يوميات الاخبار

السفاح الأكبر

عاطف زيدان
عاطف زيدان

"ما يحز فى النفس، أنه ماضٍ فى طريقه الإجرامى، والعالم كله، بمؤسساته الرسمية، ومنظمات المجتمع المدنى، عاجز عن صده" 

لاشك أن أكثر ما ينغص علينا حياتنا حاليا، هو ما تتعرض له غزة الأبية، من عدوان بشع، وإبادة جماعية منظمة. وسط فرجة العالم وعجزه، وحماية الفيتو الأمريكى. ليسطر التاريخ قصة أبشع جريمة إبادة، وجرائم أكبر سفاك دماء عرفته البشرية.

فقد تجاوز بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، فى جرائم الحرب والإبادة الجماعية البشعة، ضد الشعب الفلسطينى كل الحدود. وتفوق فى مذابحه ووحشيته على سابقيه من قادة الكيان الصهيونى المجرمين، أمثال بن جوريون مؤسس الكيان الصهيونى، ومناحم بيجين زعيم مذبحة دير ياسين وشارون قائد مذبحة صبرا وشاتيلا وغيرهم الكثير.

فقد ارتكب نتنياهو عشرات المذابح فى الحروب الأربع التى شنها على قطاع غزة، خاصة الحرب الوحشية الحالية، التى دمر فيها كل المبانى والبنى التحتية، وقتل أكثر من ٣٥ ألفا من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، وجرح وأصاب ما يقرب من ٨٠ ألفا، وشرد كل سكان القطاع. ولم تسلم مبانى منظمة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، من جرائمه.

حيث تم قصف مدارسها ومقارها بمن فيها، بالقنابل الفتاكة والصواريخ الذكية والغبية، وطالت صواريخه أمريكية الصنع، كل المستشفيات. ومنع بشكل يتنافى مع كل القيم الأخلاقية والأعراف والقانون الدولى الإنسانى الطعام والماء والدواء عن أهالى القطاع. وفرض حصارا محكما، حتى ينفذ ما يشبع نفسه المريضة الشريرة، فى القتل والتمثيل بالجثث، وسط فرجة قادة العالم، الذين يصدعوننا ليل نهار، على مدى عقود، بالحديث عن حقوق الإنسان، وهو منها براء.

فاق نتنياهو فى جرائمه، الزعيم النازى أدولف هتلر.

ما يحز فى النفس، أنه ماضٍ فى طريقه الإجرامى والمتوحش، والعالم كله، بمؤسساته الرسمية، ومنظمات المجتمع المدنى، عاجزة عن صده ووقفه عن المضى فى جرائمه.

وما يزيد مرارة النفس، أنه لم تبادر أى منظمة حقوقية، باتخاذ إجراءات لمحاكمته عن جرائمه، أمام المحاكم الدولية. لكننى على يقين أنه لن يفلت بجرائمه دون عقاب.

 لقد نفد صبر سكان العالم من جرائم الكيان الصهيونى، وليس أدل على ذلك من الاعتصامات والمظاهرات فى جامعات أمريكا وأوروبا. بل إن الأمر وصل إلى داخل إسرائيل ذاتها، فقد عبر رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق عن ضجره من نتنياهو وعصابته المتطرفة وقال فى مقابلة مع قناة TRT التركية: «نتنياهو كارثة وطنية فى تاريخ إسرائيل». الحساب آتٍ، ولو بعد حين. فقد سبق أن أعلن الرئيس الكولومبى جوستافو بيترو، أن بلاده تتخذ إجراءات اتهام نتنياهو بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين أمام المحكمة الجنائية الدولية.

كما كانت جنوب إفريقيا سبّاقة، حيث طلبت من محكمة العدل الدولية رسميًا، إدانة إسرائيل بأعمال إبادة وجرائم حرب فى قطاع غزة. وأعلنت مصر انضمامها إلى جنوب أفريقيا فى دعواها أمام محكمة العدل الدولية.

