نحن والعالم

تساقط الادعاءات

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

يوماً بعد يوم تتساقط المزاعم التى استخدمتها إسرائيل لحشد الدعم الدولى لحربها على غزة، حيث كانت البداية مع عدد الذين قالت تل أبيب انهم قتلوا فى «طوفان الأقصى» والذى اتضح لاحقاً ان عددًا منهم مات بنيران طائرات إسرائيلية كانت تطارد مقاتلى حماس. بعدها جاءت الأكذوبة الكبرى التى روجتها اسرائيل للعالم حول قطع حماس لعشرات من رؤوس الأطفال الرضع وحرق جثثهم، والتى فنّدتها صحيفة «هآرتس» العبرية مؤكدةً أن الرواية «غير صحيحة ولا أساس لها فى الواقع». بعدها جاءت ادعاءات تورط موظفى وكالة «الأونروا» فى الهجوم والذى على أثره قامت بعض الدول بقطع مساهماتها عن الوكالة وشل قدرتها عن تقديم خدماتها لمنكوبى غزة.

وقد فنّد تقرير لجنة تابعة للأمم المتحدة هذه المزاعم، مؤكداً أن إسرائيل لم تقدم أدلة على ادعاءاتها وان الوكالة اكثر حيادية من مؤسسات الأمم المتحدة المماثلة الأخرى.اما آخر المزاعم والتى تم تفنيدها منذ أيام فكانت العنف الجنسى الذى اتهمت اسرائيل حماس بارتكابه ضد إسرائيليات فى هجوم 7 أكتوبر، والذى دحضته وكالة «أسوشيتد برس» الامريكية عندما قالت إن التحقيقات كشفت ان رواية شخص يُدعى حاييم أوتمازجين عن مراهقة وجدت مقتولة وسروالها مسحوب لأسفل كدليل على الاعتداء، سببه سحب مجموعة من الجنود الإسرائيليين جثة الفتاة.

كذلك ما ذكره شخص يدعى يوسى لانداو عن رؤيته لجثة امرأة حامل وجنينها مقتول ومتعلق بالحبل السرى المنتزع من جسدها واتضح انه جثة امرأة سمينة بجانبها قطعة متفحمة غير معروفة مربوطة بكابل كهربائى. مزاعم العنف الجنسى فندتها ايضاً صحيفة «نيويورك تايمز» مارس الماضى عندما نشرت صوراً تظهر جثث ضحايا بكامل ملابسهم ادعى مسعف إسرائيلى سابقاً بأن فتاتين منهم كانتا بملابس غير كاملة وعليهما علامات عنف جنسى.

انفضاح هذه الادعاءات الإسرائيلية يهدم الثقة الدولية فى مصداقيتها ويجردها من جزء كبير من المشروعية التى تحاول أن تضفيها على حربها.وما نتمناه ان يزيد ذلك من تآكل الدعم الغربى لها والآخذ فى التناقص بالفعل بسبب توحش عملياتها العسكرية بغزة واستمرارها دون أفق سياسى.