تحت أشعة الشمس في معبده بأبوسمبل ينكشف الستار عن وجه الملك رمسيس الثاني

صورة موضوعية
صورة موضوعية

اليوم الجمعة 21 يونيو 2024، بعد دقائق تشهد معبد رمسيس في أبوسمبل جنوب محافظة أسوان، توافد آلاف السياح من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة ظاهرة فلكية فريدة. في تمام الساعة السادسة و20 دقيقة بتوقيت مدينة أسوان، تعامدت الشمس بدقة على منصة "قدس الأقداس" بالمعبد، مما أدى إلى إضاءة الهيكل الضخم بأشعة الشمس لمدة 20 دقيقة.

هذه الظاهرة الفلكية تعكس مهارة الرصد الفلكي للمصريين القدماء، حيث استطاعوا تصميم المعبد بدقة تسمح للشمس بالتعامد مع قدس الأقداس في أوقات محددة خلال العام، بالإضافة إلى جمالية المشهد، تعكس هذه الظاهرة المعرفة العميقة للفلك والرياضيات التي كانت تتمتع بها حضارة الفراعنة.

وكشف الدكتور شاذلي علي، مدير أثار أسوان، أن عدد السائحين والزائرين الذين توافدوا على معبدي أبوسمبل لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني ويتزايد عدد هائل من السائحين من مختلف الجنسيات.

أضاف علي، أن أبرز الجنسيات الغالبة فى حضور ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني من أميركا وإنجلتزا والهند والصين، وغيرها من الجنسيات الأخرى.

ويرتبط حدوث ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني لدى المصريين القدماء مع يوم الانقلاب الصيفي، مما يبرز البراعة والمعرفة العميقة التي كانت تتمتع بها حضارة مصر القديمة في مجال الفلك والتقويم، و تزامنًا يوم 22 فبراير بمناسبة الاحتفال بموسم الفيضان والزراعة، ووقعت الظاهرة من خلال اختراق أشعة الشمس ببهو المعبد لمسافة 60 مترًا حتى قدس الأقداس.

** تعامد شمسي تاريخي في معبد رمسيس بأبوسمبل

وتمت الظاهرة من خلال تعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثانى وتماثيل الآلهة (آمون ورع حور) لتخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثاني داخل قدس الأقداس.

ظاهرة تعامد الشمس في معبد رمسيس الكبير بأبوسمبل تعد واحدة من الظواهر الفلكية البارزة التي اكتشفها علماء الآثار حديثًا، ومع ذلك، فقد رصدها ووثقها القدماء المصريون قبل آلاف السنين، حيث تحدث هذه الظاهرة في يومي 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام، يرتبط هذا التعامد بمواسم الزراعة والحصاد في حضارة الفراعنة، أو قد يكون يومًا مهمًا للملك، مثل يوم ميلاده أو يوم تتويجه على العرش.

في منصة قدس الأقداس بالمعبد، تقف تماثيل أربعة آلهة من الآلهة المصرية القديمة، تبدأ من اليسار إلى اليمين بتمثال "بتاح"، إله العالم الآخر وإله منف، ثم "آمون رع"، الإله الرئيسي للدولة في ذلك الوقت ومركز عبادته في طيبة، وأخيرًا "رع حور"، إله هوليوبلس والشمس، يتعامد شعاع الشمس عادةً على التماثيل الثلاثة الأولى دون "بتاح"، وذلك بسبب اعتقاد المصريين القدماء بأن الشمس لا تنبغي أن تسقط على العالم السفلي أو الظلام، مما يبرز براعتهم في تصميم المعبد وتنظيم تعامد الشمس بدقة.

اقرأ أيضا | الأرصاد تكشف عن تفاصيل طقس الصيف والظواهر الجوية المصاحبة له