قد يقلل البعض من أهمية اللجوء للمحاكم الدولية، فى ظل سيطرة دول الغرب، وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية، على مؤسسات النظام العالمى الحالى. لكننى أرى ضرورة استخدام كل أوراق الردع المتاحة لوقف جرائم الإبادة الجماعية فى غزة بقيادة السفاح نتنياهو، حتى لو كانت فاعليتها محدودة. فبعض الشيء أفضل من لا شيء.

ولعل تحركات دول فى أمريكا اللاتينية وأفريقيا، تتبعها تحركات إيجابية أخرى فى باقى بقاع العالم. وقد اعترفت دول اوروبية مثل أسبانيا وإيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية.

كما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا قرارا يدعم طلب فلسطين للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، ويوصى مجلس الأمن بإعادة النظر فى الطلب بشكل إيجابى. ويمنح القرار فلسطين حقوقا وامتيازات إضافية تتعلق بمشاركتها بالأمم المتحدة.

الدولة الفلسطينية المستقلة قادمة لا محالة، لكن يجب ألا يفلت نتنياهو وعصابته المتطرفة من العقاب على جرائمهم بحق الفلسطينيين والإنسانية كلها.

مليون جنيه لكل موظف!

الثلاثاء:

فى حياة كل منا، شخصيات لا تنسى. من بينهم بالنسبة لى، د.محمود محمد على مؤسس مصلحة الضرائب على المبيعات. وأول رئيس لمصلحة الضرائب المصرية، بعد دمج مصلحتى الضرائب العامة وضرائب المبيعات.

أسس الرجل مصلحة الضرائب على المبيعات - القيمة المضافة حاليا - مطلع تسعينيات القرن الماضى، وفق أحدث نظم الإدارة الضريبية فى العالم.

مبانٍ حديثة مكيفة، أثاث فاخر. اختار الموظفين بنفسه، فردا فردا. وأنشأ مركزا متطورا للتدريب، يحاضر فيه أساتذة جامعيون وخبراء ضرائب مشهود بكفاءتهم. وكان يخيل لكل من يدخل مبنى المصلحة فى عمارات العبور بمدينة نصر، أنه فى مبنى مؤسسة أوروبية.

موظفون بالزى الرسمى، تعلو وجوههم الابتسامة، مما يعطى انطباعا عما يتمتعون به من رضا وظيفى، ينعكس على إنجازهم لأعمالهم وحسن تعاملهم مع الممولين.

وهيكل وظيفى يضمن تطور العمل وزيادة معدلات الإنجاز وتحقيق العدالة بين الجميع. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما أسس صندوقا للرعاية الاجتماعية للعاملين، يضمن مكافأة نهاية خدمة لكل موظف عند بلوغ سن التقاعد تصل مليون جنيه.

كما نجح الصندوق فى امتلاك أصول عقارية من قرى سياحية وعمارات وشاليهات تقدر بالمليارات حاليا. أما على مستوى الإنجاز المهنى، فقد نجحت المصلحة الجديدة فى تحقيق زيادة كبيرة فى الإيرادات الضريبية وأصبح نصيب إيرادات ضرائب القيمة المضافة أو المبيعات سابقا ما يقارب ٦٠٠ مليار جنيه سنويا من الإيرادات الضريبية بعد أن كانت بضع مليارات عند بدء تطبيق ضريبة المبيعات مطلع تسعينيات القرن الماضى، ما يعكس صدق ودقة رؤية د.محمود محمد على عند تأسيس المصلحة.

لقد قدم هذا الرجل على مدى تاريخه المهنى عطاء وإنجازات وطنية، ستظل تثمر خيرا للمصريين جميعا. وأتمنى مخلصا من د.محمد معيط وزير المالية الحالى تنظيم احتفال لتكريم هذا الرجل ورفاقه من مؤسسى مصلحة الضرائب على القيمة المضافة، المبيعات سابقا، ليكون حافزا لتلاميذه على العمل والعطاء، من أجل مصر الحبيبة.

