نحن والعالم

سلاح ذو حدين

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

الفيديو الذى نشره رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو ويتهم فيه الولايات المتحدة بحجب المساعدات العسكرية عن إسرائيل هو أحدث حلقة فى سلسلة تصرفات ينتهجها نتنياهو بهدف إحراج بايدن وإضعاف فرصه فى انتخابات نوفمبر لصالح خصمه ترامب الذى أثبت بجدارة خلال فترة رئاسته السابقة انه كما يقول «أفضل صديق لإسرائيل على الاطلاق»، حيث قام بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس واعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان وأعلن أن المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية لا تعتبر انتهاكًا للقانون الدولى، وخفض تمويل وكالة «الأونروا»، وأغلق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية فى واشنطن.

هذه السوابق التى لم يجرؤ اى رئيس أمريكى سابق على فعلها تجعل من ترامب خياراً أفضل لنتنياهو الذى يطمح أن يستأنف ترامب الذى هندس «اتفاقات إبراهيم» التى طبعت العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين، يستأنف ضغوطه لضم السعودية للقائمة، كما يطمح لعودة الروح «لصفقة القرن» التى طرحها ترامب فى ولايته السابقة والتى تحقق أحلام إسرائيل وتقضى على فرص إقامة دولة فلسطينية.


والحقيقة انه بخلاف سوابقه، فإن غالبية تصريحات ترامب والمقربين منه وعلى رأسهم صهره ومستشاره السابق جاريد كوشنر، الذى وصف مقترح منح الفلسطينيين دولتهم الخاصة بأنها «فكرة سيئة للغاية»، لا تترك مجالاً للتشكيك حول الاستراتيجية التى ينتوى انتهاجها فى حال عاد للبيت الأبيض. لكن ترامب فى واقع الأمر يتمتع بصفتين غاية فى الخطورة: البراجماتية البحتة، والقدرة على فعل ما ليس متوقعاً. وهاتان الصفتات سلاح ذو حدين، بمعنى انه لو توافقت تصرفات نتنياهو مع منهجه البرجماتى، كما هى العادة للأسف، فسيذهب فى دعم خطط إسرائيل إلى حد تحويل الشرق الأوسط لجحيم مستعر دون ان يرف له جفن، اما لو خرجت أفعال نتنياهو عن نطاق سيطرته فلن يتوانى عن فعل ما يلزم لإعادته للحظيرة.

وهذا يعنى ان ترامب يمكن ان يكون الوحيد القادر على إجبار نتنياهو على وقف الحرب، فى حال، لاقدر الله، استمر القتال لحين عودته للبيت الأبيض.