بوضوح

دراما الثانوية العامة !

شريف خفاجى
شريف خفاجى

كالعادة فى امتحانات الثانوية العامة، شكوى من صعوبة الأسئلة، وتراشق بين الطلبة وأولياء الأمور والمسئولين بالتربية والتعليم، حول اختيار الأسئلة فى مستوى الطالب المتوسط، أو الطالب فوق المتوسط، أو المتفوق.. نفس الكلام والحوارات اعتدنا عليها كل عام مع مجيء الامتحانات، ويتم تشكيل لجان للوقوف على سهولة الأسئلة أو صعوبتها. هذا العام رأينا السيناريو (المتكرر) مع مادة الفيزياء وسارت الأحداث كما اعتادت أن تسير، فقد شكلت اللجنة وكتبت تقريرها، الذى لو قارناه بتقارير سابقة، فلن نجد فوارق كبيرة ! والسؤال إلى متى سيستمر الحال على ما هو عليه؟. منذ سنوات ونحن نتحدث عن وجود مشكلة فى هذه الشهادة دون غيرها من الشهادات التعليمية، ووضعت دراسات وخطط عاجلة وآجلة لإنهاء هذه المشكلة والقضاء عليها نهائيا، والمؤسف أن الحال بقى على ما هو عليه، فقد استمرت الرهبة من الامتحان، وحالة الفزع التى تسيطر على أى منزل تكون به شهادة ثانوية عامة والتى تصاحبها حالة طوارئ يتم فرضها، من قبل بداية العام الدراسى داخل الأسرة، بحجز الدروس الخصوصية وتوفير مخصصاتها المالية، كأولوية فوق أى أولوية أخرى! وفشلنا فى أن نجعلها امتحانات عادية مثل أى امتحانات أخرى، وأن ننزع عنها صفة المصيرية والتى تجعل أبناءنا من الطلبة والطالبات ينظرون إليها، باعتبارها مرحلة حاسمة فى حياتهم.. أكون أو لا أكون، هكذا يتعاملون معها، وهذا تفكير خاطئ وللأسف كلنا بلا استثناء نشارك فى هذه المأساة بشكل أو بآخر، حتى الإعلام بمختلف أنواعه يشارك بتخصيص مساحات لها، فلماذا لا يتم الحديث عن صعوبة امتحانات باقى السنوات الدراسية الأخرى بنفس الاهتمام من بدايتها حتى الجامعة؟، كلنا جناة وللأسف الشديد أبناؤنا هم المجنى عليهم!.
أعتقد أن دراما الثانوية العامة يجب أن تنتهى نهائيا من حياتنا، لنجعلها سنة عادية، مثل أى سنة دراسية أخرى.