دوخة الـ «ATM» !
الأربعاء:

لا أتآلف بسهولة مع الميكنة الحديثة، وأتعامل بحذر شديد مع ماكينات الـ «ATM»، لعدم ثقتى فيها. رغم أنها لم تخدعنى أبدا. لكنها للأسف أكدت ظنونى وأثبتت أنها غير جديرة بالثقة.

فقد طلبت زوجتى منى يوم ١٤ ديسمبر الماضى، مبلغا ماليا لشراء بعض الأشياء من أحد محلات دار الدفاع الجوى. ونظرا لأن المبلغ المطلوب لا يتوافر كاملا فى جيبى، أعطيتها بطاقتى البنكية التابعة لبنك القاهرة، لسحبه من ماكينة الصراف الآلى ATM.

وبالفعل بدأت رسائل البنك تصلنى على الهاتف، تم سحب ٤٠٠٠ جنيه من ماكينة بنك مصر، تم سحب ٢٠٠٠ جنيه من نفس الماكينة، تم سحب ٢٠٠٠ جنيه من ماكينة البنك الأهلى المصرى. اتصلت بالمدام لأستفسر عن سبب تغيير ماكينة الصرف، وعلمت منها أن الماكينة الخاصة ببنك مصر عطلت أثناء طلب صرف ٢٠٠٠ جنيه، فاضطرت إلى سحب المبلغ من ماكينة البنك الأهلى. أخبرتها أن رسائل بنك القاهرة أكدت سحب المبلغ، فنفت ذلك.

اتصلت بالخدمة الصوتية لبنك القاهرة وحكيت ما جرى، فطلب منى الموظف المختص تقديم طلب اعتراض بالفرع التابع له حسابى. وبالفعل قدمت الطلب يوم ١٨ ديسمبر الماضى، ولم تتم إعادة المبلغ إلى حسابى حتى الآن. وعندما استفسر عن طريق الخدمة الصوتية، يكون الرد، اسأل خدمة العملاء فى الفرع. وإذا استفسرت من خدمة العملاء تقول لى الموظفة: اكتب طلب اعتراض تانى! ومازلت فى هذه الدوخة حتى تاريخه، أقول إيه ؟! …..

روتينى اليومى !

الخميس:

أعتقد أن ظهور السوشيال ميديا فى حياتنا، أشد خطرا من ظهور أى وباء، بل لا أبالغ إذا قلت إنه يعادل فى آثاره المدمرة للمجتمعات، ما أحدثته القنبلة الذرية فى مدينتى هيروشيما ونجازاكى اليابانيتين. فقد أصبحنا نشاهد عرض فيديوهات لنساء يعرضن أجسادهن علانية، بعنوان «روتينى اليومى»، وأخريات يقدمن أنفسهن على أنهن طبيبات، يتحدثن بشكل فج عن تفاصيل العلاقة الحميمة، ويقدمن نصائح صادمة للنساء لا تخالف العقل والمنطق والفطرة فقط وإنما تخالف الشرع والدين. واستحى حتى مجرد الإشارة إلى أمثلة من تلك النصائح، التى أكتفى بالقول إنها تشجع على الممارسات الشاذة وتحث على إمتاع الذات يدويا، بعيدا عن الزواج، الذى يعد أساسا لإقامة مجتمع طبيعى سوى.

إننى إذا أحيى جهود مباحث الإنترنت ومبادرات المحامين الشرفاء، ضد فجار السوشيال ميديا، واقتيادهم إلى النيابة العامة ومحاكمتهم وتوقيع العقوبات عليهم من قبل القضاء العادل. أطالب أولياء الأمور بمراقبة أبنائهم وبناتهم، وعدم تركهم نهبا لإغراءات السوشيال ميديا وما تحققه من أموال وفقا للمشاهدات، حتى لا تفاجأ بابنك أو ابنتك، وقد وقعت فى براثن السوشيال، دون أن تدرى.