عودة بحيرة تولاري.. إحياء بعد 130 عامًا من الاختفاء

بحيرة تولاري
بحيرة تولاري

كانت بحيرة تولاري، الواقعة في وادي سان جواكين بولاية كاليفورنيا، قد اختفت تماماً بسبب استزاف مياهها لإنشاء أراضٍ زراعية صالحة للزراعة، وقد أثار هذا الاختفاء جدلاً كبيرًا، حيث كانت البحيرة تُعد من أكبر مسطحات المياه العذبة في الولايات المتحدة.

في أواخر القرن التاسع عشر، امتدت بحيرة تولاري لمسافة تزيد عن 100 ميل بعرض 30 ميل، مما جعلها أكبر مسطح للمياه العذبة غرب نهر المسيسيبي. في ذلك الوقت، كانت البحيرة تحتوي على كميات هائلة من المياه، حيث كانت السفن البخارية تستخدم لنقل الإمدادات الزراعية عبرها من بيكرسفيلد إلى فريسنو وحتى سان فرانسيسكو.

اقرأ ايضا|عواقب تعرض الأطفال للتسمم بالمعادن الثقيلة

بدأت البحيرة تختفي تدريجيًا في أواخر خمسينيات وأوائل ستينيات القرن التاسع عشر بسبب عمليات الاستصلاح، والتي تضمنت تجفيف الأراضي المغمورة لتحويلها إلى أراضٍ زراعية صالحة للزراعة. هذه العملية جاءت نتيجة لرغبة ولاية كاليفورنيا في الاستيلاء على الأراضي الأصلية وتحويلها إلى ملكية خاصة. بحلول عام 1890، اختفت البحيرة بالكامل بعد استنزاف مياهها لري الأراضي القاحلة المحيطة بها.

 تأثيرات عودة البحيرة

بعد مرور أكثر من قرن على اختفائها، عادت بحيرة تولاري إلى الظهور، مما أتاح فرصة جديدة للحياة البرية المحلية للاستفادة من هذه البيئة المتجددة. الطيور بجميع أنواعها، بما في ذلك البجع والصقور والطيور المائية، بدأت تعود إلى المنطقة. كما شوهدت طيور البوم، التي كانت مصنفة بأنها معرضة للخطر، حول شواطئ البحيرة الجديدة.

عودة البحيرة تعد حدثًا بيئيًا بارزًا يعيد إلى الأذهان أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية والتوازن البيئي. 

تشكل عودة بحيرة تولاري بعد 130 عامًا من الاختفاء قصة مثيرة للإعجاب عن تجدد الطبيعة وإمكانات التعافي البيئي. يعكس هذا الحدث ضرورة تبني سياسات مستدامة تحافظ على الموارد الطبيعية وتدعم التنوع البيولوجي، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.