غدًا نهاية دور الـ 16| هولندا بذكريات «2 يوليو» ضد رومانيا .. والنمسا وتركيا في طريق الزحف نحو آخر بطاقة

هولندا تسعى لمواصلة مشوارها باليورو عندما تواجه رومانيا الغد
هولندا تسعى لمواصلة مشوارها باليورو عندما تواجه رومانيا الغد

«آخر مقعدين».. على ستاد أليانز أرينا يلعب منتخب رومانيا ضد هولندا السابعة مساء الغد بتوقيت القاهرة في دور الـ 16، وفي نفس اليوم العاشرة مساءً يصارع منتخب النمسا نظيره تركيا على بطاقة التأهل إلى دور ربع النهائى على ستاد ريد بول أرينا، ولا شك أنه من الطبيعي أن يتخطى هولندا هذا الدور بسهولة، مع منافسة قوية نسبيًا بين النمسا والأتراك، لكن على أي حال هما آخر مباراتان في هذا الدور ولذلك الفائز منهما سيحجز آخر مقعدين في دور ربع نهائي بطولة أمم أوروبا بألمانيا..

الفارق كبير للغاية بين هولندا ورومانيا والبداية من الناحية التسويقية، حيث تبلغ القيمة التسويقية لهولندا  تقريبًا نحو 815 مليون يورو، مقابل 92 مليون يورو لرومانيا، ويعرف المنتخبان بعضهما جيدًا وهذا يعود إلى تاريخ مشاركتهما، حيث إنهما لعبوا ضد بعضهما 14 مباراة من قبل، وفازت هولندا فى 10 مباريات مقابل انتصار واحد، و3 مباريات انتهت بالتعادل بينهما، وسجل هولندا 29 هدفاً، مقابل استقباله إلى 3 أهداف، ولذلك رغم سهولة المباراة هذه المرة على هولندا بقيادة  الوطني رونالد كومان الهولندي صاحب الـ 63 عامًا إلا أن هذه المباريات عليك أن تحترم الخصم خاصة بعد أن وصل إلى الأدوار الإقصائية، بقيادة المدرب الوطني لرومانيا إدوارد يوردانيسكيو صاحب الـ 46 عامًا، وهو ما أكد عليه مدرب هولندا فى التدريبات الأخيرة لمنتخب بلاده محذرًا لاعبيه من ارتكاب أي أخطاء امام المنافس الذى سيستغل أنصاف الفرص من أجل التسجيل واستدراج الوقت من أجل التأهل.

مرت هولندا بالعديد من العقد طوال تاريخها، لعل أبرزها عدم قدرة أجيالها المتعاقبة بما ضمته من نجوم بارزة، على التتويج بلقب كأس العالم، والاكتفاء بالوصول إلى النهائى 3 مرات من قبل.. وعلى صعيد المواجهات المباشرة مع الفرق الكبرى، كان لهولندا عقدة من نوع خاص أمام البرازيل، على الرغم من البداية الجيدة أمام السليساو.. ونجحت هولندا فى الفوز على البرازيل فى أول مباراة جمعت بينهما عام 1963 بهدف دون رد، وتغلبت عليها من جديد بهدفين دون رد فى دور المجموعات الثانى بمونديال 1974 بقيادة الساحر يوهان كرويف.

ومن بعدها لم تعرف هولندا طعم الانتصار على البرازيل فى 7 مباريات متتالية، من بينها 5 مباريات ودية، ومباراتان فى كأس العالم، الأولى فى ربع نهائى مونديال 1994 فى الولايات المتحدة وخسرت 3/2، والثانية فى نصف نهائى مونديال 1998 بفرنسا وسقطت بركلات الترجيح.. واستمرت العقدة حتى يوم 2 يوليو 2010، إذ تجدد الموعد بين الفريقين من جديد فى ربع نهائى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.. وفى البداية بدت البرازيل فى طريق مفتوح لمواصلة هيمنتها على الطواحين، بالتقدم بهدف مبكر عبر روبينيو.

