مصر ترحب باعتراف النرويج وأيرلندا وإسبانيا بالدولة الفلسطينية

دعوة دول العالم لاتخاذ الخطوة ذاتها «إعلاء لقيم العدل»

رؤساء حكومات النرويج يوناس جار ستوره «يمين» وإسبانيا بيدرو سانشيز
رؤساء حكومات النرويج يوناس جار ستوره «يمين» وإسبانيا بيدرو سانشيز

السلطة وحماس: انتصار الحق وبداية طريق الاستقلال

أوسلو - مدريد - دبلن - وكالات الأنباء:
رحبت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية بقرار كل من النرويج وأيرلندا وإسبانيا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، فى خطوة مقدرة تدعم الجهود الدولية الرامية إلى خلق أفق سياسى يؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. ودعت جمهورية مصر العربية الدول التى لم تتخذ هذه الخطوة بعد إلى المضى قدماً نحو الاعتراف بدولة فلسطين، إعلاءً لقيم العدل والإنصاف، ودعماً لحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة الذى عانى من الاحتلال الإسرائيلى لأكثر من سبعة عقود، وتمكينه من إقامة دولته المستقلة. وجددت القاهرة مطالبتها لمجلس الأمن، والأطراف الدولية المؤثرة، بضرورة التدخل الفورى للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى فى هذا الظرف الدقيق الذى تمر به القضية الفلسطينية، والتعامل بالمسئولية المطلوبة مع الأوضاع الإنسانية الخطيرة التى يشهدها قطاع غزة، ووقف الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية فى القطاع، لاسيما فى مدينة رفح الفلسطينية. كما رحب البرلمان العربى وجامعة الدول العربية بالاعتراف الصادر عن الدول الثلاث.


ومن جهته، حيّا الأمين العام لـجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط قرار إسبانيا والنرويج وأيرلندا. وقال أبوالغيط -فى بيان- إنه «يرحب عاليا بالخطوة الهامة» التى اتخذتها الدول الثلاث. وأضاف -فى منشور على منصة إكس- «أحيى وأشكر الدول الثلاث على تلك الخطوة التى تضعها على الجانب الصحيح من التاريخ فى هذا الصراع». وتابع «أدعو الدول التى لم تفعل ذلك إلى الاقتداء بالدول الثلاث فى خطوتها المبدئية الشجاعة». وختم «أبارك لفلسطين على هذا التطور الإيجابى».
وكانت إسبانيا والنرويج وأيرلندا قد أعلنت، صباح أمس، الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية، فى خطوة ستدخل حيز التنفيذ يوم 28 مايو الجارى، وسط ترحيب فلسطينى وغضب إسرائيلى كبير.


وقال رئيس وزراء النرويج يوناس جار ستوره إن بلاده ستعترف بـفلسطين كدولة مستقلة اعتبارا من 28 من الشهر الجارى.
وأضاف ستور أن الهدف من الاعتراف هو إقامة دولة فلسطينية متماسكة سياسيا أساسها السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن حل الدولتين من مصلحة إسرائيل. وأكد أنه يتعين الإبقاء على البديل الوحيد الذى يوفر حلا سياسيا للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وهو دولتان تعيشان جنبا إلى جنب فى سلام وأمن.


وقال رئيس الوزراء النرويجى إن الحرب فى غزة جعلت من الواضح أن تحقيق السلام والاستقرار لا بد أن يستند إلى حل القضية الفلسطينية.
ومن جهتها، قالت الخارجية النرويجية -فى بيان- إنه تم إبلاغ السلطات الفلسطينية والإسرائيلية بقرار الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين.
وقال وزير الخارجية النرويجى إسبن بارث إيدا إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون عاملا مساعدا فى إحلال السلام بالمنطقة.
وأضاف إيدا أنه «كان ممكنا تفادى المأساة والقتل الحالى بغزة لو تم الاعتراف بفلسطين بعد اتفاق أوسلو»، مشددا على أن بلاده قررت الاعتراف بفلسطين «لنتقدم على مسار أقل عنفا يؤدى للتسوية وإرساء السلام».
وفى إسبانيا، أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية يوم 28 مايو الجارى.
وقال سانشيز «نحن شعب مسالم وهذا ما يظهره آلاف المتظاهرين فى الاحتجاجات ضد مجازر غزة»، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بمواصلة تدمير غزة وبأنه يعرض حل الدولتين للخطر.
أما فى أيرلندا، فقال رئيس الوزراء سايمون هاريس إن دبلن ستعترف بدولة فلسطينية، مضيفا أنه يتوقع من دول أخرى الانضمام إلى أيرلندا وإسبانيا والنرويج فى اتخاذ هذه الخطوة خلال الأسابيع المقبلة.
وعقد الزعماء الثلاثة للحكومة الائتلافية الأيرلندية، وهم رئيس الوزراء سايمون هاريس، ووزير الخارجية مايكل مارتن، ووزير المواصلات إيمون رايان، مؤتمرا صحفيا أمام مبنى الحكومة لإعلان القرار.
وشدد هاريس على أن شعب فلسطين يستحق مستقبلا مليئا بالأمل والسلام، مؤكدا أنه «لا مستقبل للنسخة المتطرفة من الصهيونية التى تغذى عنف المستوطنين والاستيلاء على الأراضى». وأضاف رئيس الوزراء الأيرلندى أنه «لا يمكن أن يكون هناك سلام من دون المساواة، ومن المهم ألا يتم تفسير قرارنا بشكل خاطئ».
ومن جانبها، رحّبت منظمة التحرير الفلسطينية باعتراف الدول الأوروبية الثلاث بدولة فلسطين واعتبرت خطوة كل من إيرلندا والنروج وإسبانيا أنها «تاريخية».
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ عبر حسابه على منصة إكس إنها «لحظات تاريخية ينتصر فيها العالم الحر للحق والعدل بعد عقود طويلة من الكفاح الوطنى الفلسطينى والمعاناة والألم والاحتلال والعنصرية والقتل والبطش والتنكيل والتدمير الذى تعرض له شعب فلسطين».
كما اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن اعتراف ثلاث دول أوروبية بدولة فلسطين «خطوةً مهمة» على طريق تثبيت حقوق الفلسطينيين فى أرضهم وفى إقامة دولتهم، داعيةً كل الدول إلى القيام بالأمر نفسه.
ورحّبت الحركة فى بيان «بإعلان كل من أوسلو ودبلن ومدريد الاعتراف بدولة فلسطين» معتبرةً أنها «خطوة مهمة على طريق تثبيت حقنا فى أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس». ودعت «الدول حول العالم إلى الاعتراف بحقوقنا الوطنية المشروعة، ودعم نضال شعبنا الفلسطينى فى التحرر والاستقلال، وإنهاء الاحتلال الصهيونى لأرضنا».
وفى دولة الاحتلال، استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس، سفيريها فى إيرلندا والنرويج، لإجراء مشاورات طارئة بعد تحركهما نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلى، فى بيان: «أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى إيرلندا والنرويج، لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف «أصدرت التعليمات لعودة السفيرين الإسرائيليين فى دبلن وأوسلو إلى تل أبيب لإجراء مزيد من المشاورات».