العلماء: تغير حال المسلم للأفضل علامة للحج المبرور

الكعبة المشرفة
الكعبة المشرفة

الحج رحلة فارقة فيجب أن يكون حال من أدى الفريضة مختلفا عن حاله قبلها فيزيد من الطاعات ويبتعد عن المحرمات.. كيف لا وقد نقاه الله من الذنوب والمعاصى ورجع كيوم ولدته أمه. عن علامات قبول الحج وحال المسلم العائد من الحج يقول د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء إنه يقال: مِن علامةِ قبولِ الحجِّ تَركُ ما كان عليه مِنَ المَعاصِى.

أى كيف تعرفُ أنَّ حجَّك قد قُبِل؟ حينما ترجعُ وتَجِدُ نَفسَك زاهِدًا فى المَعاصِي؛ لأنَّ الحَجَّ الذى قد غَفَرَ اللهُ فيه الذُّنُوبَ جَعَلَكَ فى صفحةٍ بيضاءَ، وهذه الصفحةُ البيضاءُ تُضادُّ الذنبَ وتكرهُه وتأباه ولا تَستلِذُّ به، فإذا عَرَضَ عليها بوَسوَسة نَفسٍ أو شَيطانٍ فإنَّها تَبعُدُ عنه ويَحدُثُ لها اشمِئزازٌ مِنَ الذَّنبِ فلا تَقَعُ فيه، ومِن هذا يَتَبَيَّنُ لَنا أنَّ اللهَ قد رَضِيَ عنّا بحَجِّنا، أو أنَّه قد قَبِلَ هذا الحجَّ.

اقرأ أيضًا | خواطر الشعراوى.. أول بيت وضع للناس

ويوضح د. إسماعيل شاهين أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أن الحج المبرور هو الذى تقبله الله ومن أبرز ملامح القبول أن تكون نفقة الحج من كسب حلال ولاسيما فى الحج، وقد ورد أن الإنسان إذا حج من مال طيب أنه ينادى مناد أن زادك حلال، وراحلتك حلال، وحجك مبرور، وعلى العكس من كان حجه من مال خبيث فإنه ينادى: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام ونفقتك حرام، وحجك مأزور غير مأجور.

ويضيف أن من علامات الحج المبرور أيضا أن يوفق الله الإنسان فيه لأداء مناسكه على الوجه المشروع، وعلى المطلوب من غير تقصير فيها، وأن يتجنب ما نهاه الله عنه، فى أعمال الحج، بأن يؤديه على الوجه الشرعى وأن يرجع صاحبه أحسن حالًا فى دينه مما كان قبل ذلك، بأن يرجع تائبًا إلى الله سبحانه وتعالى مستقيمًا على طاعته، ويستمر على هذه الحالة، ويكون الحج منطلقًا له إلى الخير.

ويشير د.عطية لاشين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر إلى أن الله تعالى فرض الحج على عباده لتطهيرهم من الذنوب والسيئات، مصداقًا لقول رَسُولُ اللَّهِ : (مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّه). ويوضح أن الحج المبرور له علامات وأن من أهم العلامات التى تسبق الحج المبرور، أن تكون نفقة الحج من مال حلال، وأن لا يخرج الحاج إلى الحج إلا وقد أصلح حاله وحسن علاقته مع الناس؛ لأن شرط الصلح مع الله، أن تصلح علاقتك مع عباد الله.

ومن العلامات أثناء أداء الفريضة أن يتجنب مناهى الله الورادة فى قوله تعالى «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِى الْحَجِّ»؛ حتى يكون حجه مبرورًا، فالحج إذا لم يصل بصاحبه إلى تقوى الله عز وجل فلا فائدة منه ولا نفع له.

ويؤكد أن من علامات الحج المبرور بعد أداء فريضة الحج، أن يرجع الحاج بعد حجه زاهدًا فى الدنيا راغبًا فى الآخرة ممتثلًا فى ذلك لقول الله تعالى « مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ»، وأن يرجع وحاله بعد الحج أفضل وأحسن مما كان عليه بعد الحج.