سهام فودة تكتب: هل أنت راضٍ؟

الكاتبة الصحفية سهام فودة
الكاتبة الصحفية سهام فودة

 

أتأمل كثيرًا أحاديث من حولي فأجدها دومًا لا تخلوا من الندم علي اختياراتهم لمسالك الحياة فرغم اختلاف حياتهم جذريًا إلا أن الرغبة في تغييرها هي القاسم المشترك بينهم .

تجد من اختار الاستقرار والزواج والأسرة يشتاق للحرية والانطلاق، ومن عاش طليقًا هاربًا من القيود التقليدية يشكو وحدته بل ويكره رتابة حياته، تجد من يعمل ويشغل مكانة مرموقة ينظر بسأم إلى طول ساعات عمله ويشعر أنها استنزاف لعمره.. بينما من يجلس في منزله دون عمل يتملكه الفراغ والوحدة ...

وهكذا فإن ما اعتدته أنت وتريد استبداله هو النعيم بعينه لمن يفتقده .. لا طالما كان السر في الرضا بكل ما لديك من نعم بل وبكل ما عليك من ابتلاءات ..وتذكر أن ما تعيشه الآن كانت دعوات وأمنيات الأمس .. فالزم الحمد وامتلئ بالرضا حتي وإن كان هناك ما يكدر الحياة فأنظر إلي من هو في بلاء أشد يهن عليك بلاءك ..وتذكر أن لا أحد يحصل علي نعيما خالصًا في هذه الحياة فحتي النعم اختبارات لنا و أداء الشكر وحسن استخدامها هو معيار نجاحنا في الإختبار ..

في قناعتي الشخصية.. لا يوجد إنسان على وجه الأرض يستحق أن تتمنى حياته أو ما وهبه الله من عطايا  لأنك ببساطة لا ترغب في تجربة ما يعانيه بعيدًا عن النور فحتى إن رأيت جانب حياته المشرق بسطوع فأنت تعجز عن رؤية أعماق ظلامه الدامس .. وإن كنت لا تزال تظن أن هناك حياة مثالية لشخص ما في هذه الأرض فاعذرني يا سيدي فأنت بحاجة إلي توسيع رؤيتك لتشمل كمالية الصورة ولا تقطتعها تحتاج إلي التدقيق فيما يعانيه البشر وليس فقط ما يتمتعوا به .. 
نحتاج جميعاً لتلك القناعة حتي نصل إلي الرضا الكافي لسكون الروح ... فحياتك رغم نقمك عليها هي حلم لغيرك. 
إبذل قصارى جهدك لتصحيح مسارك وتحقيق أحلامك ومن ثم سعادتك... و لتعي جيدًا أن النعيم المقيم والسعادة التي لا تتبدل ليستا في هذه الحياة .. فلا تبحث عن الكمال في هذه الأرض ..وابحث فقط عن رضا الخالق عسي أن يرزقنا ما نتمني وأكثر في جنة الخلد.