الجزرى.. أبو الروبوتات الذى حير العالم

الجزرى.. أبو الروبوتات الذى حير العالم
الجزرى.. أبو الروبوتات الذى حير العالم

 اخترع روبوتًا للوضوء ونادلة تقدم المشروبات كل 7 دقائق لتملأ كأس العصير، وفرقة موسيقية من الروبوتات تعزف فى مركب عائم، ودورق آلى يغرد طائر من فوقه قبل أن يصب لك الماء. قد تكون تلك الاختراعات خبرًا عاديًا فى عصر الذكاء الاصطناعى الذى نعيشه، ولكن عندما تكون هذه الاختراعات نفذها صاحبها فى القرن الـ12 فى العصر الذهبى للدولة الإسلامية فإنها معجزة بشرية يستحق صاحبها أن يلقب بأبو علم الروبوتات والهندسة الحديثة.


إنه أبو العز بن إسماعيل الجزرى الذى ولد فى شمال سوريا عام 1136م و هو أحد علماء المسلمين الذى يعد واحدًا من عمالقة المهندسين فى تاريخ البشرية الذى ساهمت اختراعاته فى ظهور الكثير من الآلات الذكية وهو أول من صنع الروبوتات فى العالم.


قدم الجزرى فى كتابه الخالد «الجامع بين العلم والعمل النافع فى صناعة الحيل» الذى عكف على كتابته 25 عامًا، شرحًا مفصلًا بالرسومات لطريقة عمل كل آلة.. وهو الكتاب الذى ترجم للإنجليزية وإلى عدة لغات ومنه تناقل الغرب كل ما يعرفونه اليوم عن الهندسة والذكاء الاصطناعى.


روبوت الوضوء
من أهم اختراعات الجزرى روبوت الوضوء الذى أهداه للملك آمد أمير ديار بكر الذى طلب من الجزرى أن يصنع له آلةً تغنيه عن الخدم كلما رغِب فى الوضوء للصلاة. فصمم الجزرى آلة على شكل غلام يمسك فى يده إبريق ماء، وفى اليد الأخرى منشفة، وعلى عمامته طائر، وعندما يحين موعد الصلاة يصفر الطائر، ثم يتقدم الخادم نحو سيده، ليصب الماء فى الإبريق وعقب الانتهاء من الوضوء يقدم له المنشفة، ثم يعود إلى مكانه.


روبوت النادلة
كما ابتكر الجزرى آلة فى شكل «نادلة» لتقديم الشاى والماء ومختلف المشروبات، حيث كانت تقوم بتخزين المشروبات فى خزان معين، ثم تقوم بصبه فى وعاء، كما ابتكر الجزرى آلة لغسل اليدين تعتمد على التدفق المفاجئ للمياه، وقد تم استخدام هذه الفكرة فى تصميم مراحيض التنظيف الحديثة وقد تمثلت هذه الآلة فى هيئة أنثى تقف فى حوض مملوء بالماء، وبعد قيام المستخدم بغسل الأيدى وسحب الرافعة تقوم مصارف المياه بمساعدة الأنثى الآلية بإعادة ملء الحوض مرةً أخرى.


الفرقة الموسيقية من الروبوتات
وهى فرقة مكونة من أربعة روبوتات اثنين للأبواق واثنين للطبول وكانت تعزف إيقاعات متغيرة كلما أعيد برمجتها باللحن المطلوب.
وللجزرى اختراعات أخرى مهمة فى مجال البناء والتصميم والروافع والأبواب ذاتية الفتح واستخدم الكثير منها حتى يومنا هذا.
تتوافر مخطوطات الجذرى وكتبه فى سوريا وتركيا، والقسم الآخر من مخطوطاته ودراساته اشترتها عدة دول غربية منها هولندا، متحف اللوفر فى فرنسا، متحف بوسطن ومكتبة جامعة أوكسفورد فى أمريكا، وفى اليابان، وبريطانيا.