بدون تردد

إرادة الشعب

محمد بركات
محمد بركات

فى مثل هذه الأيام من عام ٢٠١٣، كان خروج الملايين من أبناء مصر بطول البلاد وعرضها فى ثورة شعبية هائلة وغير مسبوقة فى تاريخ الأمم والشعوب، هو التعبير التلقائى الجمعى عن إرادة الأمة المصرية، ورفضها القاطع لاستمرار جماعة الضلال والتطرف والإرهاب، فى حكم البلاد والسيطرة على مصائر العباد.

كان الخروج الكاسح والشامل للملايين فى تلك الأيام المشهودة من عام ٢٠١٣، هو الوسيلة السلمية الوحيدة المتاحة لاستعادة الوطن من خاطفيه، وإنقاذ الدولة من الضياع، فى ظل الفشل الذريع لجماعة الإفك والضلال فى إدارة شئون البلاد، بعد أن كادت الدولة أن تفقد هويتها وتتحول إلى دولة فاشلة، ومجرد أشلاء ممزقة ومفككة لولا رحمة الله بنا وبها.

ولمن يحتاج إلى انعاش ذاكرته عما جرى وكان فى تلك الأيام نقول، إن خروج الشعب غير المسبوق كان المحصلة الطبيعية للعديد من الأحداث والوقائع التى أدت إليه، بحيث أصبح الخيار الوحيد والوسيلة المتاحة أمام الشعب لاسترداد دولته وكيانه وهويته، بعد أن سيطرت الجماعة ومكتب الإرشاد على كل المواقع وأقصت جميع القوى الوطنية وتحكمت فى كل شىء.

وإذا كنا اليوم نسعى بكل الجدية والإصرار لتحقيق طموحاتنا المشروعة، فى دولة مدنية ديمقراطية حديثة وقوية، تقوم على المساواة وحقوق الإنسان وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية، فى ظل حركة وانطلاقة جادة للتعمير والإصلاح والبناء والتنمية الشاملة فعلينا ألا ننسى على الإطلاق، أن ذلك ما كان يمكن أن يتحقق لولا ثورة الثلاثين من يونيو، التى أنقذت مصر من المصير الأسود، الذى كانت تُساق إليه على يد الجماعة الضالة التى نشرت التطرف والإرهاب والفتن فى ربوع البلاد، وحاولت دفع الوطن بأكمله الى طريق الضياع والفشل.