تأهيل 4000 أخصائى اجتماعى بالمدارس بالتعاون مع «التربية والتعليم»

«القباج» تُعلن تنفيذ أكبر برنامج وقائى لحماية طلاب المدارس من التعاطي

د. نيفين القباج
د. نيفين القباج

«تطوير المناهج التعليمية وتضمينها كافة مستجدات قضية المخدرات وبناء قدرات الكوادر المعنية بتنفيذ برامج الوقاية» هذا ما أكدت عليه د. نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، مضيفة: إنه تم هذا العام بناء قدرات 3300 متطوع على أحد أفضل نظم التوعية، من إجمالى المتطوعين لدى الصندوق والبالغ عددهم ما يقرب من 33 ألف متطوع على مستوى محافظات الجمهورية، وكذلك تأهيل 4000 أخصائى اجتماعى بالمدارس وتدريبهم على آليات الوقاية والاكتشاف المبكر بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى.

وأضافت وزيرة التضامن أنه تم تحفيز وتعبئة المتطوعين من خلال تجربة «بيوت التطوع» التى أنشأها الصندوق فى 5 جامعات مصرية، ونجحت خلال هذا العام فى استقطاب 2500 طالب متطوع جديد، كما تعد «بيوت التطوع» منابر وقائية حيث تردد عليها خلال هذا العام 40 ألف طالب وطالبة استفادوا من خدمات التوعية والتثقيف والمشورة، كما يتم إجراء تحاليل مستمرة للكشف عن تعاطى المواد المخدرة بين كافة سائقى الحافلات المدرسية لحماية أبنائنا الطلاب ودعم جهود تهيئة بيئة مدرسية خالية من التعاطى ونجحت حملات الكشف فى خفض نسبة التعاطى بين سائقى المدارس إلى 0.4% بعدما كانت 12% عام 2017، بالإضافة الى إجراء بحوث تقييمية ودورية لرصد التغيير المعرفى الذى طرأ لدى الطلبة المستفيدين من البرامج وتصحيح المسار بشكل مستمر، ومع هذا الجهد القائم على منهج الاتصال المباشر يقوم الصندوق بحملات توعية إعلامية تستهدف بالأساس فئة الطلبة والشباب، حيث  نفذ الصندوق فى شهر رمضان الماضى حملة وقائية للنشء شاهدها على منصة فيس بوك ما يقرب من 76 مليون مشاهد وساهمت فى زيادة اتصالات المشورة والعلاج بنسبة 500% كما أنتج الصندوق حزمة من المواد الوقائية المرئية يتم عرضها بشكل مستمر كنشاط إثرائى للطلبة بالمدارس.. جاء ذلك خلال عقد ندوة  تحت عنوان «بيئة تعليمية آمنة خالية من المخدرات «التى نظمها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بالتعاون مع أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة لاستعراض الجهود فى تهيئة بيئة تعليمية آمنة، وجهود وقاية طلبة المدارس والجامعات من أخطار المواد المخدرة فى البلدين الشقيقين.

اقرأ أيضًَا  | وزيرة التضامن: استمرار تفويج حجاج الجمعيات حتى 9 يونيو الجاري

ويأتى انعقاد الندوة عقب استقبال وزيرة التضامن الاجتماعى ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى وفدا من أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة التابعة لوزارة الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة للتعرف على تجربة الصندوق فى البرامج الوقائية لحماية الشباب من الإدمان والاستفادة منها وضم الوفد العميد دكتور محمد خميس العثمنى مديرعام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة،والعميد دكتور عبد الله محمد  مدير إدارة كلية الضباط بالأكاديمية والعقيد دكتور جمال لشحى نائب مدير إدارة كلية الضباط بالأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس بالأكاديمية بحضور د.عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى وميرنا بوحبيب نائب الممثل الاقليمى لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة وعدد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ.



وأكدت د.القباج على تعزيز العلاقات بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة فى العديد من المجالات المختلفة وتقديم أوجه الدعم لأكاديمية العلوم الشرطية فيما يتعلق بقضية مواجهة تعاطى المخدرات.. وأوضحت د.القباج: أن هذا اللقاء يأتى فى إطار سلسلة الشراكة الاستراتيجية بين صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ومختلف المؤسسات المعنية بقضايا مكافحة المخدرات بدولة الإمارات الشقيقة، حيث قام الصندوق بعقد اتفاقيات تعاون مشترك مع القيادة العامة لشرطة دبى والمركز الوطنى لعلاج الإدمان بإمارة أبو ظبي، وتعاون مشترك نبدأ فى تنفيذه مع إمارة الشارقة ممثلة بإحدى الأكاديميات الشرطية المتميزة فى الوطن العربى وهى أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، كما  تركز الأمم المتحدة على قضايا الوقاية كشعار أساسى للاحتفال هذا العام.

