حديث وشجون

التمتع البشع

إيمان راشد
إيمان راشد

بدأت عملى الصحفى بجريدتى فى قسم القضايا كنت أحضر قضايا قتل وإرهاب جعلتنى أكره الدنيا وما فيها بل إننى تعرضت لتهديدات كثيرة من أهالى المتهمين وأحيانا اعتداء على زملائى المصورين حتى إن رئيس التحرير عندما يوقع لى على طلب للتصوير يسألنى متهكما ما اسم المصور ضحية اليوم.. ورغم ذلك فإننى لم أصادف بل لم أتخيل أنه سيأتى يوم وأسمع فيه عن جريمة قتل بشعة لمجرد متعة المشاهدة وتباع فيديوهاتها بأموال طائلة.. كيف هذا وأنا كنت أهرب من مشاهدة وجه أى متهم محكوم عليه بالإعدام فقط لتخيلى أنه سيعدم بل إن فى بعض القضايا كنت أبكى عندما أسمع قرار الاتهام ووكيل النيابة يعرض أحداث الجريمة ويصف كيف قام القاتل بفعلته.. لذلك فقد اقشعر بدنى عندما علمت بأحداث قضية شبرا الخيمة وباختصار لمن لم يسمع عنها.. قضية قتل وتمثيل بجثة طفل فى الخامسة عشر ووضع ثقته هو وأهله بشيطان فى أواخر العشرينيات وتوطدت علاقة الصداقة بينهما بعد أن ادعى مرضه بالسرطان وتمثيله لدور المتدين الواعظ فكسب تعاطفه وحبه ويوم الحادث استدرج المجنى عليه وقتله بوحشية ومثل بكل عضو من جسده وصور كل ذلك لشيطان آخر استمتع بمشاهدة الجريمة لايف وسجلها لبيعها للمرضى النفسيين أمثاله بمواقع التواصل الاجتماعى والتى يطلقون عليها الدارك ويب وهى أقذر المواقع المنتشرة فى الخارج وكالعادة بدأنا نستوردها ونحاكيها فى الوطن العربى هذه المواقع تصور أبشع المناظر لقتل ضحاياها ليستمتع بها مجموعة من البشر غير الآدميين والمرضى النفسيين.
انتبهوا أيها السادة لأبنائكم لا تتركوهم خارج المنزل كثيرا ولا تتركوا لهم الحبل على الغارب لعقد صداقات مع أشخاص لا تعرفوهم.. تابعوهم وتابعوا من يرافقونهم ويا حبذا لو استطعتم تحديد وقت معين للعب على الهاتف ليكونوا تحت أعينكم.. أعلم أن ذلك من الصعوبة ويصل أحيانا إلى المستحيل ولكن أعتقد أن فلذات أكبادكم يستحقون هذا الجهد واعلموا جيدا أن دنياهم مختلفة كثيرا عنا وأننا لا نتولى تربيتهم بمفردنا بل تشترك معنا مواقع السوشيال ميديا والأصدقاء.. ارحمنا وكن معنا يا الله.