عمل دؤوب لايتوقف، زيارات داخلية وخارجية، استقبال وفود من مختلف دول العالم للتعرف على منظومة التصدير الزراعي في مصر، بعد أن نجحت المحاصيل المصرية فى فرض وجودها بقوة فى مختلف الأسواق الدولية، وأصبحت الخيار الأول لمختلف الدول الراغبة فى طرح منتجات زراعية تتمتع بسمعة كبيرة وجودة تفوق نظيرتها فى أى دولة على مستوى العالم..
أحدث التقارير الصادرة عن الحجر الزراعى تؤكد أن الصادرات الزراعية المصرية تواصل حصد النجاح، بعد أن تجاوزت 4.5 مليون طن من المنتجات الزراعية منذ بداية العام وحتى الآن بزيادة 400 ألف طن عن العام الماضي بقيمة تبلغ حوالى 2.6 مليار دولار بزيادة قدرها نصف مليار دولار عن نفس الفترة من العام الماضى أيضًا.
◄ 15٪ نموًا سنويًا منذ 2014.. و«تكويد المزارع» أهم خطوات النجاح
◄ 400 ألف طن زيادة فى 5 شهور وفنزويلا آخر الأسواق المستوردة
التقرير أشار إلى أن إجمالى الصادرات الزراعية من الموالح بلغت مليونًا و978 ألفًا و112 طنا وتحتل المركز الأول، أما المركز الثانى فهو من نصيب البطاطس الطازجة بـ 862 ألفًا و226 طنًا، بينما تم تصدير 96 ألفًا و286 طنًا من البصل ليحتل المركز الثالث من الصادرات، واحتلت الفاصوليا «طازجة وجافة» المركز الرابع بإجمالى 82 ألفًا و333 طنًا، واحتلت البطاطا المركز الخامس فى الصادرات الزراعية بإجمالى 63 ألفًا و337 طنًا، فى حين احتل العنب المركز السادس فى الصادرات بإجمالى 42 ألفًا و320 طنًا، بينما احتلت صادرات مصر من الطماطم المركز السابع بإجمالى كمية بلغت 37 ألفًا و325 طنًا، بينما احتلت صادرات مصر من الفراولة المركز الثامن بإجمالى 21 ألفًا و224 طنًا، يليها فى المركز التاسع الثوم بإجمالى 15 ألفًا و288 طنًا، بينما حصلت الجوافة على المركز العاشر فى الصادرات بإجمالى كمية بلغت 10 آلاف و71 طنًا، فى حين احتل الرمان المركز الأخير فى الصادرات بإجمالى 9134 طنًا.
وكانت آخر الأسواق التى بدأت الاستيراد هى فنزويلا، إذ أعلن الحجر الزراعى فتح أسواق فنزويلا أمام البرتقال المصرى، وذلك تفعيلاً لما تم الاتفاق عليه بين السيد القصير وزير الزراعة وايبان خيل وزير خارجية فنزويلا خلال اجتماعهما بالعاصمة الإدارية الجديدة فى نوفمبر الماضى، وما جاء به من توصيات للتعاون وزيادة الميزان التجارى الزراعى بين البلدين.
◄ اقرأ أيضًا | وزير الزراعة يوجه بإصدار الإرشادات لتخفيف تأثير الحرارة على المحاصيل
◄ طفرة كبيرة
فى البداية أكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى أن إجمالى الصادرات الزراعية تجاوزت 4.5 مليون طن من المنتجات الزراعية منذ بداية العام وحتى الآن، وأضاف أن الصادرات الزراعية شهدت طفرة كبيرة غير مسبوقة نتيجة المشروعات الزراعية العملاقة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى التى ساهمت فى تحقيق الأمن الغذائى للمواطنين، بالإضافة إلى فائض فى التصدير الذى يدعم الاقتصاد الوطنى بالنقد الأجنبى.
وأشار إلى أن ملف الصادرات الزراعية المصرية، من أكثر الملفات التى حققت فيها الدولة المصرية نجاحات كبيرة مؤخرًا، وهو ما يؤكد سمعة الحاصلات الزراعية المصرية، فقد بلغ إجمالى عدد الأسواق الخارجية التى يتم نفاذ الصادرات المصرية الزراعية إليها 160 سوقًا لـ 405 سلع تقريبًا، وأكد «القصير» أن هناك توجيهات من الرئيس بتطوير منظومة الحجر الزراعى وفتح أسواق جديدة أمام صادرات مصر، وقال إن أهم الصادرات الزراعية هى الموالح، البطاطس، البصل، البطاطا، الرمان، الثوم، الفراولة، الفاصوليا، الجوافة، الطماطم، والعنب.
