حفيد «يوسف السباعي»: عودة إصداراته للأسواق قريبًا |فيديو

حفيد يوسف السباعي
حفيد يوسف السباعي

"إن لكل إنسان أن يأمل ما يشاء فما كانت الآمال لتقف عند حدود العقل، وإن العجب ليس في أن يأمل الإنسان آمالًا غير معقولة بل العجب في أن تحقق له الأقدار هذه الآمال.. وهل يصعب على القدر فعل الأعاجيب".

تلك الكلمات من أشهر أقوال فارس الرومانسية الراحل يوسف السباعي، أحد أهم رموز الأدب العربي الحديث، وصاحب الشخصية متعددة الجوانب التي استطاعت أن تترك بصمة لا تُنسى في مجالات الأدب والثقافة والسياسة، والذي ترك إرثًا ثقافيًا لا يزال حاضرًا حتى اليوم، فأعماله ما زالت تُقرأ وتُدرس حتى اليوم، وتُعد مصدر إلهام للكثير من الأدباء والكُتّاب الشباب، ولا ننسى دوره البارز في نادي القصة الذي وضع شروطًا استمرت حتى الآن لمسابقته الأدبية.

وبمناسبة ذكرى ميلاده السابعة بعد المائة، جريدة "الأخبار" التقت حفيده الدكتور عبد الوهاب الغندور الأستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس، ليحدثنا عن بعضًا من الجوانب الشخصية في حياة فارس الرومانسية ومصير مقتنياته، وجانبًا من مسيرته وذكرياته معه.

ما هو مصير مقتنيات "السباعي" ومكتبته ولماذا لا يوجد متحف بإسمه؟
 
مكتبته وجزء من مقتنياته، ووثائقه المكتوبة بخط يده موجودة في منزل خالي، وجزء أخر موجود لدي، أما فكرة المتحف فإسمه يستحقها ولكن هذا مجهود يحتاج وقت كبير، بالإضافة إلى أن أول منزل له موجود بالفعل في المقطم، وجهاز التنسيق الحضاري وضع لوحه بإسمه ضمن مشروع "عاش هنا"، ولكن تحويل المنزل لمتحف ومركز ثقافي يحتاج العديد من الإجراءات والدعم المادي أيضًا.
 
 
لماذا توقفت إصدارات "السباعي" عن الصدور وغابت عن المعارض؟
 
لا شك أن هناك تقصيرًا منا كأسرة فيما يخص استمرارية وجود إصدارات "السباعي" لتخليد إنتاجه الأدبي، وهذا له شقين أحدهما أنني الوحيد المطلوب منه إنجاز ذلك في وسط دوامة الحياة والعمل التي ندور فيها جميعًا، بالإضافة إلى إنني ورثت مشاكل ليس لي يد فيها، مثل أن كل مؤلفاته كانت حقوقها عند ناشر وبعد وفاة الناشر ورثته لم يكونوا مؤهلين لاستكمال نشر الإصدارات، وكان التعاقد مع الناشر قد وقعه "خالي" ابن يوسف السباعي منذ 35 عامًا، والعقد نفسه كان معيب تمامًا، ولذلك استنزفنا وقت كبير لفسخ هذا التعاقد واسترداد حقوق النشر التي حصلنا عليها منذ عام تقريبًا، والآن نستعد للتعاقد مع إحدى دور النشر الكبرى لتتولى نشر أعمال "السباعي" بشكل يليق به.
 
رغم خفة الظل التي اشتهر بها كان خوفه من الموت واضحًا في أخر أعماله.. وأكد البعض شعوره بقرب النهاية فما تعليقك ؟
 
بالفعل كان يشتهر جدي بخفة الظل حتى أنه عندما تقدم والدي إليه لخطبة أمي "ابنة السباعي" لم يسأل عن وظيفته أو أملاكه ولكن سأل "هل دمه خفيف أم لا"؟، لأنه لا يحب العبوس، ولكن قصة خوفه من الموت فلها أصل لأنه كان متأثرًا جدًا بوفاة والده الذي رحل وهو طفل، وكان دائمًا يخاف أن أبناءه يشعرون بنفس الحزن، ولكن خوفه كان معه محاولات دائمة ليقنع نفسه أن الموت أمر عادي، وظهر ذلك في بعض القصص التي كتبها مثل قصة "السقا مات"، والأكثر في "نائب عزرائيل" و"البحث عن جسد"، حيث بدأ طرح الموضوع بشكل هزلي يؤكد فيه أنه لا مشكلة في الموت لأننا سنعيش حياة أخرى يمكن أن تكون أفضل مما نعيشه.
 
هل هناك أعمال كتبها الأديب الراحل ولم تنشر بعد؟
 
لا أعتقد ذلك لأنه في أخرعشرة سنين من عمره لم يكتب نهائيًا، لأنه انشغل بالوظائف الإدارية، فلم يكن لديه مجال للكتابة، لأنه كان مهمومًا بتحقيق إنجازات ونجاحات في كل منصب تولاه.