«التنسيقية».. 6 سنوات من العمل والأمل

النائب عماد خليل عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
النائب عماد خليل عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

احتفلنا هذا الأسبوع بالذكرى السادسة على تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، تلك المنصة التى استطاعت أن تجمع ٢٦ حزبًا سياسيًا، ومئات الشباب السياسى المستقل من مختلف الأيديولوجيات والأفكار، فى تجربة غير مسبوقة، أثبتت أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية.

خلال تلك السنوات الست قامت التنسيقية بإثراء الحياة السياسية والحزبية، من خلال تدريب كوادرها وتبادل الخبرات والمعارف بين الأعضاء والمنضمين الجدد، وقدمت التنسيقية 6 من نواب المحافظين و51 من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ يملكون أكثرية التأثير، بالإضافة لعدد من أعضاء الهيئات الإعلامية المستقلة وكذلك كوادر تنفيذية مدربة سياسيا وتنفيذيا.

نجاح التنسيقية لم يتوقف على الشق السياسى والحوار بين الأحزاب وأوراق العمل والعديد من المواقف السياسية التى بالرغم من تباين الايدولوجيات الا انها نجحت فى تبنى مواقف انحازت للوطن وللمواطن فى المقام الأول، ولذلك قدمت مئات المبادرات والبروتوكولات فى وقت جائحة كورونا وكذلك العديد من المواقف التى كان لأعضائها السبق فى تقديم يد المساعدة وكذلك فان التنسيقية تتخطى كونها كيان سيأسى لكيان مجتمعى.

الأهم فى تجربة التنسيقية الفريدة انها فتحت الباب الواسع أمام شباب السياسيين المستقلين الذين لم يستهويهم أيا من برامج الأحزاب ولهم رأى مختلف عن توجهات الأحزاب الموجودة على الساحة، فكانت التنسيقية هى الملاذ لهم لإبداء توجههم السياسى بحرية دون أى موانع او عواقب، لانها بالأساس منصة حوارية لتبادل الخبرات بين الجميع والخروج بموقف سياسى لا ينحاز الا لوطنه.

تجربة التنسيقية عززت القواسم المشتركة بين الأحزاب والسياسيين ووسعت مساحة الاتفاق وقلصت مساحات الاختلاف، لتصبح نقطة انطلاق فى كل القضايا المصرية والمصيرية ولذلك كان أداء نواب التنسيقية مختلفا وطرح الروى عميقا، وتدور فى الأساس حول الصالح العام، بالإضافة لذلك كان التدريب المستمر شعار جميع أعضائها.

وكان للتنسيقية مشاركة مميزة فى كل الاحداث الوطنية ومنها الانتخابات الرئاسية الأخيرة فكان أعضاؤها بين حملات المرشحين الأربعة، حتى ان بعض البرامج كانت تقيم مناظرات لأعضاء الحملات من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ولذلك فان « سياسية بمفهوم جديد «، لم يكن مجرد شعار للتنسيقية وانما كان واقعا ملموسا ومعيشا لأعضائها.

مجالات النجاح والمشاركة للتنسيقية كثيرة ومتعددة وهنا ليس مجال لحصرها وانما لتسليط الضوء عن قليل من هذا الجهد ذى التاثير الكبير فى الحياة السياسية والعامة ومنها الحوار الوطنى الذى يشارك به العديد من الزملاء من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ليس فقط فى إدارة الحوار وانما فى اثرائه باوراق عمل حظيت باشادة الجميع وكان لها دور هام فى خروج الحوار الوطنى بهذا الشكل والوصول لتحقيق وتطبيق مخرجاته.

إن 6 سنوات رقم صغير فى عمر الأوطان ولكنها كانت بالنسبة للتنسيقية 6 سنوات من العمل.. سنوات من الامل والنجاح.. سنوات تخريج قيادات سياسية وإدارية انتماؤها للوطن وانحيازها للمواطن المصرى .. ولذلك كانت 6 سنوات من النجاح وهناك سنوات مقبلة من الاستمرار واستثمار هذا النجاح.