«سجن إنفرادي» قصة قصيرة للكاتب صابر قدح

صابر قدح
صابر قدح

‏كالصقر يبدو في كل ملامحه. شاربه الكث ‏المتوقد. نظراته الحادة. صلابة جأشه وسرعة تحركاته. شعلة تجذبك وتلفظك في سرعة.

أسلم عقله برهة. أزهق روحًا بريئة إلى بارئها. تدثر بقوة محرضيه. بعض الوقت لا يخرج. لا يسافر.  لا يتعرض لمن يقوم بمساءلته أبرز هويتك الشخصية. عاش متكأً على بعض الطين وثراء عائلته.

   ‏هرب بعض الوقت..  فسرقه الوقت.

   ‏ورأيته يجر قدميه جرًا يحمل نفس الملامح القوية لكنها متجمدة تحت أهداب متدلية تروى أحداث أربعين عامًا في سجنه الذي دخله مختارا... مستمتعا برفقة لفافة التبغ

   ‏ كان هو السجين والسجان والسجن ذاته.

   ‏لم يلذ بحضن امرأة تبيض له امتداداً.

   ‏ولسانه لا يقوى على إلقاء التحية أوردّها.