يُعد فرانز كافكا (1883 - 1924) أحد أبرز كتّاب الروايات الخياليّة باللغة الألمانية في القرن العشرين بأوروبا وأميركا الشمالية، حيث اهتم منذ الصغر بالثقافة الفكرية والروحانيات والتعليم الديني والأدب، ممّا جعله يتقرب إلى عائلة والدته المهتمة بذلك أيضًا، وقد عانى كافكا كثيرًا مع والده في الصغر، حتى ابتعد عن عائلته مما أثّر على شخصيته، علاقاته الاجتماعية مع البشر، فأصبح يُفضّل العزلة.
أبدع كافكا أو رائد الروايات الكابوسية كما أُطلق عليه، في أسلوبه الروائيّ الخياليّ المتنوع، وهذا ما ميّز أعماله في عالم الأدب، إذ إنّ أسلوبه في عرض الصور التوضيحية والاستعارات والمبالغات والمفارقات مختلف عن باقي الروايات، وهذا أدّى إلى إجماعٍ عالميّ حولَ تميّزه الأدبيّ.
اقرأ أيضا| مئوية كافكا فى المعهد النمساوى
◄ روايات كافكا
ونشر كافكا مجموعة متنوعة من الروايات، أوضح من خلالها نظرته الأدبية، وأبرزها ما يلي:
- المسخ: نُشرت عام 1915م تتحدث عن رجل يُدعى "غريغور سامسا"، يستيقظ من النوم ليجد نفسه متحولًا إلى حشرة كبيرة وهو في سريره، ثم تتوالى الأحداث بسرد خيالي.
- المحاكمة: نُشرت عام 1925م، تدور أحداثها المرعبة حول موظّف بنك يُدعى "جوزيف"، يُعتقل في ظروف غريبة، ويتوجب عليه إنقاذ نفسه بالرغم من عدم استطاعته الحصول على المعلومات لإنقاذه.
◄ قوة الملاحظة
- القلعة: نُشرت عام 1926م بعد عامين من وفاة كافكا، تدور أحداثها حول شخص يُدعى "كي" يتتبع مخطوطة لقلعة ضمن نطاق خيالي مشوق يتميز بالكوميديا والحيوية وقوة الملاحظة.
- فنان جوع (A Hunger Artist): رواية تضمّ أربع أجزاء، نُشرت عام 1924م، تحتوي على مجموعة مختلفة من العواطف مثل الزهد وعزلة الفنان الحديث، وتعد هذه الرواية من أقوى وأشهر رواياته
وفي مناسبة مرور 100 عام على رحيل الأديب الألماني العظيم، نعيد نشر أبرز الاقتباسات من رواياته العالمية:
◄ اقتباسات كافكا
- يجب أن يكون هناك شخص واحد على الأقل تذهب إليه حينما لا تعلم إلى أين تذهب.
- وأنتِ يا ميلينا لو أَحبَكِ مليون، فأنا منهم، وإذا أَحبَكِ واحد فهذا أنا، وإذا لمْ يحبك أحد فاعلمي حينها أنّي مت.
- البطالة بداية كل الشرور.
- يمر الطريق الحقيقي فوق حبل غير مشدود على ارتفاع عالٍ، ولكن فوق الأرض بقليل. يبدو أنه مصنوع من أجل التعثر فيه أكثر من السير عليه.
- كل الأخطاء الإنسانية هي عدم صبر، إنهاء مبكر لما هو منهجي، ترسيخ ظاهري للشيء الظاهري.
◄ فيضانات نهر الموت
- ثمة خطيئتان إنسانيتان أساسيتان، تنبثق منهما كل الخطايا الأخرى: عدم الصبر والإهمال. بسبب عدم الصبر طردا من الجنة، وبسبب الإهمال لا يعودان إليها. وربما توجد خطيئة أساسية واحدة: عدم الصبر. بسبب عدم الصبر طردا من الجنة وبسبب عدم الصبر لا يعودان إليها.
- تنشغل ظلال كثيرة للراحلين فقط بلعق فيضانات نهر الموت، لأنه ينبع منا ولا يزال يحتفظ بالطعم المالح لبحارنا. ينتفض النهر متقززا، ويعود بتياره للوراء ويطفو بالموتى عائدًا بهم إلى الحياة. لكنهم سعداء، ينشدون أغاني الامتنان ويربتون على الغاضب.
◄ الفكرية الثورية
- عند نقطة معينة ليس ثمة تراجع. الوصول لهذه النقطة ممكن.
- اللحظة الحاسمة للتطور الإنساني مستمرة. لذلك تكون الحركات الفكرية الثورية التي تعلن بطلان كل ما هو سابق على حق، فلم يحدث شيء بعد.
- كلبة نتنة الرائحة، كثيرة الولادات، وقد أصاب العطن أجزاًء من جسمها، لكنها كانت تمثل لي في طفولتي كل شيء، في وفاء كانت تتبعني على الدوام، لم تمكنني نفسي من ضربها، وأمامها كنت أتراجع خطوات للوراء، متقززًا من أنفاسها، وكانت هي التي ستدفعني، إن لم أتخذ قرارًا آخر، إلى زوايا الجدار المرئية، لكي تتحلل هناك تمامًا، فوقي ومعي، حتى النهاية، هل يشرفني ذلك؟- الصديد ولحم الدود في لسانها على يدي.
