مشوار

.. وتراثنا الموسيقى أيضا

خالد رزق
خالد رزق

فى التسعينيات من القرن الماضى بدأت وزارة الثقافة المصرية مشروعا طموحا لترميم نيجاتيف الأفلام المصرية القديمة وذلك ضمن خطة استهدفت الحفاظ على التراث السينمائى المصرى وهو بالمناسبة لمن لا يعلم قيمته بين الأقدم والأثرى فى تاريخ السينما العالمية، ومؤسف أن شركات غير مصرية استحوذت فى ظروف انفلاتية أعقبت انطلاق ثورة القنوات الفضائية العربية فى ذلك العقد نفسه على جانب منه بحثى صارت تعود له حقوق الملكية الكاملة.


مؤخرًا تبنت وزارة الثقافة مجددًا مشروع ترميم ورقمنة الأفلام المصرية من خلال الشركة القابضة للاستثمار الثقافى ومدينة الإنتاج الإعلامى تستهدف ترميم نيجاتيف وأرشفة رقمية غير قابلة للتلف بتقنيات الفيديو الأحدث لنحو 300 فيلم يتم اختيارها وفق أولويات محددة تراعى القيمة الفنية والتاريخية للأعمال السينمائية المنتقاة من خلال لجنة خاصة يشرف على عملها الفنان حسين فهمى، و هى خطوة مهمة ومقدرة من جانب الوزارة.
خطوات الدولة السابقة والمعاصرة للحفاظ على التراث السينمائى من التلف والفقد.


الجهود التى أطلقتها وزارة الثقافة للحفاظ على التراث السينمائى وتطوير تقنيات عرضه تشجعنى على أن أطلب من الأكاديمية الرفيعة وزيرة الثقافة د.نيفين الكيلانى تبنى مشروع من خلال دار الأوبرا المصرية لإحياء تراثنا الموسيقى العظيم المتجسد فى أعمال كبار ملحنينا بداية من مؤسس المدرسة الموسيقية المصرية الحديثة سيد درويش مرورًا بالعظيم محمد عبد الوهاب والسنباطى والموجى والطويل وبليغ حمدى وغيرهم من موسيقيينا العظام من خلال توزيع أعمالهم أوركستراليًا وتسجيلها وحفظ نسخ مرقمنة عنها، وإتاحتها للمشاهدة والاستماع عبر شبكة الانترنت.  


وأتصور أن مشروع كهذا و أراه فى صلب دور الوزارة سيحقق ما هو أكثر من الحفاظ على التراث الفنى، وسيضيف إلى الدور التنويرى للوزارة، وليس أهم من السمو والارتقاء بالذائقة الفنية للمصريين ونشر ألوان ثقافتهم عالميًا، فالموسيقى لغة كونية.