عادات وتقاليد مميزة في أول أيام عيد الأضحى المبارك بشمال سيناء 

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يحرص أبناء محافظة شمال سيناء، على تجهيز الأضحية وإعداد مقاعد ودواوين العائلات والقبائل لاستقبال المهنئين بالعيد، وتبادل الزيارات وتجهيز الولائم، حيث اعتاد أفراد الأسرة على التجمع في دواوين القبائل لتناول الإفطار قبل استكمال نحر باقي الضحايا.

كما يحرص بدو سيناء "خاصة " وأبناء سيناء "عامة " على إحياء مظاهر العيد بما فيها من طقوس دينية وعادات وتقاليد.

واستهل أبناء سيناء أول أيام عيد الأضحى بأداء صلاة العيد وسماع خطبة العيد، يعقبها تبادل التهاني، ثم يتجهون إلى منازلهم لنحر الأضاحي، حيث يحرص كل منهم على ذبح أضحيته بنفسه تمشيا مع السنة النبوية، خاصة أنهم يجيدون ذبح وتقطيع الأضحية، بل ينقلون هذه العادة الي أبنائهم الشباب وذلك باسراكهم في عمليات للذبح وسلخ جلود الأضحية.

وتقدم وجبة الإفطار من الكبد والكلاوي للرجال في المقعد البدوي ليتناول شيخ القبيلة وأقاربه الإفطار معا في تقليد جماعي لا ينقطع عند أبناء البادية وكذلك الأسر في المدن والتي تحرص سيدة البيت علي إعداد وجبة الإفطار أثناء قيام الأب والأبناء بتقطيع الأضحية بعد سلخها. 

وعقب الانتهاء من الذبح وتقطيع لحوم الأضحية يتناولون طعام الإفطار، ثم يخرجون لزيارة الأهل والأقارب، ويتم تبادل التهانى وتقديم هدايا العيد، ومن المتبع، منح الأخوات أو البنات المتزوجات "ربع الأضحية"، وتقسيم الباقي بين أفراد أسرته والأصدقاء والفقراء.

كما تحرص كل أسرة علي زيارة بناتها وخالتها وعماتها المتزوجات من أبناء نفس القبيلة أو العائلات المجاورة لتقديم هدية العيد وهي عادة ربع الأضحية وتتبادل الأسر هذه الهدية معا. 

وتعد وجبة الفته باللحمة إحدى الأكلات السيناوية المميزة ويحرص على إعدادها وتناولها أهالي محافظة شمال سيناء في أول أيام عيد الأضحى بالعريش، وهي عبارة عن فتة فطائر العيش بالشوربة ومن ثم يغطى بالأرز الأصفر أو الأرز الأبيض، وفوقه كتل من الحم الماعز أو الضأن الطازج  والذي يتم طهية علي نار الحطب و تغطى برغيف من الرقاق وتقدم ساخنة للضيوف أو الاسرة ويتم وضعها في صواني تسمس المنسف ولا يوضع عليها الخل والثوم مثل الفتة المعروفة ببقية المحافظات.

وفي هذا الصدد، قالت أم عبد القادر ٥٥ عاما، إنها تنتظر العيد من أجل تناول وجبة الفتة باللحمة وتحمير الفطائر ووضعها علي الصوانى ثم وضع الحساء عليها ثم الأرز، وفوقها قطع اللحم، وهناك من يتناول الفطائر دون تحميرها على حسب التعود.

وأضافت أن خبز "الفراشيح" أو الرقاق السيناوي أو الفطائر التي نالت شهرة واسعة في سيناء وأصبح الطعام الأول على المائدة السيناوية، كما يفضل الكثير من المواطنين التحضير لأجواء العيد، واقتناء كل المستلزمات المتعلقة بيوم الذبح ، لذا يحرصون على توفير كل ما يتعلق بالشواء والمساهمة  في تحضير هذه الوجبة المفضلة لدى غالبيتهم، حيث يتم  شراء "المشواة" التي تعد ضرورية للرخلة، كما لا ينسى المواطن السيناوي اقتناء أكياس الفحم، وهو ما يعلمه التجار جيدا، فعمل الكثيرون منهم على توفيره في الأسواق بأسعار مناسبة 

وقال ناصر العزازي  من ابناء العريش إن عملية الشواء من طرق الطهي الرائعة، والصحية للحوم والخضروات، وقال إن اللحوم المشوية تحتل جزء كبير من ادرحلات الشباب في الخلاء، وذلك لطعمها المميز وسعراتها الحرارية القليلة.

وأضاف أنه يخرج مع أصدقاءه في الأماكن المفتوحة أيام عيد الأضحي لإعداد وجبات اللحوم المشوية في كثير من المناسبات وأوقات العام.

كما يقوم الشباب بقضاء سهراتهم وسط المزارع لعمل وجبات اللحوم والتي يطلق عليها "ماندي" حيث يتم طهي اللحوم في برميل بعد إشعال الفحم بداخلة وتغطيته تماما لمدة ساعة ونصف فقط.
 

وقال عبد الرحيم مصطفى إن الأطفال تخرج للعب في الحدائق العامة والملاهي والسينما ويستمر الاحتفال بالعيد بحلقات لسامر وإلقاء أبيات من الشعر البدوي ويتباري الشعراء بالرد أمام الحاضرين بأبيات من الشعر النبطي في هذه المناسبة الجميلة ويصاحبها الأشعار الغنائية والمواويل.

ومن أشهر عبارات التهاني في شمال سيناء التي يرددها الأهالي بين بعضهم البعض بمناسبة العيد ،مبروك عيدكو، كل عام وانتو طيبين، يجعلكم من عوادينه.

اقرأ أيضا | بمبادرة من اتحاد القبائل.. شراكة بين رجال أعمال مصريين و«GMT القطرية»| فيديو