معان حقيقية

الميناء الصهيو - أميركى فى غزة

محمد الحداد
محمد الحداد

لقد دخلت الولايات المتحدة مياه غزة دون إذن أو تفويض من أحد، وأصبحت صاحبة الكلمة، فهل ستنجح فى تنفيذ خططها ومشروعاتها الصهيو- أمريكية أم ستغوص فى رمال غزة، كما غاصت من قبل فى فيتنام وأفغانستان والصومال والعراق؟ وهل ستبقى الأمور تحت سيطرتها؟ أم ستعصف بها رياح المشكلات الإقليمية والدولية المتربصة؟

المشكلة الكبرى لدى أمريكا والغرب هى فشل الصهاينة فى القضاء على حركة حماس، وهذا يعنى ضرورة المساعدة على تحقيق انتصار عسكرى واضح وعاجل، يعيد الهيبة  الإقليمية المسفوحة التى مرّغتها المقاومة الفلسطينية والضربات الموجعة من حزب الله واليمن والعراق. 

ويأتى منع المساعدات الإنسانية وأزمة الأونروا والجوع كمسرحيات لم تعد تنطلى على أحد.

يتباكى الغرب على ما يحدث للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، ولم تصدر عنه حتى الآن أية إدانة واضحة وصريحة لما يقوم به الكيان الصهيونى  على غرار الإدانات العدوانية الشرسة التى انطلقت متلاحقة ضد حركة حماس على مدى الأسبوع الأول عقب هجوم «طوفان الأقصى». 

وقد أكد بايدن فى اتصالاته مع نتنياهو على «ضرورة هزيمة حماس فى غزة، والقيام فى الوقت نفسه بحماية المدنيين وتيسير تسليم المساعدات».

ويأتى فشل دعم جيش الكيان الصهيونى ميدانيًا، ومساعدته على تحقيق الانتصار على حركة حماس، عن طريق القوات التى رافقت عملية إنشاء الرصيف العائم، ويصل عددهم فى المرحلة الأولى إلى 1000 من أفراد البحرية الأمريكية كفضيحة مدوية.

ويعطى مزيدًا من الوقت لتمكين جيش الكيان الصهيونى لإنجاز هدف القضاء على حماس، بعد تفريغ المناطق من السكان والمستشفيات ودور العبادة، واقتصار ساحة المعركة على الجيش الصهيونى وكتائب المقاومة المسلحة.

وليس من المستبعد أن يكون لهذا الميناء دور فى التحضيرات الأولية لمشروع استخراج الغاز الطبيعى من المياه الإقليمية لغزة، وغيرها من مشروعات المرحلة القادمة.