مورين دود لـ«بايدن»: توقيت خروجك يمكن أن يحدد مكانك في كتب التاريخ

الرئيس جو بايدن
الرئيس جو بايدن

قبل عامين، كتبت مورين دود، الكاتبة في النيويورك تايمز الحاصلة على جائزة بوليتزر إلى الرئيس جو بايدن، مقالا بعنوان "توقيت خروجك يمكن أن يحدد مكانك في كتب التاريخ".

وها هي تسطر كتابة مقالا جديدا، ولكنه أكثر قسوة عقب المناظرة "البائسة" حسب وصفها، بين الرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب.

اقرأ ايضا|بايدن يهاجم قرار المحكمة بشأن «حصانة» ترامب

وفي مستهل المقال، اتهمت الكاتبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنه أناني لأنه يضع نفسه أمام البلاد، وأنه محاط بالعوامل التي تمكنه من الانتهازية، ويسعي إلى تشويه الواقع حيث يُطلب منا ألا نصدق ما رأيناه بوضوح.

وأضافت: أن غطرسة بايدن، تثير الغضب فهو يقول إنه يفعل هذا من أجلنا، لكنه يفعل ذلك حقًا من أجل نفسه. 

وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي في سعيه للفوز بولاية ثانية، والتي تنتهي عندما يبلغ من العمر 86 عاما، يعرض الديمقراطية للخطر واستسلم لسلوكيات ترامب.

واستطردت، إلى سرد تفاصيل بداية لقائها مع بايدن عام 1987، عندما كان يترشح للرئاسة، وقد تم الترحيب به في ذلك الوقت باعتباره خطيبًا بارزًا في الحزب الديمقراطي، على الرغم من أنه قد يكون عاصفًا. 

وتدعي مورين، أنها تسبب في خروج بايدن من السباق عندما كتب عن كيفية تخفيه في حياة نيل كينوك، زعيم حزب العمال البريطاني الذي كان متحدثًا بارزًا، وكيف ألقى خطابات مستعارة، ربما عن غير قصد، من روبرت كينيدي وهيوبرت همفري.

وتشير مورين، أن بايدن، كان يتمتع بروح مفعمة بالحيوية، وقد قيل له إنه ينبغي أن يصبح رئيساً منذ انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ وهو في التاسعة والعشرين من عمره، ولم يكن ليسمح لفضيحة الانتحال، أو مشاكله الصحية، أن تمنعه إذ كان يعاني من تمدد الأوعية الدموية في عام 1988، وقال لاحقًا إن أطباءه أخبروه أنه لن يكون على قيد الحياة إذا استمرت حملته، ومازحني قائلاً إنني أنقذت حياته، وتعجبت الكاتبة من حقيقة أن بايدن سامحها بل أخبرها أنه من الأفضل أن نبقى على علاقة جيدة.

تعترف مورين دود، أنها انتقدت أداء بايدن، عندما كان يشغل منصب رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ خلال جلسات الاستماع البذيئة السيئة. وفي جهوده لتحقيق العدالة، حيث سمح للجمهوريين بالفوز بشكل غير عادل، وأدى ذلك إلى وضع يميني غير أخلاقي ومخادع.

تواصل كاتبة هذه السطور اعترافها بأن شخصية بايدن متسامحة، إذ أنه لم يأخذ منها موقفا معاديا عندما أصبح نائبًا للرئيس، بل دعاها إلى وجبات إفطار عيد القديس باتريك وحفلات عيد الميلاد فهو شخصية غير انتقامية لدرجة أنها تشككت في كونه أيرلندي.

نوهت أيضا إلى أن بايدن عندما تقلد منصب نائب الرئيس، لم يتصور الكثيرون أن يصل لهذه المكانة، بل شرع فريق أوباما المفعم بالحيوية في التعامل مع نائب الرئيس بازدراء لا يكاد يكون مستترًا. بلغ أن كان مساعدو باراك أوباما يهاجمون بايدن أمام الصحفيين.

في حين كان بايدن، نائبًا جيدًا ومخلصًا للرئيس، وهنا تلمح مورين، إلى الخطأ الذي وقع فيه أوباما، عندما تنازل عن مساندة بايدن للترشح للرئاسة لصالح هيلاري في عام 2016. كانت هيلاري مرشحة نخبوية، ومرشحة للوضع الراهن، وكان مزاج الناخبين مناهضًا للنخبة ومناهضًا لها.

كما روج طاقم أوباما لفكرة أن بايدن كان في حالة ذهول شديد بسبب وفاة ابنه بو، لدرجة أنه لم يتمكن من القيام بحملة انتخابية، لكن بايدن هو الشخص الوحيد على وجه الأرض الذي كان بإمكانه استخدام حزنه ليتعاطف الناخبين معه. وهنا تؤكد الكاتبة، لو كان بايدن، هو المرشح، لكان سينهي الآن ولايته الثانية وجاهزا للتقاعد الذهبي.

تعكس كلمات مورين أن بايدن، بدأ رئاسته بعد فوات الأوان. مشيرة إلي أنه كان في تراجع خلال العامين الماضيين، وهو تطور خطير، مع وجود الذكاء الاصطناعي. ومع وجود محكمة عليا مليئة بالمتعصبين الدينيين الذين يعيدون تشكيل الحياة الأمريكية.

وأشارت مورين دود، أنها كتبت منذ عامين عمودًا بعنوان: "مرحبًا، جو، لا تحاول ذلك"، واقترحت عليه أن يفوز بالأشياء الجيدة التي أنجزها، ويترك النجوم الأصغر سنًا في الحزب يحصلون على فرصتهم.

نصحت: "توقيت خروجك يمكن أن يحدد مكانك في كتب التاريخ".