لكن نجحت هولندا فى قلب الطاولة بثنائية فى الشوط الثاني، لتنهى تلك العقدة وتصل إلى المباراة النهائية التى خسرتها أمام إسبانيا.. ومن بعدها لم تعرف هولندا طعم الهزيمة أمام البرازيل، حيث تعادلا ودياً بدون أهداف فى عام 2011، وفاز الطواحين بثلاثية نظيفة فى مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع فى مونديال 2014، الذى احتضنته البرازيل بالذات..

وبالتالي يعتبر يوم 2 يوليو هو يوم فك العقدة لهولندا، وهو اليوم الذي ستواجه فيه رومانيا الخميس المُقبل في ثمن نهائى يورو 2024 وتأمل هولندا في الاستفادة من ذلك اليوم، وتخطى عقبة رومانيا، للوصول إلى ربع نهائى اليورو للمرة الأولى منذ نسخة 2008.. ففى 2008 ودعت هولندا البطولة التي أقُيمت فى النمسا وسويسرا من ربع النهائى بعد السقوط أمام روسيا، وبعدها عانت من ضعف النتائج فى البطولة الأوروبية.. وغادرت هولندا نسخة 2012 التى أقُيمت في بولندا وأوكرانيا من دور المجموعات، وفشلت فى التأهل ليورو 2016 الذى أقيم فى فرنسا، وودعت النسخة الماضية 2020 من ثمن النهائى أمام التشيك.

◄ اقرأ أيضًا | الحظ يبتسم لهولندا.. وسلوفينيا لأول مرة هنا.. والنمسا تتفوق على نفسها

وفي المباراة الثانية يتفوق المنتخب التركى على منافسه النمساوي تسويقيًا، حيث تبلغ قيمة الأتراك تسويقيًا لما يقرب من 324 مليون يورو، مقابل 237 مليون يورو لنمسا، لكن في المواجهات المباشرة هناك أفضلية للنمسا بالفوز فى 9 مباريات مقابل 7 انتصارات لتركيا، وتعادل فى مباراة واحدة، والفارق هدف واحد بينهم، حيث سجل النمسا 24 هدفًا تاريخيًا فى شباك تركيا، الذى سجل 23 هدفاً فى النمسا.. ويأمل الإيطالى فينتشنزو مونتيلا المدير الفنى لتركيا صاحب الـ 50 عاما فى تخطى النمسا بقيادة الألمانى رالف رانجنيك 66 عاماً.. ويعتبر كثيرون النمسا بمثابة الحصان الأسود ليورو 2024، ومع تلك المستويات تأمل في إنهاء واحدة من أكبر العقد في تاريخها أمام تركيا.. وتبحث النمسا عن تحقيق أول انتصار في الأدوار الإقصائية في بطولة كبرى منذ 70 عامًا، وتحديدًا منذ الفوز بالمركز الثالث في مونديال 1954 على حساب أوروجواى بنتيجة 3/1، وهو أفضل إنجاز في تاريخ الكرة النمساوية حتى الآن.

وقبلها خسرت النمسا أمام ألمانيا الغربية 6/1 فى نصف النهائي، وفي ربع النهائى تفوفت على أصحاب الأرض سويسرا بنتيجة 5/7 في أكثر مباراة شهدت أهدافاً بتاريخ كأس العالم.. ومنذ الانتصار أمام أوروجواي، لم تخض النمسا أي مباراة فى الأدوار الإقصائية في المونديال، حيث ودعت من دور المجموعات في نسخة 1958، وخرجت من دور المجموعات الثاني في مونديالي 1978 و1982.. كما ودعت النمسا من دور المجموعات فى مونديال 1990، ولم يختلف الأمر في فرنسا 1998، حيث كانت آخر نسخة تشارك بها في المونديال أما في اليورو فودعت من دور المجموعات على أرضها في 2008 وفي نسخة 2012.

ونجحت النمسا في الوصول إلى ثمن نهائي النسخة الماضية 2020، لكنها خسرت أمام إيطاليا بعد اللجوء إلى الوقت الإضافي.. وفي النهاية يمكن أن نقول على منافسات الغد أنهما «مباراتان فك العقدة».