بقلم مصرى

محرقة نتنياهو

صـلاح سعـد
صـلاح سعـد

صـلاح سعـد

الى أين المفر ؟ لقد ضاقت الدنيا بما رحبت على أهل غزة المحاصرين فى مدينة رفح بعد ثمانية شهور من الحرق والتدمير لكل ربوع غزة.. انتقلوا إليها باعتبارها منطقة آمنة دون أن يدروا أن العدو الصهيونى لا عهد له ولا مواثيق بل وضربت عليه الذلة بأمر إلهى.. لقد توعد الله هؤلاء الصهاينة فى كتابه الكريم بالغضب وذلك بما عصوا وكانوا يعتدون.. وهكذا كان وعدا محتوما بأن تضرب عليهم المسكنة أينما ثقفوا فى كل الأزمنة والعصور.. والله غالب على أمره فى النهاية ولو كره الكافرون ومن يناصرونهم بالمدد وأسلحة الدمار.. وها هو نتنياهو وعصابته يرتدون عباءة هتلر.. هذا الزعيم النازى الذى أدانه العالم بعد المحرقة التى كان وقودها اليهود وكانت سببا فى اندلاع الحرب العالمية الثانية.. ولكن المحرقة كانت هذه المرة فى خيام النازحين والتى أشعلها نتنياهو ومجلس حربه فى تحدٍ سافر للعالم بأسره وبكل الأعراف والقوانين الدولية وحتى بأحكام محكمة العدل الدولية ومذكرات الاعتقال التى أصدرتها الجنائية الدولية بحق نتنياهو نفسه وأركان حكمه.. لقد صوب العالم نيران أسلحته ضد هتلر النازى صاحب المحرقة الأولى باعتباره مجرم حرب.. ولكن ماذا هو فاعل ضد محرقة نتنياهو والمجازر التى يرتكبها هو وأعوانه.. هل سيكتفى بمجرد اصدار بيانات الشجب والإدانة والاستنكار والمطالبة بوقف إطلاق النار أم سيكون له رأى آخر تجاه ما يراه من مأس وأهوال فى حق شعب أعزل؟ ! لقد تمادى نتنياهو فى غيه وضلاله وأعلنها صراحة بعد محرقة الخيام بأنه لن يرفع الراية البيضاء وسيواصل عدوانه ولن يستسلم للضغوط والنداءات الدولية حتى يحقق أهداف الحرب التى يدفع العالم تكلفتها رغم أنه يدرك تماما استحالتها.. حقاً من أمن العقاب أساء الأدب الى أن يقضى الله أمراً كان مفعولاً!!.