نجاح كبير لأول قمة إفريقية كورية.. وتوافق على تعزيز التعاون الاقتصادى

رئيس كوريا الجنوبية خلال ترؤسه أول قمة مع إفريقيا
رئيس كوريا الجنوبية خلال ترؤسه أول قمة مع إفريقيا

اختتمت منذ أيام فى سيول أعمال القمة الكورية الأفريقية الأولى والتى عقدت تحت شعار (المستقبل الذى نصنعه معا: النمو المشترك والاستدامة والتضامن) بمشاركة ٤٨ دولة أفريقية منها مصر بالإضافة إلى ممثلى الاتحاد الأفريقى وبنك التنمية الأفريقى واتفاقية التجارة الحرة الأفريقية، وممثلى المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. ناقشت القمة العديد من القضايا التى تهدف لتعزيز التعاون مع قارة أفريقيا باعتبار أنها قارة المستقبل، كما ساهمت فى رفع الحوار الكورى الأفريقى إلى أعلى مستوى وأقامت شبكة وثيقة على مستوى القيادة، واستكشفت كوريا الجنوبية سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتنسيق فى القضايا الدولية مع أفريقيا فى إطار رؤيتها للعب دور أكبر على المسرح العالمي.

قال الرئيس الكورى يون سيوك يول فى كلمته الافتتاحية «إن كوريا الجنوبية تهدف إلى توسيع التجارة والاستثمار مع أفريقيا من خلال سلسلة من الاتفاقيات، مثل اتفاقيات الشراكة الاقتصادية وأطر تعزيز التجارة والاستثمار». ولمزيد من تعزيز التعاون مع أفريقيا، ستوسع كوريا الجنوبية مساعدتها الإنمائية الرسمية إلى حوالى 10 مليارات دولار أمريكى بحلول عام 2030؛ وستقدم تمويلا للصادرات بحوالى 14 مليار دولار أمريكي، لمساعدة الشركات الكورية على توسيع التجارة والاستثمار فى أفريقيا.

اقر أ أيضًا| «وشهد شاهد من أهلها» .. إسرائيليون ضد العدوان على غزة

نجحت القمة فى إصدار إعلان مشترك تضمن عدة نقاط لتعزيز التعاون بين كوريا والدول الأفريقية  منها الحاجة إلى توسيع التعاون المتبادل المنفعة وتبادل المعرفة لتعزيز تطوير الصناعات المتعلقة بالمعادن الحيوية وذلك انطلاقا من ريادة كوريا فى الصناعات المتقدمة وأهمية أفريقيا كمنطقة ذات أهمية عالمية بالنسبة للاحتياطيات المعدنية الحيوية.

تناول الإعلان أيضا قضية تغير المناخ وما يتطلبه من تعزيز التعاون من أجل الأمن الغذائى والزراعة المستدامة من خلال تعزيز تطبيق التكنولوجيات الزراعية المتقدمة للتكيف مع تغير المناخ، وتوسيع مرافق الرى لتحسين الوصول إلى المياه، وحماية المعرفة التقليدية بالرى وتوزيع المياه، وتبادل الدراية بشأن الزراعة الذكية والمعالجة الزراعية.



وكان التعليم من القضايا التى ركزت عليها القمة وتضمن الإعلان توسيع البنية التحتية للتعليم فى أفريقيا والبحث بما فى ذلك توفير برامج عالية الجودة فى العلوم والتكنولوجيا، وإنشاء مدارس التعليم والتدريب التقنى والمهنى (TVET)، وتوسيع برامج المنح الدراسية مثل منحة كوريا العالمية (GKS).

كان الإرهاب من القضايا التى تناولتها القمة وشدد المشاركون على ضرورة دعم جهود مكافحة الإرهاب، فضلا عن منع التطرف العنيف المؤدى إلى الإرهاب ومكافحته، بوصفه شرطا أساسيا للسلام والأمن فى أفريقيا.

وإدراكا لأهمية تنفيذ نتائج هذه القمة، اتفق المشاركون من الدول المختلفة على تكليف اجتماع وزراء الخارجية فى عام 2026 بإجراء تقييم شامل لنتائج هذه القمة ومناقشة سبل المضى قدما بما فى ذلك استكشاف إمكانية عقد القمة المقبلة.. وعلى صعيد التعاون العملى، وقعت كوريا الجنوبية 12 اتفاقية و34 مذكرة تفاهم مع الدول الأفريقية على هامش القمة بهدف تعزيز التعاون مع القارة الغنية بالموارد فى مختلف المجالات. وتشمل الصفقات مذكرتى تفاهم بشأن التعاون فى مجال المعادن الرئيسية، و6 أطر لترويج التجارة والاستثمار، و3 مذكرات تفاهم بشأن التعاون فى البنية التحتية والتنقل، واتفاقيات بشأن صندوق التعاون للتنمية الاقتصادية الذى يقدم قروضا منخفضة الفائدة.

تسعى كوريا الجنوبية لإقامة علاقات قوية مع الدول الأفريقية وتعزيز حضورها فى القارة السمراء لتنافس لاعبين رئيسيين هم الولايات المتحدة الأمريكية والصين والاتحاد الأوروبى كما أنها تريد الاستفادة من الموارد المعدنية الوفيرة فى أفريقيا لتغذية انتقالها إلى التكنولوجيا الأكثر مراعاة للبيئة وتعزيز العلاقات التجارية.

من الواضح أن كوريا الجنوبية تحتاج إلى أفريقيا أكثر من احتياج أفريقيا لها، لكن مع تولى كوريا الجنوبية مقعدا غير دائم فى مجلس الأمن الدولى، فإن الدول الأفريقية لديها فرصة الاستفادة من هذه الشراكة للدعوة إلى إزالة العقوبات وتعزيز السلام والاستقرار فى مناطق مثل جنوب السودان والسودان والجزء الشرقى من جمهورية الكونغو الديمقراطية.