◄ اختلاف الرؤى
- متكبر جدا، ويظن أنه متقدم جدا في الخير، لأنه يشعر أنه كموضوع جذاب دائما ما يكون عرضة على نحو متزايد للإغواءات القادمة من اتجاهات مجهولة له تمامًا حتى الآن. لكن التفسير الصحيح هو أن شيطانًا كبيرًا قد اتخذ مكانًا داخله والعدد الذي لا يحصى من الشياطين الصغيرة يهرع لخدمة الكبير.
- اختلاف الرؤى، الذي يمكن للمرء أن يناله من تفاحة مثلًا. رؤية الصبي الصغير الذي يتحتم عليه مد عنقه لكي يتمكن بالكاد من رؤية التفاحة على لوح المائدة ورؤية سيد البيت الذي يأخذ التفاحة ويعطيها بتلقائية لرفيق المائدة.
- إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا، فلماذا نقرأ إذن؟ إننا نحتاج إلى تلك الكتب التي تنزل علينا كالصاعقة، التي تجعلنا نشعر وكأننا طردنا إلى الغابات بعيدًا عن الناس، على الكتاب أن يكون كالفأس التي تحطم البحر المتجمد في داخلنا.
◄ الرغبة في العُزلة
- اذا متّ في المستقبل القريب أو أُصبت بالعجز التّام فسيكون لي أن أقول أنّي مزّقت نفسي بنفسي، الدّنيا وأنا اثنان مزّقا كلاهما جسمي في صراعٍ لم يكن من الممكن التغلّب عليه.
- خجلتُ من نَفسي عِندما أدركتُ، أنّ الحياة حفلةٌ تنكَرية، وأنا حضرتُها بوجهي الحقيقي.
- أرغب في عزلة تخلو من التفكير، أكون فيها وجهاً لوجه مع نفسي.
- عشت كشخص غريب أمام الجميع, وغريب أمام نفسي.
◄ حياة غير محتملة
- أعلم تماماً ميلينا أنكِ كنت قراري الصائب حتى آخر أيام عمري، فسواء بقيتِ في فيينا أو تخبطت بين براغ وفيينا، أو لم تختاري فعل أي منهما، فماذا ستكون مكانتي في هذا العالم، إن كنت لا أعرف ماذا أفعل معكِ؟ فلا مكان في هذا البحر العميق يخضع لهذا الضغط الهائل، فكل ما هو في هذه الحياة يقرفني، فقد كنت أظن أنني لن أحتمل العيش، لم أحتمل الناس حولي، كما كنت أخجل من نفسي كثيراً، حتى ظهرتِ أنتِ وأريتني أن حياتي لم تكن غير محتملة كما كنت أظن.
- إنّني أقربُ إلى الانهيار من التعافي؛ مجرّدُ وعاءٍ فارغٍ ما يزالُ سليماً ولكنّه قد وُضِع في الغبار بين الأجزاء المكسورة الأخرى، أو بالأحرى وعاءٌ مكسورٌ ومع ذلك يُصنّفُ على أنّه ما زالَ سليماً! مليءٌ بالكذب والكره والحقد، مليءٌ بالعجز والبلاهة والغباء، مليءٌ بالكسل والضعف والبؤس.
◄ هجرة النوم
- الآن عندما يتجاوزني النوم، ويمر في الليل دون أن يحفل بي، فإنني أعرف عندئذ أن وجهته إليك وأرضاها، وفوق هذا فمن الغباء أن يثور عليه المرء، فالنوم هو أكثر المخلوقات براءة، والرجل الذي يهجره النوم هو أكثر المخلوقات ذنوباً.
- إن حزني الوحيد هو أنني عندما أنهي ما أكتبه، اكتشف أنه مجرد بداية صغيرة لما أريد قوله.
- هل أنا هو أنا؟ أم أن المجتمع هو الذي خلق الشخص الذي أنا عليه ؟
- دائماً الفكرة نفسها، ونفس الرّغبة، ونفس الخوف، مع ذلك أنا أكثر هدوءاً من ذي قبل.
- كأن الأمر يشبه أن تقف في منتصف غرفة لا يسمح لك بالإستناد علي شيء.
- لا أستطيع أبداً أن أكشِف للناس عن ما يجول بخاطري من أفكار بشكل كافي، حتى لا يبتعدوا عني هلعاً ورُعباً.
◄ استحالة العيشِ
- إنّني مقيّد إليك، لا بالحبّ وحده فالحبّ وحده لا يكفي، الحبُّ يبدأ، الحبُّ يأتي، ينقضي، ويأتي مرة أخرى، ولكنّ هذه الحاجة التي تقيّدني بالكامل إليك هي ما يبقى.
- يا له من جُهد أن تبقى على قيد الحياة.
- لم أشعر بالألفة مع إمرأة على الإطلاقٍ، ولستُ نادماً إلاّ على استحالة العيشِ وحيداً.
- طالما أنّ لديك طعامًا في فمك، فقد قُمتَ بحلّ جميع الأسئلة في الوقت الحالي.
- الشباب سعداء لأنّ لديه القدرة على رؤية الجمال، أي شخص يحتفظ بالقدرة على رؤية الجمال لا يَكبر أبدًا.