وأكد أن مشروع الـ 100 ألف فدان صوبة زراعية انعكس على حجم الصادرات بإيجابية شديدة ويزيد معدلاتها، لتتربع على عرش صادرات العالم من إنتاج الفاكهة والخضراوات، إذ يتبنى المشروع منهج الجودة الفائقة للمنتجات الطازجة التى تعتمد على الأساليب الزراعية التكنولوجية الحديثة لتوفير غذاء آمن، كما يستهدف هذا المشروع إنتاج محاصيل عالية الجودة والإنتاجية مع توفير غذاء صحى وآمن للمواطنين.
◄ منظومة التكويد
بدوره أكد د.سعد موسى المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية والحجر الزراعى، أن مصر أنشأت منظومة متطورة للتكويد والتتبع لصادراتها الزراعية بهدف ضمان إنتاج منتج زراعى عالى الجودة وخال من الآفات ومطابق لاشتراطات الدول المستوردة، بالإضافة إلى تبنى أنظمة التحول الرقمى لكل الإجراءات والأعمال التى يقوم بها الحجر الزراعي، وأشار إلى انضمام مصر مؤخرًا للاتحاد الدولى لحماية الأصناف النباتية لضمان توفير الأصناف الجديدة عالية المقاومة والإنتاجية وتسهيل وتقليل زمن الإفراج عن الشحنات الزراعية الواردة، مع تعزيز منظومة الصحة النباتية من خلال إنشاء شبكة من المعامل المرجعية والمعتمدة دوليًا فى مختلف أنحاء الجمهورية.
وأكد «موسى» أن القطاع الزراعى جاء من بين أهم القطاعات التصديرية لعام 2024 تحقيقًا لزيادة الدخل القومى المصرى، حيث جاء فى المرتبة الثانية بعد قطاع مواد البناء وذلك خلال الربع الأول من هذا العام وفقًا لتقرير الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.
وأكد أن الصادرات الزراعية تزيد بصورة شبه منتظمة منذ عام 2014 بنسبة 15 % سنويًا رغم كل التحديات السياسية والحروب التى تشهدها المنطقة، ما قد يؤثر بشكل أو بآخر على حركة الصادرات، لكن المحاصيل المصرية تواصل التواجد القوى فى كل الأسواق بسبب جودة المنتج الزراعى المصرى، مع وجود متابعة دقيقة من رجال الحجر الزراعى على مدار الـ 24 ساعة منذ مرحلة الزراعة وحتى الوصول للأسواق المستهدفة.
وأكد أن قطاع الحجر الزراعى يحظى بدعم ومساندة كبيرة من القيادة السياسية سواء فيما يخص المنتجات التى تطرح بالأسواق أو المصدرة للخارج، وأكد أنه مع دخول المشروعات القومية الزراعية مثل الدلتا الجديدة ومستقبل مصر لإنتاجها الكامل ستحدث نقلة كبيرة فى قطاع التصدير الزراعى، بالإضافة إلى زيادة المساحات المزروعة من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح ما يؤدى إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد.
◄ المشروعات القومية
أما د. سيد خليفة نقيب المهن الزراعية، فأكد أن المشروعات القومية خاصة مشروعات الصوب الزراعية هى «كلمة السر» فى ملف الصادرات الزراعية، وأشار إلى أن معظم إنتاج تلك المشروعات للتصدير وخاصة محاصيل الخضراوات، وأضاف أن أهم المحاصيل التى كتبت حكاية النجاح هى الموالح والبطاطس والعنب والبصل والفراولة والرمان والطماطم. وأضاف أن الأراضى المستصلحة فى الدلتا الجديد ومستقبل مصر والعوينات وغيرها ستؤدى إلى تقليل استيراد محاصيل استراتيجية مثل القمح، مع التوسع فى محاصيل ذات أهمية خاصة مثل بنجر السكر، بالإضافة إلى النباتات الطبية والعطرية التى تزداد أسواقها الخارجية يومًا بعد الآخر.
وأكد أنه من المتوقع أن تزداد نسب التصدير الزراعى مع دخول مشروع التمور فى توشكى حيز الإنتاج والتصدير، إذ إن هذا المشروع يصل إلى ما يقرب من 2 مليون نخلة من أفضل الأنواع، وأشار إلى أن 70 % من حجم الصادرات قائمة على القطاع الخاص والمشروعات القومية، والـ 30% من الأراضى القديمة.
