بـ.. حرية!

زى النهاردة

محمد عبدالحافظ
محمد عبدالحافظ

زى النهاردة من ١١ سنة، أطلق المصريون خارطة طريق لمستقبلهم ومستقبل وطنهم، أعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى مشهد مهيب وقف العالم كله مشدودا له، لأنها كانت بمثابة المذكرة التفسيرية والتنفيذية لثورتهم المباركة التى انطلقت قبل ذلك بثلاثة أيام، وكل ما رسمه المصريون وألزموا به انفسهم نفذوه بحب وإخلاص وانتماء ووطنية.


دققوا فى اختيار قائدهم، وانتخبوه ووقفوا خلفه واثقين فى رؤيته وفى قراراته ،منذ يوم أن فوضوه لمحاربة الإرهاب والإرهابيين، مرورا بحفر قناة السويس الجديدة، وحتى يومنا هذا مؤيدين تكليف الدكتور مصطفى مدبولى بتشكيل الحكومة الجديدة، والتى يطمح كل مصرى فى أن تحقق هذه الوزارة آماله وأحلامه، وأن تصبح مصر أرض الأحلام بالفعل، لأنها تمتلك كل مقومات ذلك، من أمن وأمان واستقرار،  وتاريخ وجغرافيا.. وشعبها يستحق ذلك.


وعندما تصبح مصرنا أرض الأحلام سنصبح دولة عظمى ،فالولايات المتحدة أصبحت على ما هى عليه الآن لأنها سوقت لنفسها على أنها أرض الأحلام، فجذبت شتات العالم، فما بالنا بدولة قوامها ١٠٠ مليون متجانسين ومربوطين بتراب هذا الوطن ويحبونه أكثر من أنفسهم.


ستنجح الحكومة إذا استطاعت ان تهيئ المناخ المناسب لكى يحقق كل مواطن حلمه، فمن يريد أن يكون وزيرا فيسلك الطريق المرسوم للوزارة ومن يريد أن يكون دبلوماسيا فطريقه معروف وكذلك من يريد أن يكون قاضيا أو عالما أو رجل أعمال أو سباكا أو كهربائيا أو صاحب ورشة أو صاحب مطعم، فحرية الأحلام لاتقتصر فقط على حقك فى الاختيار ولكن تشتمل أيضا على تهيئة المناخ لتحقيق الحلم!
حلم الموظف والفقير أن يُعلم أبناءه دون أى معاناة، وأن يعيش كل مواطن «حياة كريمة» دون أن يستدين، أن يتخرج المهندس ويعمل مهندسا وليس سمسارا ،والطبيب طبيبا وليس مندوب مبيعات، «والصنايعى صنايعى» وليس سائق توكتوك أو سايس.


بنحلم بأسواق منضبطة تحكمها معايير جودة ومحددة هامش الربح، ولا يتحكم فيها تجار جشعون، بنحلم بشفافية فى تدفق المعلومات من جميع الوزارات، فالشعب نضج بما فيه الكفاية ولا يحتاج واصيا عليه فى أن تتاح له معلومة أو تحجب عنه أخرى.. فكلما زاد التدفق فى المعلومات  تقلصت الشائعات واتسعت دائرة المشاركة.
الحكومة الجديدة لديها فرصة ذهبية فى البناء على ماوصلت إليه الحكومة السابقة ،وتفادى كل المشكلات التى واجهت سابقتها ولابد أن تعرف الحكومة أن زيادة معدلات النمو ليست غاية ولكنها وسيلة لتحسين أحوال المواطنين، فإذا زادت المعدلات دون أن يشعر بها المواطن فى مأكله ومعيشته وعمله، فلا جدوى منها.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها.