في ختام دورته الـ 77 مهرجان «كان» ما بين الفن والسياسة 

مهرجان كان السينمائي
مهرجان كان السينمائي

يختتم مهرجان كان السينمائي الدولي، الحدث السينمائي الأضخم في العالم، فعالياته غدا بحضور نخبة من كبار المخرجين ونجوم العالم وسط احتفاء بتكريم النجمة الأمريكية ميريل ستريب بالسعفة الذهبية هذا العام، وعرض المهرجان مجموعة متنوعة من الأفلام بعضها لكبار المخرجين وبعضها فرص لصناع أفلام يقدمون أعمالهم لأول مرة. 

هذا العام تواجه لجنة تحكيم مهرجان كان، برئاسة جريتا جروينج وبعضوية اللبنانية نادين لبكي، مهمة صعبة حيث يتنافس في هذه الدورة 22 فيلما لمخرجين كبار، أبرزهم فرانسيس فورد كوبولا الذي يعود بفيلمه الضخم المثير للجدل "ميجالوبوليس" وبول شريدر  بفيلمه "اوه كندا" وديفيد كروننبرج بفيلم" الأكفان" ويورجوس لانثيموس بفيلمه "أنواع اللطف" بالاضافة إلى ندريا أرنولد وشون بيكر، وعلي عباسي، وجيا زانجكي، وكريم عينوز، وباولو سورينتينو،  وانضم لهم الإيراني  محمد رسولوف بفيلم "بذرة التين المقدس"، ومن المتوقع أن يحضر العرض العالمي الأول  للفيلم بالمهرجان بعدما فر من أيران منذ أيام  بعد صدور حكم ضده بالسجن والجلد ٨ سنوات.

خارج المنافسة نجد جورج ميلر، وكيفن كوستنر، وليوس كاراكس، وغيرهم ممن يعرضون أفلامًا جديدة، كما يضم قسم  نظرة ما أول مشاركة للمملكة العربية السعودية بفيلم نورة بينما يتنافس صناع الأفلام  في أقسام أسبوع النقاد، ونصف شهر المخرجين بأعمالًا  تبحث عن فرص حقيقية.

هذا العام بشكل خاص يحاول المهرجان إخراج نفسه من دائرة السياسة التي دائما ما يتهم بانحيازه لها واختيار إداره المهرجان لأفلام بعينها بسبب التوجهات السياسية على حساب القيمة الفنية للعمل، حيث اعلن مدير المهرجان تيري فريمو، في المؤتمر الصحفي الذي عقد ليلة الافتتاح: "هذ العام قررنا أن يتركز اهتمامنا الرئيسي على السينما، بعيداً عن أي جدل سياسي".

جاءت كلمة فيرمو لتكون في حد ذاتها انحياز واضح وتجاهل لما يدور في قطاع غزة وقتل وتشريد آلاف الأطفال والأسر، على عكس موقف المهرجان الداعم لأوكرانيا والذي وصل لعرض كلمة لرئيس أوكرانيا أثناء الحرب الروسية. 


وجاءت حركة Me Too الشهيرة  التي كانت حاضرة في الافتتاح إذ أشارت مقدمة الحفل كامي كوتان إلى التغيرات التي أحدثتها الحركة في الوسط السينمائي قائلة: "الاجتماعات المهنية الليلية في غرف الفنادق مع الرجال ذوي النفوذ لم تعد جزءاً من عادات مهرجان كان"، لتحل محل الأزمات السياسية والإنسانية التي يشهدها العالم. ويعرض المهرجان، وسط احتفاء خاص، فيلماً قصيراً للممثلة جوديت جودريش بعنوان Me Too، والذي يسلط الضوء على ضحايا الاعتداء الجنسي، ليجد المهرجان لنفسة قضية بعيدا عن السياسة تكون محور النقاش والجدل.


لكن هذا التعنت من قبل المهرجان لم يمنع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي من إطلاق مبادرة بعنوان "من المسافة صفر" حيث عرض أفلام وعقد مناقشة بحضور صناع السينما من غزة لحكاية القصص غير المروية. اختار مشهراوي عرض الافلام داخل خيمة تشبه خيام المشردين بسبب الحرب في غزة لنقل جزء من شكل وحجم المعاناه التي يعيشها اهالي القطاع كل يوم.

وقال مشهراوي أنّ الحرب على غزة غيّرت نظرته إلى الغرب، واصفاً المواقف الغربية التي تتجاهل ما يحدث من قتل ودمار في القطاع بـ"خلل في الإنسانية يستعصي علاجه".

أما النجمة  كيت بلانشيت كسرت الحصار الذي يفرضه المهرجان على الضيوف من نجوم وصناع افلام ونقاد بالزامهم عدم ارتداء أي علامه خاصه بفلسطين، بارتدائها فستان تم تصميمه بذكاء فهو يحمل جزء من الوان العلم الفلسطيني الأخضر والأبيض والأسود، وتكتمل الوان العلم بوقوفها على السجادة الحمراء لتعلن النجمة الاسترالية عن دعمها للقضية الفلسطينية ‎أمام العالم بنعومه وسلاسة وذكاء .
‏‎
اقتصرت المشاركة المصرية هذا العام بالمهرجان على فيلمين لمخرجتين ندى رياض التي تشارك بفيلم "رفعت عيني للسما" بقسم اسبوع النقاد وهو وثائقي عن فرقة فنية من فتيات الصعيد يحاولن البحث عن أحلامهن خارج نطاق تقاليد صعيد مصر، اما المخرجة هالة القرصي تشارك بفيلم "شرق ١٢ " بقسم نصف شهر المخرجين بتجربة مختلفة خرجت للنور بعد ٨ سنوات من الاعداد. يشارك من السعودية فيلم "نورة" للمخرج توفيق الزايدي، ومن المغرب "من الذي لا يحب تودا" للمخرج نبيل عيوش، و"البحر البعيد" للمخرج سعيد بن حميش، والفيلم الصومالي "القرية إلى جوار الجنة" للمخرج مو هراوي.

اقرأ أيضا| هشام ماجد: أرفض المقارنة بين مسلسلي «أشغال شقة» و«اللعبة»  


‏‎وتشارك فلسطين بفيلم "إلى أرض مجهولة" للمخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل، بجانب الفيلم الجزائري القصير "بعد الشمس" للمخرج ريان مكيدري. بالإضافة لعدد من فعاليات مركز السينما العربية الذي يقدم مناقشات وجلسات لصناع الافلام والنجوم والنقاد على هامش المهرجان بحضور عدد من صناع السينما العربية، منهم يسرا وحسين فهمي، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي جمانا الراشد، ورئيس المهرجان محمد التركي، والمخرجة اللبنانية نادين لبكي عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، والمخرجة المغربية أسماء المدير عضو لجنة تحكيم  قسم" نظرة ما.