خرابيش

عصام عطية يكتب: وزارة الثقافة.. عايزة ثقافة!

عصام عطية
عصام عطية

■ بقلم: عصام عطية

بعد ٢٥ عامًا تغطية لأحداث وفاعليات وزارة الثقافة يؤسفني القول إن المشهد الثقافي الآن قد تغير، اختفي المثقفون، وحل بدلًا منهم مدعو الثقافة، رغم أنه لا يمكن لأي أمة أن تستقل إلا إن استطاعت أن تؤسس ثقافة جديدة تعبر عن هويتها وشخصيتها الجديدة. 

أرى أنه لا نهضة دون إحياء الثقافة وبناء المثقف معًا لا يمكن أن نحمل الغرب كل إخفاقاتنا وفشلنا في الثقافة بحجة أنها ثقافة معلبة آتية من بلاد العم سام، أرى أن الموضوع أكثر من فهمنا لاننا لا ننظر إلى الامام، إن أولى علامات الانسداد الثقافي هو عدم فهمنا للصراع الحتمي بين الشرق والغرب ليس من مبدأ ديني، إنما من مبدأ صراع الحضارات وفرض الهيمنة الثقافية للفريق الأقوى، فإن الغرب بعد أن خرج من كبوته تحول إلى قوة عالمية في جميع الميادين بعد مسيرة أراد منها أن يفرض ثقافته وحضارته، فمن الطبيعي أن يساهم في إجهاض أي نهصة ثقافية تتعارض مع مبادئه وتنافسه مستقبلا.

ولكن رغم كل ذلك علينا أن نعترف أن هناك ثقافة مغلوطة ساهمت في إبعاد المثقفين عن المشهد الثقافي في وزارة الثقافة، ليحل مكانهم مدعو الثقافة هم أبواق مفتوحة ليلا ونهار لا يفقهون ما يقولون، احذرهم هم الجهلاء، والمثقفون منهم مثقف منعزل، ومثقف غارق في الكتب وبعيد عن الواقعية، ومثقف جديد لا يعرف كتابة اللغة العربية ولهم كتب في السوق وتباع رغم أن ثقافتهم لا لون لها ولا طعم ولا رائحة.لا يمكن لأي أمة أن تستقل إلا إن استطاعت أن تؤسس ثقافة جديدة تعبر عن هويتها وشخصيتها الجديدة.