وثيقة تشريعية إسرائيلية منذ 75 عاماً تكشف..

إسرائيل جعلت نفسها وصية على أملاك الفلسطينيين..  واحترفت غسيل أموال المهجرين

المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي
المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي

◄ قاضٍ مصرى يكشف أخطر وثيقة تشريعية إسرائيلية منذ 75 عاماً 


◄ قانون أملاك الغائبين استولى على أراضي الفلسطينيين المهجرين قسرياً.. ونتنياهو يحلم بتطبيقه على غزة  




مازال المفكر والمؤرخ القضائي القاضي المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي- نائب رئيس مجلس الدولة يفاجئ العرب والمسلمين حول العالم بوثائق إسرائيلية خطيرة تارة قضائية وأخرى تشريعية، فبعد كشفه مؤخرًا عن وثيقة قضائية منذ 94 عاماً بملكية كامل الحرم القدسي الشريف بالحائط الغربي والقدس للمسلمين وحائط البراق حق وملك للمسلمين، وأنه لا يوجد حائط مبكى لليهود، ولا هيكل مزعوم.. وهو ما لاقى انتشاراً واسعاً فى العديد من البلدان العربية والأجنبية.. يكشف لنا هذه المرة عن أخطر وثيقة تشريعية إسرائيلية منذ 75 عاماً لا يعلمها نحو 95% من العرب والمسلمين أيضاً، ويفضح من خلالها إسرائيل بقانون أملاك الغائبين التي استولت بمقتضاه على أراضي الفلسطينيين المهجرين قسرياً، وهو ما يفسر إصرار إسرائيل المتكرر على تهجير سكان غزة، الأمر الذي تقفُ له مِصر بالمرصاد موقفاً صلباً جسوراً بالرفض.


ويكشف الفقيه المصري للعقل العربى والمصري فى دراسته الجديدة بعنوان «إسرائيل وقانون أملاك الغائبين منذ 75 عاماً والاستيلاء على أراضى الفلسطينيين المهجرين قسرياً.. نتنياهو يحلم بتطبيقه على غزة بتهجيرهم.. ومصر بالمرصاد» عن ست نقاط غاية فى الخطورة والأهمية: 

1- ما هو قانون أملاك الغائبين بإسرائيل المرتبط  تنفيذه بالتهجير القسرى من الأراضى الفلسطينية ؟ لاستيلاء اليهود على أراضى الفلسطينيين ويحلم نتنياهو بتطبيقه على غزة بعد دكها، ومصر بالمرصاد.

2- قانون أملاك الغائبين نقل حيازة ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين لإسرائيل بالمخالفة للقانون الدولي.

3- إسرائيل جعلت نفسها وصية على أملاك الفلسطينيين الغائبين وهم مهجرين أحياء! ببدعة قانونية شيطانية.
4- هيئة التطوير الإسرائيلى احترفت غسيل أموال أراضى الفلسطينيين المهجرين بنقل ملكيتها  إلى المنظمات الاستيطانية والجماعات السياسية بإسرائيل.

5- قانون ملكية الغائبين تجاهل قرارات المنظمة الدولية وتعامى عن القانون الدولى المحظور فيه الضم لقوة الاحتلال بضم مساحات من القدس الشرقية إلى القدس الغربية.

6- قانون أملاك الغائبين الشيطانى أساس تمكين إسرائيل من النشاط الاستيطانى على أراضى فلسطين المحتلة.


واستيلاء اليهود على أراضى الفلسطينيين 

 


يقول الدكتور محمد خفاجي: «أصدرت إسرائيل قانون أملاك الغائبين لعام 1950، أي منذ ما يقرب من 75 عاماً وطبتقه على أراضي الفلسطينيين فى جميع أنحاء فلسطين خاصة القدس الشرقية،  مما أدى إلى استيلاء اليهود عن طريق الحارس الإسرائيلي على الآلاف من الممتلكات الفلسطينية بالقدس الشرقية بحجة أنها ممتلكات غائبة لفلسطينيين غائبين رغم أنهم أحياء مهجرين بالقوة والقسر! بفعل من أصدر القانون ليكون التهجير أساس تطبيق هذا القانون الشيطاني».

ويضيف المستشار خفاجي: وبهذه المثابة بموجب القانون الإسرائيلى أملاك الغائبين كان استيلاء إسرائيل على أملاك الغائبين له تأثير كبير في سلب الممتلكات فى المدن الفلسطينية وبالأخص القدس الشرقية، وزاد حدته منذ احتلال إسرائيل وضمها من جانب واحد في عام 1967، مما أضر بالممتلكات المملوكة للفلسطينيين في القدس الشرقية.  

