تصعيد إعلامي بين الصين والناتو.. ردود فعل غاضبة من بكين على تصريحات «ستولتنبرج»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أثارت تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرج، استياءً شديدًا في بكين، مما أدى إلى تصعيد إعلامي جديد بين الناتو والصين

وجاءت ردود الفعل الصينية لتؤكد رفضها القاطع لدعوة ستولتنبرج إلى تحميل الصين مسئولية دعمها المستمر لروسيا على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة، إذ اتهم الأمين العام للناتو بكين بتأجيج الصراع في أوكرانيا من جهة، ومحاولة تحسين علاقاتها مع الدول الغربية من جهة أخرى.


بداية الخطاب الناري للناتو في «ويلسون»

وفي ذات السياق، تعتبر تصريحات الناتو جزءًا من سلسلة اتهامات متبادلة بين الجانبين حول السياسات الخارجية ودورها في النزاعات العالمية. 

أما عن رد الصين فلم يقتصر على رفض هذه الاتهامات بل أكد على موقفها المستقل وسعيها لحل الأزمات من خلال الحوار والدبلوماسية.

ففي البداية، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، في خطاب ألقاه في مركز ويلسون للأبحاث بواشنطن، أن على الصين أن تتحمل عواقب دعمها لروسيا، مشددًا على ضرورة أن يدفع الغرب الصين إلى تغيير مسارها.

كما كشف ستولتنبرج، وفقًا لوكالة "أسوشييتد برس" الفرنسية، عن أن أكثر من 20 دولة عضو في الحلف ستحقق هدف إنفاق 2% على الأقل من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام، وهو تطور إيجابي لأوروبا وأمريكا، حيث يتم إنفاق نسبة كبيرة من هذه الأموال الإضافية في الولايات المتحدة.


«قمة الناتو المقبلة».. الأزمة الأوكرانية على رأس جدول الأعمال 

وأوضح ينس، أن أحد أبرز المواضيع في قمة الناتو القادمة في واشنطن سيكون الوضع في أوكرانيا، قائلًا: "إن الحلفاء قدموا دعمًا غير مسبوق لأوكرانيا منذ الحرب الروسية الأوكرانية لتمكينها من الدفاع عن نفسها، لكنه أكد على وجود فجوات كبيرة في إيصال الدعم خلال الشتاء والربيع الماضيين، مما أثر على خطوط المواجهة، وأكد على ضرورة عدم تكرار هذه الفجوات.

وتوقع ستولتنبرج، أن يوافق الحلفاء على أن يتولى الناتو قيادة تنسيق المساعدات الأمنية لأوكرانيا، داعيًا إلى تقديم تعهدات مالية طويلة الأمد لتوفير تمويل جديد سنويًا.


الكرملين يحذر من تصعيد نووي

فيما صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن تصريحات الأمين العام لحلف الناتو، تتعارض مع بيان مؤتمر أوكرانيا الذي أكد على عدم قبول أي تهديد أو استخدام للأسلحة النووية في النزاع الأوكراني، وعلق بيسكوف على تصريحات ستولتنبرج بقوله: "هذا ليس سوى تصعيد آخر للتوتر".

وتتهم روسيا الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين بدفع العالم نحو حافة مواجهة نووية من خلال تزويد أوكرانيا بأسلحة بمليارات الدولارات.


هل تصعد العقوبات ضد الصين بسبب أزمة أوكرانيا؟

وزعم ستولتنبرج، أن الصين تزود روسيا بالإلكترونيات الدقيقة والمكونات الأساسية اللازمة لإنتاج الصواريخ والدبابات، التي تُستخدم فيما بعد في العمليات الأوكرانية.

ورغم أن الأمين العام للناتو لم يحدد نوع العقوبات الاقتصادية المحتملة التي قد تُفرض على الصين، إلا أنه أكد أن المشاورات جارية الآن بين أعضاء التحالف لتحديدها.


رد صيني قوي على اتهامات «الناتو»

وردت الصين على تصريحات ستولتنبرج بحدة مماثلة، حيث وصفت وزارة الخارجية الصينية الناتو بأنه بقايا من حقبة الحرب الباردة ويحتاج إلى إعادة تقييم وجوده، داعية إلى تجنب الهجمات التشهيرية، وأكدت الخارجية الصينية أن موقفها من الحرب في أوكرانيا موضوعي وبناء ويركز على تحقيق السلام، بحسب شبكة "العربية" الإخبارية.

من جهته، حث المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، حلف شمال الأطلسي على التوقف عن لوم بكين بشأن حرب روسيا في أوكرانيا.

وقال المسئول الصيني، "إن بلادنا لم تكن سببًا في الأزمة الأوكرانية وليست جزءًا منها، وملتزمون دائمًا بتعزيز محادثات السلام".

وأشار لين جيان، إلى أن موقف الصين الموضوعي والعادل ودورها البناء قد نال اعترافًا واسعًا من المجتمع الدولي. 

وأخيرًا، نصح لين جيان، الأطراف المعنية بالتوقف عن تبادل اللوم والتحريض على المواجهة، داعيًا إلى اتخاذ خطوات عملية لتحقيق التسوية السياسية اللازمة للأزمة الأوكرانية.