليات الآداب، لكن ربما يعود ذلك الإزدياد إلى أنه يبيع طبعات مكتبة مصر المميزة بأسعارها الرخيصة، والتي لم تعد موجودة في المكتبات، ولن يجدها من يبحث عنها إلا في الأزبكية والسيدة زينب.
في معرض القاهرة للكتاب عام 2011.. بحثت شريحة كبيرة من القراء الباحثين عن الكتب التي يثار حولها الجدل ، عن روايات نجيب محفوظ، بعد التصريح الشهير للقيادي السلفي عبد المنعم الشحات، وشوهدت الطوابير أمام مكتبة مصر، فلم يكن آنذاك قد حسم أمر إحتكار دار الشروق لنشر أعمال محفوظ بسبب مشاكل مع الورثة، الآن وبعد حسم الأمر ونشر دار الشروق لجزء جديد من أحلام محفوظ انتشرت أسواق جديدة لبيع الكتب "المزورة" ولم تكن روايات محفوظ بعيدة عن الوصول إلى أبواب الطبع الخلفية.
نسأل صاحب "فرشة" كتب في وسط البلد عن مستوى بيع روايات نجيب محفوظ "المزورة" فيؤكد إنها الأكثر مبيعا، وتنافس روايات الشباب في قوائم البيست سيلر، خاصة رواية "أولاد حارتنا" التي تنفد نسخها دائمًا وكذلك "الحرافيش" و"الثلاثية" أما أعماله الكاملة المنتشرة على الأرصفة فيقول عنها: دى مضروبة بردو وبتطبع في مصر ولا علاقة لها بمكتبة لبنان.
مازالت روايات نجيب محفوظ تحقق المبيعات الأكبر في المعارض الدولية رغم إنها لا تنافس كثيرا في قوائم البيست سيلر المعلنة نسأل مصطفى الفرماوى فيقول: تشمل تلك القوائم الكتب الصادرة حديثا وهذا ينطبق على كتاب الأحلام الجديد" نسأله عن الشكوى من عدم تواجد بعد روايات محفوظ في مكتباتهم مما يستدعى البحث عنها على الأرصفة فيقول: كل أعماله متوافرة وبعضها قد وصل إلى الطبعة الرابعة عشر، وتزيد عن الخمسين عملا، فوارد أن يكون هناك عنوان مطلوب أكثر من غيره، لكن حين تنفد طبعة إحدى أعماله يستغرق الأمر من أسبوع إلى عشرة أيام لإصدار طبعة جديدة، ولو أن ورثة نجيب محفوظ وجدوا تقصيرًا من جانبنا لما تعاقدوا معنا على كتابه الأخير"
يرجع البعض إقبال القراء على شراء روايات نجيب محفوظ بطبعاتها القديمة أو المزورة إلى أسعارها مما يستدعى من جديد فكرة إصدار طبعات شعبية لائقة على غرار ما فعلته الشروق مع روايات كتاب البيست سيلر من قبل.. يعلق الفرماوي: لا أظن إننا بحاجة إلى ذلك، فالأسعار معقولة وتنفذ باستمرار، والتزوير لا يجدى معه سوى إعمال القانون، هناك حملة شرسة ضدنا رغم أنه لو مكتبة مصر قامت بطباعة أعماله الآن لباعوها بأضعاف ثمنها الحالى لأن أسعار الورق وتكلفة الطباعة زادت كثيرا.

سمر نور