استصلاح وزراعة نصف مليون فدان قمح لتحقيق الأمن الغذائى

توشكى.. الحلم الذي أصبح حقيقة| استصلاح وزراعة نصف مليون فدان قمح لتحقيق الأمن الغذائي

صورة موضوعية
صورة موضوعية

مشروعات تنموية عملاقة أقامتها الدولة بجنوب الوادي، حيث يتم استصلاح وزراعة أكثر من 400 ألف فدان بتوشكى، عبر جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، كما انطلق بالمحافظة موسم حصاد القمح بمساحة إجمالية تصل إلى نصف مليون فدان قمح، بعد أن نجحت الدولة بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى تذليل جميع الصعوبات التى كانت تعوق تلك المشروعات عن تحقيق أهدافها، وكذلك توفير جميع المقومات اللازمة لنجاحها، وهو الأمر الذى تطلب القيام بحجم أعمال هائل فى جميع جوانب ومكونات المشروعات للنهوض بها، سواء على الجانب الإنشائى والبنية الأساسية أو الفنى، أو ما يتعلق بتوفير مياه الرى ومصادر الطاقة، وكذلك إنشاء المحاور لربط المشروعات بشبكة الطرق القومية، وتوفير الموارد المالية لكل تلك العناصر لتصبح أراضى زراعية جاهزة للاستغلال الأمثل، والتى يمكن أن تحقق طموحات الشباب فى توفير فرص عمل حقيقية.

◄ محطة رفع عملاقة لخدمة الأراضي المستصلحة

◄ الشركة دخلت موسوعة جينيس العالمية بأكبر مزرعة تمور في العالم

ويعد مشروع توشكى من أهم المشروعات التى يجرى تنفيذها فى القطاع الزراعى، وهو أحد مشروعات الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، ويوجد به أكبر مزرعة تمور فى الشرق الأوسط، من حيث عدد النخيل وأجود أنواع التمور مثل المجدول والبرحى، إلى جانب المساحات المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية، مثل القمح والخضر والموالح والمانجو، وقد أثبتت التجارب أن الإنتاجية فى توشكى عالية وتبشر بالخير.

الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية تأسست 1999 بمنطقة شرق العوينات، وكان الهدف من فكرة المشروع بناء الإنسان واستمرار بقائه عن طريق تعمير الصحراء وأن يمتد اللون الأخضر بين مساحات العمران، وأن ترجع مصر إلى سالف مجدها كأمة زراعية كبرى، وأن تجتاز الصعاب نحو بناء دلتا خضراء فى قلب الصحراء، لكى نحقق الاكتفاء من حاصلات الغذاء، مع تصدير الفائض للخارج، بالإضافة إلى إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة خارج الدلتا وكذلك مناطق صناعية جديدة، وكانت بداية المشروع بمساحة  10000فدان بمزرعة شرق العوينات، والآن وصلت المساحة فى مزرعة شرق العوينات إلى 240000 فدان مزروعة فعلياً، حيث امتد نشاط الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، إلى كلٍ من الفرافرة وتوشكى وعين دالة فى الفرافرة تم تكليف الشركة عام 2015، بزراعة 10000 فدان فى منطقة سهل بركة، وقد قام الرئيس السيسي بزيارة الشركة فى مزرعة الفرافرة مرتين، الأولى كانت بمناسبة الانتهاء من موسم الزراعة فى ديسمبر 2015، والثانية بمناسبة بدء موسم الحصاد فى مايو 2016.

◄ نقطة البداية
بدأ المشروع 1997، حيث كان من المقرر الانتهاء منه فى يناير 2017، وتم تكليف الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية أيضًا فى يناير 2017، بالاستصلاح والزراعة فى توشكى، حيث كانت المساحة المزروعة، 400 فدان تقريبًا، منها 216 فدانًا بالنخيل و172 فدانًا بالعنب، وجار تنفيذ مشروع مزرعة التمور، بإجمالى مساحة 37500 فدان بأفضل أنواع التمور التى تجود فى تلك المنطقة، وعلى أثر ذلك تم دخول الشركة موسوعة جينيس العالمية فى أكبر مزرعة تمور فى العالم، وفى عين دالة تم تكليف الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية فى عام 2018 باستصلاح وزراعة 12500 فدان ويجرى تنفيذ مشروع الجوجوبا على مساحة 6000 فدان على مرحلتين، حيث بدأ تنفيذ المرحلة الأولى على مساحة 3125 فدانا، وفى 2018، قامت الشركة بزراعة 1000 فدان قمح فى منطقة المفارق بتوشكى كتجربة، وأُعيدت التجربة عام 2019 بعد نجاحها إلى أن ثبت نجاح الزراعة بأرض توشكى.