برامج التوعية


ولفتت د.القباج الى أن البيئة التعليمية تشكل أحد أهم الأطراف الوقائية الفاعلة فى العالم العربى جنبًا إلى جنب مع الأسرة والإعلام والمؤسسات الدينية،ويعمل الصندوق فى إطار تنسيق وشراكة كاملة مع وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى لتهيئة بيئة تعليمية رافضة لتعاطى وإدمان المواد المخدرة وتستند المنهجية على إجراء أبحاث دورية لاستجلاء الوضع الراهن عن مشكلة التعاطى والإدمان داخل المدارس والجامعات كذلك التطوير المستمر لأدلة العمل الوقائية المتسقة مع المعايير الدولية وتنفيذ برامج التوعية المعتمدة على التقييم الدليلى، وقد تم خلال العام الدراسى 2023/2024 تنفيذ البرامج الوقائية داخل 7500  مدرسة و25 جامعة حكومية.

جولة تفقدية
كما تفقدت د.القباج برفقة وفد أكاديمية العلوم الشرطية معرض الأنشطة التوعوية لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان حيث تضمن المعرض أبرز الأنشطة التى ينفذها المتطوعون لدى الصندوق لتوعية طلاب المدارس بخطورة تعاطى المخدرات وأيضاً أنشطة تصحيح المفاهيم المغلوطة والمعتقدات الخاطئة لدى الشباب عن المخدرات من كونها تساعد على نسيان الهموم وتنشيط الذاكرة وغيرها من المفاهيم الخاطئة أيضاً الأنشطة لتوعية الأسر بآليات الاكتشاف المبكر للتعاطى وكيفية التواصل مع الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان «16023» وأيضاً البرامج التوعوية فى الجامعات والمناطق المطورة وقرى المبادرة الرئاسية حياة كريمة.

جهود الصندوق
كما أشارت «القباج» إلى تعاون الصندوق المستمر مع الأشقاء من مختلف الدول العربية وتقديم الدعم الفنى اللازم فى هذا المجال، حيث قاد الصندوق جهداً إقليمياً أسفر عن إعداد أول خطة عربية لخفض الطلب على المخدرات بالتعاون مع مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب والتى تم إطلاقها من خلال أمين عام جامعة الدول العربية فى مارس 2023، كما يقوم الصندوق بتقديم الدعم الفنى لبناء الاستراتيجيات والبرامج فى عدد من الدول العربية، حيث يساعد دولة العراق الشقيقة فى برامج بناء قدرات الكوادر المسئولة عن العلاج والتأهيل، وكذلك فى تطوير الاستراتيجية العراقية لمواجهة مشكلة المخدرات، كما يتعاون الصندوق مع جامعة نايف بالمملكة السعودية فى إعداد العديد من الدراسات التحليلية على المستوى الإقليمى،وكذا مع شرطة دبى ويشارك أيضا بمؤتمر حماية الدولى من خلال عرض متعمق لخبرات الصندوق فى هذا المجال.

الوقاية من التعاطى
ومن جانبه استعرض الدكتور عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى تجربة الصندوق فى الوقاية من تعاطى المواد المخدرة داخل المؤسسات التعليمية  وتنفيذ أكبر برنامج وقائى فى المدارس على مستوى كافة محافظات الجمهورية حيث تبنى أدوات مبتكرة وإبداعية لتنفيذ الأنشطة واعتمد البرنامج  على حزمة من المواد الإعلامية المرئية والتى تنوعت بين الأفلام الروائية القصيرة والتنويهات وتضمنت عدداً من الرسائل المهمة التى تواكب المتغيرات السريعة والمتلاحقة التى طرأت على قضية المخدرات، وتصحيح المفاهيم المغلوطة بشأنها، كما تضمن البرنامج ورش عمل للطلاب ويقوم المتطوعون بدور الميسر لعملية العصف الذهنى لاستخلاص الرسائل والدروس المستفادة ولتحويل الفعاليات من مجرد لقاءات توعوية إلى أنشطة وقائية تفاعلية،كما يتم تقييم كافة مراحل البرنامج بداية من اختيار الرسائل واختبار فاعلية المواد العلمية المُقترح استخدامها لبرنامج الوقاية بالمدارس وذلك من خلال دراسة تقييمية تجرى على مجموعات من الطلاب وجرى فى سياقها استطلاع آرائهم بشأن هذه المواد والرسائل وكيفية تطويرها فى ضوء ذلك.

وأضاف «عثمان» أن آليات عمل تنفيذ البرامج الوقائية فى المدارس  تتمثل فى تحديد دقيق للرسائل العلمية الموجهة للطلاب بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة حول التعاطى وصياغة الرسائل فى إطار مواد إعلامية مرئية واختبار هذه الرسائل لضمان فاعليتها إلى جانب تدريب المتطوعين لنقل واستخلاص الرسائل من خلال أساليب العصف الذهنى، بالإضافة الى قياس مدى استجابة الطلاب للبرنامج الوقائى من خلال التقييمات قبل وبعد تنفيذ البرنامج  لمعرفة مدى التزايد فى مستوى رفع  الوعى بخطورة تعاطى وإدمان المواد المخدرة.