أوروبا تضمن بقاء أوكرانيا في مواجهة روسيا.. لكن دون قواتها

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في تطور جديد للأزمة الأوكرانية، كشفت صحيفة "فيلت أم سونتاج" الألمانية عن وثيقة مسربة تفيد بأن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتفقت على منح أوكرانيا ضمانات أمنية طويلة الأمد، لكنها استبعدت نشر أي قوات عسكرية تابعة لهذه الدول داخل الأراضي الأوكرانية. 

هذه الاتفاقية، التي من المتوقع أن تُبرم بحلول شهر يوليو المقبل، تلزم الدول الأوروبية بتقديم الدعم العسكري والمالي لكييف على المدى البعيد، إلا أنها تستثني أي تواجد قتالي مباشر للجنود الأوروبيين في أوكرانيا.

لا تواجد عسكري

وفقًا للوثيقة المسربة، فبدلاً من نشر قوات برية، سيواصل الاتحاد الأوروبي تزويد كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية اللازمة، إلى جانب تدريب قواتها وتأهيلها، فضلاً عن المساعدة في مجالات نزع الألغام وأمن المعلومات والفضاء السيبراني.
ويأتي هذا في إطار حرص الاتحاد على عدم الانزلاق نحو مواجهة مباشرة مع روسيا على الأرض الأوكرانية.

دعم عسكري ومدني واقتصادي

بحسب ما نقلته الصحيفة عن الوثيقة المسربة، فإن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه سيساهمون "بشكل حاسم وحيوي" في تعزيز أمن أوكرانيا وصمودها على المديين القريب والبعيد. 

وسيتجسد هذا الدعم من خلال حزمة شاملة تشمل "المساعدات العسكرية والمدنية، والإنسانية، والمالية، إضافة إلى الدعم التجاري والاقتصادي". كما التزم الاتحاد الأوروبي بفرض "إجراءات قاسية" و"دعم دبلوماسي" لصالح كييف، في مواجهة روسيا.

وتضمنت الوثيقة أيضًا التزامًا من قبل الاتحاد الأوروبي بعقد مشاورات مع السلطات الأوكرانية خلال 24 ساعة فقط في حال نشوب أي صراع مستقبلي مع روسيا، وذلك لتحديد احتياجات كييف العسكرية والأمنية بشكل عاجل. 
ويأتي هذا في إطار الدعم الشامل المتعهد به من قبل بروكسل تجاه الجانب الأوكراني في مواجهة موسكو.

أشارت الصحيفة إلى أن هذه الترتيبات الأمنية الجديدة بين أوروبا وأوكرانيا ستظل سارية المفعول وقائمة حتى انضمام كييف رسميًا إلى عضوية كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو). 

ردود فعل روسية حادة

لا شك أن هذه التفاصيل ستثير ردود فعل روسية حادة، إذ ينظر الكرملين إلى مثل هذه الخطوات على أنها استمرار للتحالف الغربي ضد مصالحه الأمنية في المنطقة.

وقد حذر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في وقت سابق من أن مثل هذه "الضمانات" للأوكرانية تعد "خطوة خطيرة للغاية" تمهد الطريق لانضمامها لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما تعتبره روسيا خطاً أحمر.

ويعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احتمال انضمام أوكرانيا للحلف العسكري الغربي أحد أهم الأسباب التي دفعته لشن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير من العام الماضي 2022.