من وراء النافذة

أولويات الحكومة الجديدة

هالة العيسوى
هالة العيسوى

المواطن المصرى يعرف جيداً حبيبه من عدوه، ويعى جيداً مقتضيات الأمن القومى لبلاده

 جاءت أنباء قبول الرئيس السيسى استقالة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، ثم إعادة تكليفه بتشكيل حكومة جديدة فى وقتها تماماً، وسط ضغوط تفوق الخيال تتعرض لها الأمة المصرية، وتحديات أمنية واقتصادية وتنموية.

يمكن النظر لهذا التغيير الوزارى من زاوية ما تتطلبه من المرحلة تبديل الأولويات والتركيز على الأهداف التى كلف بتحقيقها.

ومما لاشك فيه أن أمن الأمة المصرية بمفهومه الشامل يتصدر تلك الأولويات التى يتطلع لها المواطن سواء كان أمنا دفاعياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً وفى إطار هذا المفهوم الشامل تتوازى المسارات وتتعادل أهمية المجالات لتحظى بنفس الدرجة من الأولوية والاهتمام.

فالمواطن العادى الذى ينوء كاهله بالأزمة الاقتصادية هو نفسه الذى يفكر ويأبه لأمن حدوده وسيادته الوطنية، وهو نفسه المستعد للتضحية بحياته فى سبيل سلامة ترابه الوطنى وحماية ثرواته الطبيعية من طمع وغدر اللئام.. وبينما هو ينتظر فقط الإشارة للتحرك والفداء، يتوقع من النسخة الثانية لحكومة الدكتور مدبولى أن تنظر إلى احتياجاته اليومية بمزيد من المراعاة والجهد للتخفيف عن كاهله.

المواطن المصرى ذكى، ويدرك تماماً الأخطار التى تحيق ببلاده، ويعرف جيداً حبيبه من عدوه مهما ارتدى من أقنعة، ويعى جيداً مقتضيات الأمن القومى لبلاده فتجده يقف تلقائياً لمواجهة أى مهددات لتماسك نسيجه الوطنى، ويجابه أى محاولات لاختراق أو زعزعة استقراره.

وفى ذات الوقت يتطلع إلى رؤية تغيير لصالحه فى السياسات الداخلية يواكب تغيير الوجوه فى الحكومة الجديدة..

الأهداف المطلوبة من الحكومة ذات أولوية قصوى وأهمها الحفاظ على محددات الأمن القومى فى ضوء التحديات الإقليمية والدولية، ويثلج الصدر الاهتمام ببناء الإنسان المصرى خاصة فى مجالات الصحة والتعليم والثقافة والوعى الوطنى.

تغيير السياسات يتطلب مزيداً من الحوكمة والرقابة وهو ما يأمل المواطن أن يلمسه قريباً.

من رسائل القراء

رسالة دامعة من قارئة تستنجد بمن بيده الأمر والنهى، وتستغيث بالمسئولين عن الإسعاف الحكومى فى منطقتها كثيفة السكان بمحافظة الجيزة، مراراً وتكراراً تطلب خدمة نقل والدها طريح الفراش بسيارات الإسعاف إلى المشفى أو لإجراء فحوصات مطلوبة على عجل، لكن مركز الاتصالات يبدأ فى طرح أسئلة من عينة، كم يبلغ وزن المريض، وفى أى طابق يقطن، وهل يوجد مصعد بالعقار أم لا؟ وفى النهاية لا تأتى سيارة الإسعاف، تتساءل القارئة هل يفترض أن يتمتع المريض بمواصفات خاصة لكى يقبل الإسعاف نقله وإسعافه ولماذا تستجيب الشركات الخاصة بالإسعاف لنقل نفس المريض بنفس المواصفات دون مناقشة ولكن سعر الخدمة يصل إلى أضعاف خدمة الإسعاف الحكومى؟ وهل يفترض أن يتولى أهل المريض نقله بطريقة قد تكون خاطئة وربما تعرض حياته للخطر؟

أليس الإسعاف هو الأقدر على هذه العملية؟

هذه الأسئلة منطقية وإنسانية، مع التأكيد على أن هذه الشكوى المريرة تقابلها إشادات أخرى بخدمة الإسعاف الحكومى فى مناطق أخرى بمحافظة القاهرة.
لذلك نناشد محافظ الجيزة.. نظرة يا إسعاف ورأفة بالمرضى.