قانون أملاك الغائبين بإسرائيل 

 

ويعد قانون أملاك الغائبين الإسرائيلي لعام 1950هو القانون الرئيسي في سلسلة من القوانين التي تهدف إلى الاستيلاء على الممتلكات المملوكة للفلسطينيين الذين تم تهجيرهم قسرياُ والذين غادروا، أو أجبروا على الفرار، أو تم ترحيلهم خلال حرب 1948، ويحلم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بتطبيقه على أراضى قطاع غزة بعد دك أراضيها وسكانها دكاً، وتقف مصر من حلم إسرائيل بتهجير قطاع غزة موقفاً صلباً جسوراً بالرفض حمايةً لأمنها القومي وحفظاً لوطن فلسطين من رغبة إسرائيل فى إزالة الوجود الفلسطينى على أراضيهم.

اقرأ أيضا| ترهيب قضاة «الجنائية الدولية».. جريمة ضد العدالة

ويشير نائب رئيس مجلس الدولة إلى أن قانون أملاك الغائبين الإسرائيلي يهدف إلى الاستيلاء على أملاك الفلسطينيين بعد نزوحهم وتهجيرهم قسرياً من مدنهم، وعلى هذا النحو يبدو تعريف الغائب  في قانون أملاك الغائبين واسعاً فضفاضاً يشمل الفلسطينيين المقيمين خارج ديارهم أياً كانوا وعلى الأخص بإحدى البلاد العربية الواردة حصراً فى هذا القانون، وهذه الدول هى: «مصر- لبنان- سوريا- المملكة العربية السعودية- الأردن- العراق- اليمن- أجزاء من فلسطين التي تقع خارج حدود الدولة عام 1948». 

 

نقل حيازة ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين لإسرائيل  

 


ويذكر القاضي المصري: «اللاجئون الفلسطينيون تركوا وراءهم قدراً كبيراً من الممتلكات والأراضى، وكان قانون أملاك الغائبين بمثابة الأساس القانوني الشيطانى المخالف للقانون الدولى، لنقل هذه الممتلكات إلى حيازة دولة إسرائيل، وهو ما كان له آثارٌ خطيرة على ممتلكات الفلسطينيين، وأصبح قانون أملاك الغائبين يشكل عائقًا كبيرًا أمام الفلسطينيين في إنشاء حقوق الملكية نظراً للتطبيق التلقائي للغائب فى قانون ملكية الغائبين التي تعتبر ملكية الفلسطينيين ملكية غائبة».

فقدان ملكية ممتلكات الفلسطينيين  

 


ويؤكد أنه من الأثار التى ترتبت على القانون الإسرائيلي المذكور فقدان ملكية ممتلكات الفلسطينيين فى جميع المراحل سواء فى بيعها أو نقل ملكيتها أو البناء عليها، وهكذا استخدمت إسرائيل قانون أملاك الغائبين على مر السنين باعتباره أداة ترتبط بالتهجير القسري تستخدمها جمعيات المستوطنين الإسرائيليين للاستيلاء على الممتلكات المملوكة للفلسطينيين في فلسطين خاصة القدس الشرقية، وهو ما يوضح إصرار إسرائيل المتكرر على تهجير سكان غزة».


إسرائيل جعلت نفسها وصية على أملاك الفلسطينيين الغائبين  

 


يقول القاضي المصري: «إسرائيل جعلت نفسها وصية على أملاك الفلسطينيين الغائبين بعد تهجيرهم واحترفت غسيل أموال أراضيهم، ولم أر تشريعاً فى العالم على وجه الكرة الأرضية مثل هذا القانون العدواني مثيلاً يستولى على أراضى الفلسطينيين بعد تهجيرهم بحجة أنهم غائبين وهم أحياء!.. فكيف تنتقل حقوق أملاك الغائب إلى الوصي على أملاك الغائب؟! وكيف يكون للوصي الإسرائيلى استحقاق هذه الحقوق على ممتلكات الغائبين الفلسطينيين أصحاب الأرض، وهى لا تتوقف على أي إجراء قانوني سليم من الحارس على أملاك الغائبين أو تسجيل العقار باسمه؟!..  إنها بدعة قانونية شيطانية آثمة لكل قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وكافة القوانين على وجه الأرض».

صلاحيات مطلقة على أملاك الغائب الفلسطيني  

 

ويضيف «بموجب قانون أملاك الغائبين يتمتع الوصي الإسرائيلى بصلاحيات مطلقة على أملاك الغائب الفلسطينى !، فهو يتمتع بصلاحية إصدار شهادة نزع الملكية لشخص غائب!، ويتمتع بالاستيلاء على حيازة عقار غائب! ويتمتع  بأوامر الهدم للمبنى الذي تم تشييده بيد الغائب!، دون إذن من الأصيل الفلسطينى الغائب بالقوة والإكراه !».


