أسفرت اشتباكات استمرت على مدار يومين بين الجيش المالي والمتمردين الطوارق الانفصاليين شمال البلاد عن سقوط 19 قتيلا على الأقل، الأمر الذي يهدد محادثات السلام بين الجانبين. وقال سكان شمال مالي ـ في تصريحات نقلتها شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية الخميس 30 إبريل ـ " إن عناصر المتمردين هاجموا منطقة تقع بين مدينتي تيمبتكو وليري، الواقعة على بعد 60 كيلومترا شرق الحدود الموريتانية ، فيما اندلعت أعمال عنف أخرى في مدينة جاو". في السياق نفسه ، أكد أعضاء تابعون لجماعات المتمردين الطوارق وقوع اشتباكات في مدينة بينتاجونجو، حيث صعدت من هجماتها خلال الشهر الجاري مع اقتراب موعد توقيع اتفاقية سلام مع الحكومة. ومن المقرر التوقيع على اتفاق سلام بين الجانبين في 15 مايو ، غير أن ذلك الأمر بات محل شك في أعقاب أعمال العنف الأخيرة ، وتقول الحكومة المالية إن أعمال العنف سقط خلالها 9 جنود قتلى ، بالإضافة إلى 10 متمردين ، غير أن المتحدث باسم المتمردين محمد المولود رمضان قال إن 20 جنديا ماليا و 3 متمردين قُتِلوا خلال المعارك. وأدانت الحكومة المالية تصاعد أعمال العنف ، وقالت " إنها محاولة متعمدة لدفع عملية السلام نحو الانهيار". وقد أكدت جميع الأطراف على وقف إطلاق النار مرة أخرى خلال محادثات فبراير التي لعبت خلالها الجزائر دور الوسيط ، لكن يوم الاثنين الماضي ، شنت الميليشيات الموالية للحكومة هجوما على بلدة ميناكا التابعة للطوارق وسيطرت عليها ، ما أثار المتمردين الطوارق للهجوم لاحقا على عدة مناطق أخرى شمال البلاد. وطالب رئيس بعثة الأمم المتحدة في مالي "مينوسما" منجي حمدي جميع الأطراف بالبقاء في مواقعها خلال المفاوضات والابتعاد عن جميع الأعمال التي من الممكن أن تهدد جهود السلام.