عماد خليل يكتب: يوم استعادة الهوية المصرية

عماد خليل
عماد خليل

بعد ١١ عامًا على مرور ثورة الثلاثين من يونيو، إلا أن ثمارها مستمرة حتى الآن باعتبارها أقوى الثورات الشعبية فى عهد مصر الحديثة.

ثورة ٣٠ يونيو لم تكن للتخلص من الجماعة الإرهابية، جماعة الإخوان المسلمين فقط بل كانت لاستعادة الهوية المصرية والفكر المعتدل وطوق نجاة للمصريين للخروج من النفق المظلم الذى كانت تسعى الجماعة لدخول المصريين جميعًا فيه.

فى البداية لماذا كانت ٣٠ يونيو ؟، لان جماعة الإخوان الإرهابية استغلت أكثر من ٨٠ عاًما من التخريب فى الهوية المصرية والعمل فى الظلام وادعاء المظلومية، وكذلك فساد بعض الأنظمة السابقة ولكنها كانت أكثر فسادًا وتشددًا و أرادت أن تختطف مصر والشخصية المصرية.

وبات واضحًا كيف للمصريين جميعًا أن هدف تلك الجماعة الإرهابية السلطة وفى سبيل ذلك لن تتوقف حتى ولو كان على جثث المصريين جميعًا، وسلطت أتباعها بالهجوم على كل المخالفين من حصار للمحكمة الدستورية العليا وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى والهجوم للمرة الأولى فى التاريخ على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بإلاضافة لتأجيجها للفتنة الطائفية لفتاويهم المتشددة ونشرها فى كل وسائل الإعلام مستغلين فى ذلك الوسائل العامة المملوكة للدولة وبضرائب كل المصريين، كل ذلك كانت أسباب لتفكير بعض المصريين للهجرة.

عانى الشعب المصرى من وجود الجماعة الإرهابية ولذلك كانت ثورته تاريخيّة بخروج الملايين للشوارع مطالبين بإسقاط حكم الجماعة وذلك فى وقت القوات المسلحة التى حمت الثورة وانحازت لمطالب الشعب ولولا ذلك لما نجحت ثورة ال٣٠ من يونيو.

ثورة الثلاثين من يونيو ثورة شابة شارك فيها الشعب المصرى جميعًا، انطلاقًا من حملة تمرد لسحب الثقة من الرئيس الأسبق ممثل الجماعة محمد مرسى مرورًا بإعلان ٣ يوليو وإطلاق خارطة الطريق و إعلان الجمهورية الجديدة. 

كما أن ٣٠ يونيو هو بداية الجمهورية الجديدة و١٠ أعوام من العمل والتنمية جعل المساحة المأهولة من مصر تتضاعف من ٧٪، لـ ١٤٪، هناك تحديات ضخمة تواجه الشعب المصرى وصعوبات بسبب التحديات العالمية ومنها جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وحرب غزة ولكن الأهم أنها حافظت على الهوية المصرية والشخصية المعتدلة المتسامحة المحبة لوطنها وللحياة.

ستمر الأعوام على ٣٠ يونيو لتؤكد ضرورتها و أهميتها وأنها حافظت على مصر العظمى وعلى هوية أبنائها كمنارة الاعتدال الدينى وقبلة الثقافة والمثقفين.