كلام يبقى

يد تبنى وتحمل السلاح

ممتاز القط
ممتاز القط

استجابوا لدعوة الرئيس بأن نبدأ بكل شيء فى نفس الوقت رغم ما يتحملونه من أعباء رسالتهم الأبقى وهى أمن مصر

أى نجاح تحققه الحكومة لن يتوقف فقط على ما قامت به وما حققته من إنجازات. الناس عادة لا تطربها لغة الأرقام بقدر ما يسعدها المردود المباشر الذى ينعكس على حياتها ومستوى معيشتها. من هنا فإن الثقة بين الحكومة والمواطنين تمثل هدفًا أساسيًا لابد أن تسعى أى حكومة لتحقيقه.

هذه الثقة لا تأتى من فراغ ولكنها تمثل حصيلة التجارب والخبرات والمعاملات وإحساس المواطن أنه جزء أصيل فيما يتحقق.

دعونا نعترف ودون أى محاولة لتجميل الواقع بأن الثقة بين المواطن والحكومة يعكر صفوها بعض القرارات والإجراءات التى يتم اتخاذها بصورة مفاجئة ودون أى مقدمات وبعيدا عن لغة الحوار والمكاشفة وطرح الحقائق.

يحدث ذلك رغم كل الدروس المستفادة التى يجسدها أسلوب الرئيس عبد الفتاح السيسى فى طرح الحقائق والصراحة المطلقة التى يتحدث بها خلال حواراته ومناقشاته لأى قضية من قضايا العمل الوطنى.

ما من لقاء يحضره الرئيس إلا وأكد خلاله على دور المواطنين فى تحمل المسئولية والمشاركة الإيجابية فى معرفة التحديات التى تواجه بلادنا.
استطاع الرئيس بذكاء وحنكة شديدة أن يبنى جسورًا للثقة المتبادلة مع المواطنين وهو الدرس الذى تستطيع أى حكومة استيعابة إن كانت تسعى للنجاح.

أى حكومة سيكون لها ما لها وسيكون عليها ما عليها وتجديد الثقة فى الدكتور مصطفى مدبولى لتشكيل حكومته الثانية يمثل أكبر دافع للحكومة الجديدة لاستكمال كل النجاحات التى تحققت وعلاج أوجه القصور أو الإخفاقات التى نتجت من الممارسة الواقعية ونحمد الله أنها كانت فى الحدود الطبيعية لأى عمل بشرى. لكن دعونا نعترف وبكل الصراحة فإن نجاح كل الحكومات التى أعقبت ثورة الشعب فى ٣٠ يونيه كان يعتمد لأبعد الحدود على الدعم والمساندة غير المحدودة التى قدمتها قواتنا المسلحة وكانت فيها هى الجندى المجهول وراء مئات أو كل ما تحقق.

تأتى الحكومة الجديدة فى الوقت الذى يثار فيه الحديث عن الأولويات والبدائل وهو حديث يظل مبتورًا إذا نقصته الحقيقة والصراحة.

حديث الأولويات عادة ما يكون مقارنة بين بديلين أو ثلاثة. نبدأ بالطرق أم الموانئ أم المطارات أم التعليم أم الصحة أم العشوائيات وكل الملفات المفتوحة.
كان الاختيار أن نبدأ بكل ملفات العمل الوطنى وكان شعار الجمهورية الجديدة معبرًا عنها بكل الصدق.

دعوة الرئيس واختياره بأن نبدأ بكل شىء فى نفس الوقت وجدت الاستجابة السريعة من رجاله أبناء قواتنا المسلحة رغم كل ما يتحملونه من أعباء رسالتهم الأبقى وهى أمن مصر. وكانوا يدًا تبنى وتحمل السلاح أيضا.

من حق البعض أن يعلم أسباب المشاركة الواسعة من جانب قواتنا المسلحة فى البناء والنماء، ولابد أن يكون ملمًا بكل الأبعاد وراء هذه المشاركة وأن يكون منصفًا فى قول الحقيقة وعدم نسيان الظروف الصعبة والقاهرة التى عاشتها مصر فى أعقاب مؤامرة يناير الكبرى التى كادت تعصف بمصر كلها.

لا أكون مبالغًا عندما أقول إن ما قامت به قواتنا المسلحة خلال السنوات العجاف التى أعقبت ٢٥ يناير لابد أن يسجل فى تاريخ النصر والفخار والعزة والكرامة لجيش مصر بجنوده وضباطه وقادته والذين خاضوا حربًا لا تقل شراسة وضراوة عن كل الحروب التى خاضتها مصر دفاعًا عن سيادتها وكرامتها.
ملحمة الفخار التى قادها جيش مصر كانت سدًا منيعًا حال دون اكتمال مسلسل إسقاط مصر وتجويع شعبها.

إعادة بناء مصر كلها من جديد لم يكن يتحقق لولا الأعباء الجسام التى تحملتها قواتنا المسلحة والتى استطاعت أن تحافظ على بقايا معدلات الأداء الوطنى ومن خزائن خاوية وفى ظل مناخ مسموم انتشرت فيه الأفاعى وقوى الشر.

حقبة ثورة يوليو ٥٢ وما بعدها كان شعارها (يد تبنى ويد تحمل السلاح) وجاءت حقبة ٣٠ يونيه ليكون شعارها (يد تبنى وتحمل السلاح). سلاح القوة التى تقودها الحكمة. تم البناء فى نفس الوقت الذى تم فيه تحديث وتطوير شامل فى قواتنا المسلحة والتى أصبحت اليوم ضمن العشر الكبار فى منظومات التسليح.