قلب مفتوح

هشام عطية يكتب: فيها حاجة حلوة

هشام عطية
هشام عطية

■ بقلم: هشام عطية

الفقر ليس دائمًا وضعًا اقتصاديًا مترديًا، ولكن الفقر الشديد هو غياب القدرة على ابتكار الحلول، لدينا أزمة فى الكهرباء وأسبابها لا تخفى على أحد، ولدينا امتحانات  الثانوية العامة التى تحدد مصير مئات الآلاف من الطلاب فماذا فعل المصريون؟

المصريون مبهرون كعادتهم فتحوا كنائسهم ومساجدهم وقاعات فنادقهم وأفراحهم المكيفة لاستقبال الطلاب  لاستذكار دروسهم مع توفير المشروبات بالمجان.

للإنصاف فإن أول من فكر فى هذه المبادرة الذكية التى تستحق الإشادة والتقدير هى كنائس مصر اتساقًا مع دورها الوطنى فى تاريخ هذا البلد.

لم يكتف هؤلاء المبهرون بالشكوى والنواح، لم يتحولوا إلى مروجى فتنة ودعاة فوضى على السوشيال ميديا يملأونها ببذاءات ووقاحات وخروج على النص ليحرضوا على وطنهم  لإثارة أولئك المحصورين فى الأزمات الخانقة المتضررين منها لكى يخربوا وطنهم بأيديهم ويهدموا إنجازاته ويحققوا أمنيات أعدائه فى أن يروا هذا الوطن غارقًا فى الفوضى والضياع.

هؤلاء الذين ابتكروا حلًا لو مؤقتًا لأزمة الكهرباء ربما يكونون  أكثر الذين يعلمون أن هناك إخفاقات تكمن وراء كل هذه الأزمات وربما يكونون أكثر الناس تضررًا من انفلات غير مبرر للأسعار ومن جشع التجار وتردى وغياب غير مفهوم لأساسيات الحياة التى لا يمكن الاستغناء عنها ولكنهم يدركون حقائق مهمة فى مقدمتها أن الوطن ليس قرية سياحية نهجرها متى ساءت خدماتها!.

وحقيقة أخرى لا يمكن إغفالها أن هناك من يتربص بهذا الوطن فى الداخل والخارج ويريد أن يراه أثرًا بعد عين.

مبادرة القاعات المفتوحة فى الكنائس والمساجد والمقاهى ومكتبة الإسكندرية تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن مصر ستظل دائمًا فيها حاجة حلوة.