الباويطى.. عين المفتلة.. وادي المومياوت الذهبية| تعرف على آثار الواحات

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تقع الواحات البحرية في الصحراء الغربية 420 كم من القاهرة وتتكون من واحات القصر ومنديشة والباويطى والحيز وتتبع محافظة الجيزة وعاصمتها هي مدينة الباويطى، تتمتع منطقة الواحات البحرية بوجود العديد من الآثار المصرية القديمة.

ويشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار إلى أن مدينة الباويطى تضم مقبرة أمنحتب حوى حاكم الواحات البحرية الأسرة الثامنة عشر من أقدم مقابر الواحات البحرية وهى محفورة فى الصخر ومقبرتان من أهم مقابر الأسرة السادسة والعشرين وهما مقبرتا جد آمون إيوف عنخ وابنه باننتيو، علاوة على مقابر الشيخ سوبى الذى اكتشفها الدكتور أحمد فخرى في النصف الأول من القرن العشرين منها أربعة من تلك المقابر موثقة ومؤرخة بواسطة الدكتور أحمد فخرى في كتبه .

وينوه الدكتور ريحان إلى أن الواحات تضم أيضًا مقاصير عين المفتلة وعددها أربعة وتعود إلى عصر الأسرة السادسة والعشرين الصاوية وأشرف على بنائها شبن خونسو ثم أكملها حاكم الواحات البحرية جد خونسو إيوف عنخ في عهد الملك أحمس الثانى (أمازيس). 

وتقع بالقرب من قرية القصر القريبة من الباويطى وسبب التسمية بعين المفتلة لقربها من عين مياه بهذا الاسم وبنيت المقاصير من كتل من الحجر الرملى
وتشتهر الواحات بوادى المومياوات الذهبية وارتبط اكتشافها بحمار الشيخ عبد الموجود حارس معبد الإسكندر الأكبر الذى غاصت قدمه في حفرة فهبط الشيخ عبد الموجود من على حماره ليلمح بريق فى الظلام فأسرع إلى مدير آثار الواحات البحرية وكانت البداية  قناع ذهبى يغطى وجه مومياء فأطلق عليه وادى المومياوات الذهبية تبعتها الحفائر العلمية للدكتور زاهى حواس التى كشفت عن عددًا هائلًا من المومياوات الذهبية وكشف عن 250 مومياء تعود إلى العصر الرومانى. 

وتشير الدكتورة فاطمة عبد الرسول المتخصصة فى الآثار المصرية القديمة إلى أن الواحات تتميز بعدة مقومات سياحية منها الأثرية والثقافية والسفارى والبيئية والعلاجية وأشهرها معبد التنبؤات المعروف بـ معبد وحي آمون أو معبد الوحي الذى يقع في واحة سيوة ويعد من أشهر المعابد حيث أنه يرتبط بتنبؤات الإله آمون وزيارة الاسكندر الأكبر ورواية اختفاء جيش قمبيز وعلى جدرانه تصوير للإسكندر الأكبر يقدم القرابين للإله آمون، ومعبد الإله بس أحد الآلهة المنزلية الحامية وإله المرح ومقابر يوسف سليم والحيز ومقبرة "باننتيوم" المنحوتة في الصخر من الأسرة 26 المقبرة وتضم مناظر مشهد التحنيط لـ"بنيوتى" ومشهد رحلة القمر ورحلة الشمس ومدخل حجرة الدفن التى تتم فيها محاكمة المتوفى.

وتضيف الدكتورة فاطمة عبد الرسول أن الواحات البحرية تتميز بالسياحة البيئية وسياحة السفارى أغلى السياحات فى العالم وتضم الصحراء البيضاء بما فيها منحوتات طبيعية من تشكيلات فريدة من الحجر الجيري الأبيض تتخيلها كيفما تشاء فطر عيش الغراب أو أمواج البحر ومناظر الشروق والغروب الخلاّبة فهى بمثابة متحف طبيعى للفن والعمارة الطبيعية، والصحراء السوداء وبها جبل البانوراما التى تكشف قمته بانوراما الصحراء بجمالياتها وتشكيلاتها الساحرة وتعد الواحات البحرية من أكثر المناطق المليئة بالعيون الطبيعية بعذوبة مياهها التى تعد مصدر الحياة للإنسان والحيوان والنبات بالواحة علاوة على العيون الكبريتية التى تتجاوز 200 عين كمحطات استشفائية من أمراض العظام والأمراض الجلدية. 

ويعد جبل المرصوص من المزارات الهامة بالواحة وهو ناتج حمم بركانية من ملايين السنين وجبل الإنجليز وأطلق عليه هذا الاسم لاستغلال الإنجليز قلعة آثارية تعود لعصور مصر القديمة على قمته كحصن حربى وتتعدد وسائل الصعود إلى الجبل راجلين وبالجمال والسيارات والتسلق للمغامرين، وتوجد بالواحة منطقة البحيرة وهى بحيرة طبيعية شكلتها مياه الزراعات حولها وهى مزار سياحى هام يضم قعدة بدوية وتفاعل مع مجتمع الواحة علاوة على مهرجان التمور السنوى مصدر الجذب للسياحة المحلية والإقليمية خاصة بعد تسجيل النخلة ضمن التراث الثقافى اللامادى المشترك بين 14 دولة هى مصر والإمارات والسعودية والبحرين والعراق والأردن والكويت وسلطنة عمان وفلسطين واليمن وتونس والمغرب وموريتانيا والسودان ويمكن لكل هذه الدول أن تشارك فى مؤتمر إقليمى للتمور فى الواحات البحرية. 

اقرأ أيضا: أصل الحكاية | مدينة « الباويطي».. جوهرة واحة الخارجة في قلب الصحراء المصرية

ويقترح الدكتور ريحان تعزيز المقومات السياحية بالواحات البحرية بعمل تيلفريك فى المواقع الجبلية وصوت وضوء يحكى قصة الحضارة بالواحة وما تتمتع به من مقومات سياحية وإنشاء متحف للآثار يضم المقتنيات الهامة المستخرجة من الواحة وتسليط الضوء على الواحة إعلاميًا فهى بعيدة عن فكر الإعلام وأن تقوم وزارة السياحة والآثار بأعمال ترميم وتطوير وحسن توظيف لآثارها الهامة وتقوم المحليات بتطوير البنية الأساسية بها وتمهيد الطرق للمواقع الأثرية وتأمينها وتزويدها بالخدمات وإنشاء مراكز للمعلومات وشركات مخصصة لسياحة السفارى بالمنطقة  ووضع الواحة على خارطة السياحة وحسن التسويق لها باعتبارها من المواقع الفريدة فى مصر.