عطر السنين

الموت جوعًا

ميرفت شعيب
ميرفت شعيب

تبتكر قوات الاحتلال الاسرائيلى أساليب ووسائل جديدة فى حرب الابادة الممنهجة التى تشنها على المدنيين الفلسطينيين العزل، بهدف قتل أكبر عدد ممكن منهم للقضاء على العنصر الفلسطينى العربى، واقامة دولة يهودية واحدة على انقاض غزة التى حولتها نيران القصف اليومى الى مدينة للأشباح والحطام، ولم تترك فيها أخضر ولا يابسا وأصبحت غزة منطقة غير صالحة للحياة الآدمية بعد أن كانت تعج بالحياة وكان اهلها ينعمون بالامان والاستقرار، فأصبح من تبقى منهم شريدا يبحث عن لقيمات يقمن صلبه ولا يستطيع ضمان لقمة خبز لأولاده، وشاهدوا أولادهم يموتون جوعا امام أعين آبائهم الذين لا يملكون إبعاد شبح الموت جوعا عن أطفالهم، ويا لها من ميتة بشعة، فقوات الاحتلال تتعنت فى دخول المواد الغذائية والادوية والوقود الى النازحين من شمال غزة الى جنوبها سيرا على الاقدام ويتعرضون للقصف من الطائرات اثناء الفرار من الموت الى الموت. وتواصل قوات الاحتلال غاراتها اليومية لتقتل أعدادا إضافية من الضحايا منذ السابع من اكتوبر الماضى حتى اقتربت من 30 الف شهيد، نصفهم من الاطفال والنساء والشيوخ وحوالى 70 ألف مصاب أصبح العديد منهم معاقين بعد اصابة أطرافهم، وتوافينا كل يوم انباء الاعداد الاضافية من الشهداء، ونخشى ان نعتاد مشاهد الدمار والقتلى التى ينقلها الناجون من الصحفيين والاعلاميين الذين تستهدفهم قوات الاحتلال لتفرض التعتيم على جرائمها فى حق المدنيين الابرياء.