غسيل أموال أراضى الفلسطينيين المهجرين   

 

ويشير القاضي المصري إلى نقطة غاية فى الخطورة فيقول: «تتضمن المادة 22 من قانون أملاك الغائب قائمة طويلة من الإجراءات التي لا يجوز لأي شخص القيام بها دون موافقة كتابية من الوصي بما يلى: الاحتفاظ بالممتلكات المكتسبة، لإدارتها أو الاعتناء بها، أو تسليمها إلى أي شخص أخر أو تحويل الدين إلى أي شخص باستثناء الوصى، والقاعدة العامة أن القانون الإسرائيلى يسمح ببيع العقارات ونقل الملكية الفلسطينية للغائبين المهجرين إلى هيئة التطوير الإسرائيلى بموجب قانون الكنيست بالقانون رقم 5710 لسنة 1950».

مخالفة للقانون الدولي 

 


ويوضح: «إن ما تقوم به هيئة التطوير الإسرائيلى بنقل ملكية الفلسطينيين المهجرين بمثابة غسيل الأموال للأراضى الفلسطينية لنقل ملكيتها إلى المنظمات الاستيطانية أو الجماعات السياسية بإسرائيل، وهو ما تم بالفعل مع العديد من العقارات في القدس الشرقية التي تم إعلانها غائبة، وبالتالي تم تكليفهم بالوصي على أملاك الغائبين، بنقل ملكيتها بالمخالفة للقانون الدولي والقانون الدولى الإنسانى وكافة قوانين كوكب الأرض التى لا تجيز للمحتل نقل ملكية العقارات إليه».

 

تجاهل قرارات المنظمة الدولية  

 

ويؤكد نائب رئيس مجلس الدوله أن قانون ملكية الغائبين يتجاهل قرارات المنظمة الدولية ويتعامى عن القانون الدولى المحظور فيه الضم لقوة الاحتلال، على الرغم من أن القانون الدولي يعتبر القدس الشرقية هي أرض فلسطين المحتلة وقد ضمتها إسرائيل منذ عام  1967 للولاية القضائية الإسرائيلية، بحجة أنها داخل أراضي إسرائيل وفقًا للقانون الإسرائيلي، تزييفاً للشرعية الدولية، رغم العديد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة التي ترفض ضم إسرائيل من جانب واحد للقدس الشرقية والاعتراف بوضعها كمحتلة».

ويضيف: «وتشمل هذه القرارات المنكرة لقيام إسرائيل من جانب واحد بضم القدس الشرقية قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 الذي طالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967؛ وقرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980 الذي ينص على أن الضم بالقوة محظور بموجبه القانون الدولي وأكد تطبيق قانون الاحتلال الدولي على القدس الشرقية، وقامت إسرائيل بضم المساحة من 6 كيلومترات مربعة إلى 70 كيلومترًا مربعًا  و معظمها أراضي تابعة لـ 28 قرية فلسطينية في الضفة الغربية، مما ترتب عليه ضمها إلى القدس الغربية، حتى تم إضفاء الطابع الرسمي على هذا الوضع في عام 1980 عندما أقر البرلمان الإسرائيلي القرار الجائر العدوانى بإدعاء القدس عاصمة إسرائيل، وأصبح نقل الممتلكات لأراضى الفلسطينيين بيد  الحارس العام الإسرائيلي».


النشاط الاستيطاني على أراضي فلسطين المحتلة   

 


ويختتم: «إن قانون أملاك الغائبين الشيطاني أدى إلى تمكين إسرائيل من النشاط الاستيطانى على أراضى فلسطين المحتلة، إذ سمح للحكومة الإسرائيلية بنقل أملاك الغائبين التي يحتفظ بها الوصى الإسرائيلى  إلى مجموعات المستوطنين، وهكذا فإن قانون أملاك الغائبين إلى إلى  تدعيم التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية ساعدت فيها دولة إسرائيل وسلطاتها فى النشاط الاستيطاني».

 

وفى عام 2004، أصدر النائب العام آنذاك ميني مزوز، قراراً شديد اللهجة إلى بنيامين نتنياهو كان حينها يشغل منصب وزير المالية في ذلك الوقت والوزير المسئول عن مكتب القيم على أملاك الغائبين الفلسطينيين بالأمر الفوري بوقف تطبيق قانون أملاك الغائبين على أملاك القدس الشرقية العائدة لهم سكان الضفة الغربية، وهو ما تجاهله نتنياهو حينها وطوال رئاسته مجلس الوزراء الإسرائيلى ماضياً حتى اليوم فى تطبيق هذا القانون المخالف لسلطات الاحتلال المقررة دوليا!. فهل أتى إلى مسامع المسلمين والعرب حديثاً بمثل هذا القانون!».