وكذلك تم تكليف الشركة بمشروع تنمية جنوب الوادى، بالمشاركة مع الشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، لتتم أعمال البنية التحتية من شق الترع وشبكات الرى والكهرباء والطرق، بالتعاون مع الشركات الوطنية الأخرى العاملة فى هذه المجالات، وفى يناير 2024 وصلت المساحات المزروعة إلى 400 ألف فدان، بالإضافة إلى أعمال الشركات الاستثمارية الأخرى فى المنطقة وتقدر مساحاتها من 60 إلى 70 ألف فدان.

وأجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، عدة زيارات إلى الشركة فى توشكى والعوينات، الأولى كانت زيارة تفقدية لمشروع التمور بتوشكى مارس  2019، والثانية لافتتاح المرحلة الأولى لتوشكى ديسمبر 2021، والثالثة بمناسبة بدء موسم الحصاد فى توشكى أبريل 2022، أما الرابعة فكانت مع بدء موسم الحصاد فى العوينات مايو 2023.

وقد كانت شهادة من الرئيس السيسى، عن القوات المُسلحة والأبطال فى توشكى، حيث قال موجهًا حديثه إليهم: «توشكى التى توقف فيها العمل قبل ذلك، لم يكن ذلك لعيب فى اختيار موقع المشروع، ولا لعيب فى التخطيط، لكن كان لعدم القدرة على التنفيذ وقتها»، ومازال رجال الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، يعتزون بشهادة الرئيس السيسى، وفى توشكى قال الرئيس للعاملين هناك: «لو كنت مكانكم فسأكون أسعد إنسان فى الدنيا، لأنكم تبنون من أجل بلدكم».

وقد تمكنت الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، من زراعة نصف مليون فدان قمحًا فى كل من توشكى: 310 آلاف فدان، وشرق العوينات: 156 ألف فدان، والفرافرة: 4725 فدانًا، وعين دالة: 4384 فدانًا، إضافة للزراعات التحميلية الأخرى، والكثير من المجالات الزراعية المختلفة والزراعات الاستراتيجية «قمح - ذرة» وكذلك الزراعات الاقتصادية «فول سودانى ــ بطاطس ــ نباتات طبية وعطرية» إضافة إلى صوب للخضراوات.

وتعد مزارع الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، مهيأة للتصنيع الزراعى على الكثير من الزراعات لتمد بمحاصيلها، مصانع السكر ومصانع التمور وحليج الأقطان والمصانع الخاصة بالأعشاب الطبية والعطرية وتجفيف الخضار والفاكهة وأيضاً التجميد وصناعات الكتان وصناعات التين الشوكى والأعلاف، بالإضافة إلى الصناعات الأخرى، خصوصاً مع توافر البنية التحتية، كما تضم العديد من الأنشطة التكميلية الأخرى ومنها تربية الأغنام والماعز.

◄ اقرأ أيضًا | محمد نشأت العمده: افتتاح الرئيس لمشاريع جنوب الوادي يضيف للتنمية الشاملة

◄ التصنيع الزراعي
وفى العوينات، بدأ التصنيع الزراعى بإنشاء مصنع البطاطس بطاقة إنتاج 10 أطنان بطاطس نصف مقلية لكل ساعة، وكذلك 2 طن بطاطس مهروسة لكل ساعة، مع إنشاء ثلاجة تقاوى بطاطس بقدرة تخزين 64 ألف طن، وفى توشكى يجرى الآن إنشاء ثلاجة تمور بطاقة 30 ألف طن، كما أن هناك مصنعًا آخر لألواح خشب «MDF - HDF» المُشتق من جريد النخيل بطاقة 400 م3 فى اليوم، وتم توقيع بروتوكول تعاون بين الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية ومركز البحوث الزراعية الممثل بـ٤ مراكز بحثية وهى مركز بحوث وقاية النباتات، ومعهد بحوث أمراض النباتات، ومعهد بحوث البساتين، والمعمل المركزى لبحوث النخيل، وفى إطار التعاون يتم تنظيم زيارة أسبوعية من المعاهد المتخصصة للتعرف على المشاكل التى تجابه النخيل والعمل على إيجاد الحلول، بحيث يتم تقديم مادة علمية للمهندسين القائمين على العمل لمعرفتهم بالأمراض النباتية أو التعرف على الآفات الحشرية للنخيل.

