مصر .. الوضوح والصراحة

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

من أهم صفات السياسة الخارجية لمصر هو الوضوح والصراحة والشفافية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.. هذه السياسة تخلق وضعًا دوليًا متميزًا لنا فى المحافل الخارجية وتحقق عنصر المصداقية لدينا وتزيد من ثقة الآخرين فينا.. هذه السياسة الحميدة التى أستنها رئيسنا عبد الفتاح السيسى منذ توليه مقاليد الحكم فى 2014 حققت الكثير من النجاحات لأنه يدرك جيدًا عظمة الدور المصرى وتفاعله فى العديد من القضايا الدولية.. وهذه السياسة كانت وراء التفاعل الإفريقى مع قضايانا وحرص دول القارة على مزيد من التعاون الوثيق مع القاهرة كلاعب رئيسى بعد غياب سنوات طويلة عن محيطنا الإفريقى.


وحقيقة الأمر أن لدينا رئيسا يؤمن إيمانًا عميقًا بمضمون أهمية سياسة مصر الخارجية دفعت إلى اتساع دائرة التعاون مع كل دول العالم وحظيت باحترام كبير من الجميع وأعادت تعاوننا كقوى إقليمية كبرى فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية.


وعلى سبيل المثال لا الحصر .. تمعنوا فيما قاله الكاتب والمحلل السياسى الليبى محمد العمامى عن مواقف الرئيس السيسى التى أكد فيها أن أمن مصر من أمن ليبيا وأنها عمق استراتيجى لمصر وأن القاهرة يهمها استقرار وراحة ليبيا وشعبها ولا تنتظر أى عائد من ذلك وأنها مهتمة بمسألة تأمين حدودها مع جارتها الغربية ومنع تسلل الإرهابيين والمرتزقة إليها.. فى تعليق الكاتب الليبى نقطة مهمة للغاية وهى أن مصر لا تنتظر أى مقابل من الأشقاء فى ليبيا وهى سياسة مصرية خالصة تعكس التوجه الدبلوماسى المصرى فى المحيط العربى والإفريقى.. نحن على مسافة واحدة من جميع الأطراف.. لا ننحاز لأحد على حساب الآخر.. يهمنا تأمين حدودنا ورعاية مصالحنا وهذا إنجاز يكتب لمصر فى علاقاتها مع الأشقاء ولعل هذا كان بيت القصيد فى رعاية مصر للمصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس وبين حماس وإسرائيل التى ترعاها مصر بتنسيق مع قطر والولايات المتحدة وهى مفاوضات مهمة تعكس إيمان مصر وسعيها الجاد نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطينى فى غزة والتوصل إلى هدنة بين الطرفين للتخفيف من معاناة أهل القطاع الذين يتعرضون لمجازر شديدة والجوع والعطش وصعوبة الحياة.


مصر ستظل الوسيط النموذجى بين إسرائيل وحماس.. الوسيط الذى يحظى بثقة كل الأطراف.. وسيط نزيه كل همه منع الأذى للفلسطينيين.. فتح معبر رفح طوال الوقت ولم يغلقه رغم اعتبارات الأمن القومى المصرى والمتخصصون يعلمون جيدا هذا الأمر وخاصة فى وقت الحروب وضرورة اتخاذ مواقف للتأمين تجنبًا لأى عمليات تسلل عبر الحدود ورغم ذلك فإن توجيهات الرئيس المحترم عبد الفتاح السيسى هى فتح المعبر باستمرار واستقبال الجرحى لعلاجهم فى المستشفيات المصرية.


كل الأطراف الفاعلة فى حرب غزة يشيدون بالدور المصرى ووزير الخارجية سامح شكرى يشارك بشكل شبه يومى فى أى مباحثات لحل الأزمة فنحن لا نتأخر عن نصرة الشعب الفلسطينى شعبًا وحكومة ورئيسًا.. والإشادات تأتينا من كل أطياف الفلسطينيين والأمم المتحدة ومندوبيها على الأرض الذين يرون بأعيننهم على الطبيعة حرص مصر على وضع نهاية لمأساة غزة قولًا وفعلًا.
ولعلها فاتحة خير اليوم أو غدا وتتوصل حماس وتل أبيب إلى اتفاق يسمح بتبادل الأسرى والمحتجزين لدى الطرفين وكذلك التوصل إلى هدنة يتنفس فيها الفلسطينيون الصعداء وتصمت فيها المدافع ويعود النازحون إلى بيوتهم التى تهدمت وتساوت بالتراب.. هدنة تسمح للقاء من جديد بين الأهل الذين منعتهم الحرب من لم الشمل.
كم أنت عظيمة يا مصر .. ومهما كان أنتى مصر وكل خطوة بنصر .. نعيش لمصر ونموت لمصر .. تحيا مصر.