20 لوحة ترسم «تأملات» فنانة تشكيلية

إحدى لوحاتها
إحدى لوحاتها

■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب

يحمل المعرض الجديد للفنانة التشكيلية هبة حسين عنوان «تأملات»، وهو ليس مجرد اسم للمعرض بل يعد تجسيدًا للوحاتها التى تفصح من خلالها عن مشاعرها فى تجربة ذاتية، ففى ثنايا اللوحات مواجهة بين الحب الكراهية وتعبير عن تناقض الفرح والحزن، والغضب والمغفرة، بما يدعو المتذوق إلى الانغماس فى عواطفها والاندماج فى المشاعر المتنوعة التى تشكِّل جوهر التعبير الإبداعى للإنسان.

معرض «تأملات» المقام حاليًا في جاليري النيل بالقاهرة يستمر حتى منتصف يونيو، وتقدم فيه الفنانة هبة حسين أكثر من 20 عملًا مختلفًا، ليس فقط فى المقاسات، ولكن فى المشاعر؛ فكل خط رسمته فرشاتها فى أعمالها يجسد جزءًا من مشاعرها، داعية المتلقى للانغماس فى هذه الحقيقة غير المفلترة من عواطفها.

والمعرض نتاج خمس سنوات من الإبداع والتجهيز، ويمثل فترة من حياتها الشخصية، عاشت فيها العديد من التغيُّرات والتجارب، بعضها سعيد والآخر حزين، فتجسد الموت والولادة، وتأملات سيمفونية الشوارع، والحرية، والحياة والقيامة، والحزن، والعزلة.

في كل لوحة حالة مزاجية مختلفة، بعضها بألوان غامقة والآخر بدرجات فاتحة، يغلب عليها الأزرق والأحمر والأخضر، واختيار اللون يرجع إلى إحساسها فى تلك اللحظة، ففى أوقات الضيق تسود ألوان الأسود والأزرق والكحلي، وفى الفرح تسود الألوان الزاهية.

◄ اقرأ أيضًا | حكايات| «شهد».. موهبة صغيرة تُبدع في رسم البورتريهات والشخصيات الكرتونية

في إحدى اللوحات، تجسد الفنانة امرأة في مرحلة الحمل، لذا نجد اللون الأحمر سائدًا فى اللوحة، وفى غيرها من الأعمال التى تجسد الأخوة، وفى لوحة أخرى تجسد الحرية، التى تشير إلى فترة العزل التى عاشها العالم خلال جائحة كورونا التى كانت فترة عصيبة عاش فيها الإنسان تجربة الانعزال عن الآخرين، قائلة إنه رغم قسوة تلك الفترة فقد كانت تجربة مفيدة فى أن يعيد الشخص اكتشاف نفسه وأسرته ومحيطه وهواياته والنعم فى حياته التى لم يكن ليراها لولا هذه الجائحة.

واستخدمت هبة حسين في تلك الأعمال الرسم بالزيت، وعبّرت فيها عن مشاعرها بالرسم، سواء الفرح أو الحزن، والطلاق والزواج، والموت والحياة، والحب والمغفرة.

يُشار إلى أن هبة حسين فنانة وطبيبة، وترى أنه لا تعارض بين المجالين، فالفن من وجهة نظرها هو الجانب الناعم في حياة الشخص، يجعله أفضل وأكثر هدوءًا وأكثر قدرة على اتخاذ القرارات والتصرف فى الأزمات فى أى مجال يعمل به، فإن لم يكن الشخص هاويًا لأى من التخصصات الفنية، يجب أن يكون متذوقًا لها، فكل إنسان بدون الفن ستصبح حياته جافة، لذا من المهم الاستمتاع بالفن بكل ألوانه وأنواعه.