◄ الليمون البنزهير
الليمون المزروع هو صنف من أصناف الليمون الشهيرة يطلق عليه «بنزهير» تمت زراعته منذ ٥ أعوام على مساحة ١١٠ أفدنة بما يقرب من ٧ آلاف شجرة بدأت فى الإثمار العام الماضى ومن المنتظر إنتاج من ٨٠ إلى ٩٠ طنا هذا العام، كما يذكر أن مزرعة العنب مكونة من ٦ أصناف على مساحة ٢٠٠ فدان، بحيث تم إنتاج من ٦ إلى ٧ أطنان فى الفدان الواحد والزراعة ملائمة جدا لظروف إنتاج العنب، مما يسرع فى عملية الإنتاج، كما أن عملية تسويق المنتج تتم تمهيدا للاستهلاك المحلى بعد عملية الإنتاج، ولأول مرة يتم زراعة أصناف أجنبية من المانجو أبرزها «شيلى» وتمت زراعته على مساحة ٣٢ فدانا ووزن الثمرة من هذا النوع يصل إلى٤٠٠ جم، بما يعد نقطة انطلاق للتوسع فى إنتاج المحاصيل المُتنوعة ذات الغزارة الإنتاجية، إضافة إلى أن كل فدان يحتوى على ٥٢٥ شجرة، حيث يصل عمر الشجرة لـ٤٠ سنة، وتبدأ فى الإثمار من السنة الثالثة لزراعتها.

تم إنشاء محطات المياه فى المشروع من خلال تجهيز البنية التحتية لإيصال المياه إلى ١٠٠ ألف فدان، وهناك مجموعة من الشركات الوطنية تعمل فى المشروع وعددها ١١ شركة، ويتم التنسيق مع وزارات الرى والزراعة والنقل وكان من أبرز معوقات العمل فى المشروع ارتفاع سطح المنطقة، ولكن تم التغلب على ذلك عن طريق إنشاء ٥ محطات رفع مياه، كل هذا، والعمل يجرى على قدم وساق على مدار اليوم من خلال ورديات فى ظل صعوبات الطقس دون كلل أو ملل وبكل حب لإنجاز الهدف القومى للدولة.

 

◄ محطة الرفع
وعن محطة الرفع العملاقة للمشروع التى تنفذها إحدى الشركات الهندسية الكبرى، فإن نطاق عمل الشركة لخدمة ٢٣ ألف فدان يغذيها ٢٢٢ جهازا محوريا ومن المتوقع أن يصلوا إلى ٤٠ ألف فدان بعد توصيل الوصلات لرى المتخللات، كما أن محطة الرى تعمل على رفع المياه للخطوط الفرعية «مسقى» لأن الشركة لها ١٠ مآخذ مائية، تتم تغذيتها من خلال ٢٠ محطة فرعية بإجمالى ٨٧ طلمبة بقدرة ضخ ٢٥ ألف لتر/ث، تغذيها خطوط تحت أرضية تمتد إلى ٢٣٦ كيلومترا لعدد ٢٠ خطا، وتقوم محطة الرفع الرئيسية رقم ١، برفع ٤٫٢ مليون م3، وتحتوى على ١٢ طلمبة بقدرة ٢١٥٠ كيلووات تعمل على جهد ١١ كيلوفولت، كما يضم المشروع ٥ محطات فرعية و٣ خطوط شبكات رى وقدرات مضخاتها تغذى ٨٠ جهاز رش محوريا وتغطى مساحات ٨ آلاف فدان ووصلت نسبة التنفيذ فيها لـ٩٥٪.